انفصال جبل جليدي يهدد حركة تيارات المحيطات

حذر علماء من أن انفصال كتلة جليدية ضخمة بحجم دولة لوكسمبورج الأوروبية عن نهر جليدي في القطب المتجمد، قد تربك أنماط دورة المحيطات ويهدد حركة تيارات المحيط.

وأدى ارتطام كتلة جليدية بنهر ميرتز" المتجمد الذي يمتد على شكل لسان عائم مساحته 100 ميل (160 كيلومتراً) داخل المحيط الجنوبي، لانفصال الكتلة المتجمدة التي تبلغ مساحتها 965 ميلاً مربعاً (2500 كيلومتراً)، ولم يطلق العلماء بعد أى اسم على الكتلة الجليدية التي يقدر وزنها بمليار طن وسمكها بـ400 متر.

ومنذ فترة، يعكف الخبراء على مراقبة التشققات الهائلة في اللسان الجليدي ورصدوا اصطدام الكتلة الجليدية الأخرى "بي-9بي" به.

وأوضح روب ماسوم كبير العلماء بمركز الأبحاث التعاونية للمناخ والأنظمة البيئية بالقطب الجنوبي، أن انقسام اللسان الجليدي ووجود الكتلتين الجليديتين، "ميرتز" و"بي-9 بي" قد يؤثر على دورة المحيطات العالمية، لاسيما مع تمتع المنطقة بأهمية خاصة في تكون المياه المحلية الكثيفة، التي تعد المحرك الرئيسي لدورة المحيطات العالمية، ويحدث ذلك جزئياً من خلال الإنتاج السريع لجليد البحر الذي يتم دفعه باستمرار باتجاه الغرب.

وأفاد العالم بأن إزالة هذا اللسان من الجليد العائم من شأنه أن يقلل من حجم مساحة المياه المفتوحة ما سيؤدي إلى إبطاء معدل تدفق المياه المالحة في المحيط، وكما يمكن أن يبطيء معدل تكوين المياه العميقة في القطب الجنوبي.

يذكر أن تيارات المحيطات تساعد على تنظيم المناخ من خلال توزيع الحرارة في أنحاء الكرة الأرضية كما أنها تمثل جزءاً حيوياً من النظم الايكولوجية البحرية.

وكان علماء البيئة والمناخ حذروا في ديسمبر الماضى من اقتراب جبل جليدي ضخم، وصفوه بـ"الوحش"، نظراً لأن يفوق حجمه حي "مانهاتن" الشهير في نيويورك بمرتين، من الساحل الغربي لقارة أستراليا.وأكد العلماء أن الجبل الجليدي، الذي أطلقوا عليه اسم "بي1بي 7" تبلغ مساحته نحو 54 ميلاً مربعاً، أي حوالي 140 كيلومتراً مربعاً، انفصل عن أحد الجبال الضخمة في المنطقة القطبية الجنوبية قبل عشر سنوات، متجهاً نحو قارة انتراكتيكا قبل أن يواصل رحلته على شكل غير معتاد باتجاه الشمال.

المصدر: محيط