الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

اخبار التكنولوجيا والعلومإكتشافات وفضاء وعلوم › أدوية الفضائيات.. علاج وهمي ولغة "مراحيض عمومية"

صورة الخبر: أدوية الفضائيات.. علاج وهمي ولغة "مراحيض عمومية"
أدوية الفضائيات.. علاج وهمي ولغة "مراحيض عمومية"

تفاقمت في الآونة الأخيرة ظاهرة فوضى انتشار إعلانات الأدوية عبر وسائل الإعلام خاصةً على شاشات الفضائيات، وتتناول الأعشاب والكيماويات على حد سواء لعلاج جميع الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الإنسان، إذ أن تلك الجهات تستبيح في عروضها كل ما يحقق لها الربح في ظل غياب القانون المنظم لهذه الممارسات وعدم حصولهم على تصاريح جهات الرقابة من الجهات المعنية، وبات الأمر يمثل فوضى يمارسها راغبو الحصول على الملايين التي يدفعها المرضى الذين يتعلقون بأمل الشفاء من آلامهم بشرائهم كل ما يعلن عنه.

والسؤال الذي يفرض نفسه هو من الذي يمكنه التصدي لهذه العشوائية التي تمارسها وسائل الإعلام؟ والأمثلة على هذه الفوضى كثيرة، ومنها علي سبيل المثال لا الحصر ما نشاهده على إحدى القنوات الفضائية التي تبث بمعدل كل نصف ساعة تقريباً إعلاناً عن أحد منتجات الغذاء ليؤكد أنه يشفي من أكثر من مئه مرض مزمن، مثل مرض السكري والعقم و السرطان وغيرها من الأمراض الخطيرة التي لا يزال العلم يحاول أن يصل إلى علاج قاطع لها. حصرية لشبكة الإعلام العربية "محيط
واستطلعت شبكة الإعلام العربية "محيط" آراء الأطباء حول سر اتجاه المرضى إلى مثل هذه المراكز رغم عدم مأمونيتها ومع وجود الطب والوسائل العلاجية الحديثة، أوضح الدكتور جمال عصمت رئيس الاتحاد العالمي لأمراض الكبد، أن المبرر مازال غير مفهوم، مشيراً إلى أن الإقبال على مروجي العلاجات الوهمية منتشر في بلدان كثيرة وليس في مصر فقط ويندرج في أذهان الناس تحت مفهوم "الطب الشعبي".حصرية لشبكة الإعلام العربية "محيط"

وأكد عصمت لـ"محيط" أن اتجاه المرضى إلى هذه المراكز نابع من أن الإنسان بطبعه يرفض اعتقاد أنه مريض ويميل إلى البعد عن تناول الأدوية ويسعى نحو من يبعث الطمأنينه في نفسه وهو ما تفعله هذه المستشفيات عندما تمنحه بعض الأعشاب وإيهامه أنها ستحقق له الشفاء، واصفاً ذلك بأنه "عمليات نصب واحتيال" مدبرة واستغلال لجهل الناس وضعف ثقافتهم الطبية.حصرية لشبكة الإعلام العربية "محيط"

وأعرب عصمت عن دهشته من لجوء المرضى لمثل هذه المستشفيات متسائلاً لماذا نبالغ في الاعتناء "بسيارتنا ومنازلنا" و"نبهدل" في صحتنا ونتبع أي مدعي يزعم إمكانية العلاج "ببول الإبل" وعسل النحل رغم أن صحتنا أولى بالرعاية والعناية، مؤكداً أن أي تجارب على الصحة غير مسموح بها لما يتسم به هذا المجال من خطورة.ح
صرية لشبكة الإعلام العربية "محيط"
ومن جانبه، أكد الدكتور نبيل أمين استشاري أول المسالك البولية وطب وجراحة الجهاز التناسلي للذكورة بالمنصورة، أن العلاج الذي تقدمه هذه القنوات لعلاج العقم وخاصةً الأعشاب عبارة عن مواد كيماوية ويمكن أن تتخللها ميكروبات، كما أنها غير مستوفية أركانها العلمية كمدة صلاحية الدواء، والعناصر الفعّالة فيه والمواد الضارة، والتي قد تؤثر على الصحة العامة للمريض أو المستهلك، لهذا فهو ينصح بعدم تجريب هذه الأعشاب لأنها لا تفيد هؤلاء المصابين.

ويرى طارق عبد الفتاح الصاحي استشاري جودة صناعة الدواء ومدير عام الإدارة العامة للتفتيش على مصانع الأدوية التابع لوزارة الصحة سابقاً، أن استعانة الأفراد بمثل هذه المراكز خاصةً من يعانون الأمراض المزمنة كالسرطان والكبد بـ"الغريق الذي يتعلق بالقشة" حتى وإن كانت هذه القشة ألبان الإبل أو بولها أو أى نوع من الشوربة.

وحول مدى مشروعية عمل هذه المراكز أجاب الصاحي أنها تجرى تجارب علي الأفراد رغم أنه ليس قانوني إجراء تجارب على البشر دون موافقة وزارة الصحة.حصرية لشبكة الإعلام العربية "محيط"

ورغم أن المنتجات التي تستخدمها هذه المراكز في العلاج لا تخرج عن نطاق الأعشاب أو الوصفات الطبيعية، أكد الصاحي على ضرورة أن تكون مصرح بها من وزارة الصحة طبقاً للمعايير الخاصة التي تخضع لها الأعشاب والمواد الطبيعية والتي تختلف عن معايير العقاقير وأدوية الشرب ومستحضرات التجميل، نظراً لأن كل نوع من الأدوية له معايير خاصة للسماح بتداوله في السوق.حصرية لشبكة الإعلام العربية "محيط"
ومن جانبه، قال الأستاذ سعيد عبد السلام مدير عام التراخيص بوزارة الصحة سابقاً لـ"محيط"، إن وزارة الصحة حينما تضبط هذه المراكز المخالفة تأمر بغلقها على الفور ويتم تطبيق القانون عليها.
لشبكة الإعلام العربية "محيط"
ضحايا العلاج الوهميحصرية لشبكة الإعلام العربية "محيط"

والتقت شبكة الإعلام العربية "محيط" مع أثنين من ضحايا أوهام العلاج بالأعشاب والشوربة، وأفادت السيدة "س.س" التي ابتاعت شاى "دكتورمنج" للتخسيس عندما شاهدت إعلانه في إحدى القنوات الفضائية أنها لم تحظى منه بأى نتيجة سوى المرارة التي كان يخلفها في فمها، وخسارة الأموال التي دفعتها ثمناً له والتى قد تكون قليلة نوعاً ما مقارنة بما دفعته السيدة "ف.ش" أحد ضحايا مستشفى "الرسالة" الذي يعالج مرضاه بالشوربة.حصرية لشبكة الإعلام العربية "محيط"


وأوضحت أنها ذهبت إلى المستشفى بعدما شاهدت إعلان عنه عبر قناة "البدر" الفضائية ودفعت مبلغ 1500 جنيه في البداية نظير الاشتراك في "حملة التخسيس" مشيرة إلى أنه أقل مبلغ يتم دفعه للاشتراك لأن وزنها أقل من 100 كجم، وكلما زاد الوزن زادت قيمة الاشتراك حتى 2500 أو 3000.

ويتضمن الاشتراك في الحملة كشف دوري كل فترة 4 أشهر واستلام أعشاب للتخسيس ومعرفة وصفة الشوربة المناسبة للحالة و حقن "ميزوثيرابى"، التي يقوم الأطباء بإعطائها لها منذ بداية "الحملة".

ورغم إتباعها هذا النظام منذ شهر أكتوبر الماضي، أكدت السيدة "ف.ش" أن وزنها لم ينخفض ولو جراماً واحداً، إلا أنها مازالت مستمرة في تطبيق النظام حتى الآن مؤكدة على ثقتها في المستشفي والدكتور المروج له لمجرد أنه يظهر على شاشات أحد القنوات الفضائية. حصرية لشبكة الإعلام العربية "محيط"

لغة "المراحيض العمومية"حصرية لشبكة الإعلام العربية "محيط"

ويري الدكتور محمود خليل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن الأدوية التي يتم الأعلان عنها في القنوات الفضائية تتعامل مع المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة بطريقة أشبه بـ "الوصفة السحرية" مثل شاي التخسيس، أو أرهقة التدخين، حتى أصبحت القنوات الفضائية من خلال الأعلانات ساحة للنصب واستنزاف أموال الناس، فهى تعمل عكس الاتجاه المنطقي للاضرار بصحة الناس، فالسلطة لا تهتم بصحة الناس فهى تهتم بما يضر الحاكم فقط.

وقد أصدرت وزراة الصحة مؤخراً قائمة بأنواع معينة من الأدوية حتى يتم الحد من الأعلان عنها وبالتالي امتنعت القنوات الأرضية ولكن لم تمتنع حتى الآن القنوات الفضائية.حصرية لشبكة الإعلام العربية "محيط"

وأكد خليل أن هذه القنوات عبارة عن" دكاكين" لتحقيق بعض الأرباح الصغيرة على حساب صحة ووعي الناس، فأصبح الأعلان عن هذه السلع ساحة للدجل، فهذه القنوات تسمح لبعض الدجالين الطبين من ممارسة الطب.

ويرفض خليل اعتماد المنتج على ألفاظ صريحة تؤدي إلى الحرج لدى المشاهدين، موضحاً أن مجتمعنا يعيش الهاجس الجنسي الذي يسيطر على عقل الرجل والمرأة، فهذه الأعلانات تغازل هذا الهاجس، فهى تحاول أن تتعامل بلغة أشبه "بغرفة النوم" ولغة "المراحيض العمومية" في سبيل جذب المشاهد واقناعه بالسلعة الطبية المزيفة.



فقد أصبحت هذه اللغة الإباحية متاحة أمام الأطفال والمراهقين فمثل هذه الأعلانات كثيراً ما تظهر على القنوات العامة والتي يتم الأعلان عنها من خلال مسلسلات الدراما فتكون النتيجة أن هذه الألفاظ تدخل في القاموس اللغوي للصغار والكبار، وقد حذرت الدراسات العلمية من تأثير لغة الأعلانات على الأطفال، ولكن للأسف الشديد يتم هذا وراء الرغبة في تحقيق الربح، فلا تحترم هذه الأعلانات أي قيم أو أي معيار اجتماعية. حصرية لشبكة الإعلام العربية "محيط"

وأوضح خليل لـ"محيط" أن وزارة الصحة لا تمتلك أي صفة قانونية لإيقاف مثل هذه الأعلانات، فيرجع ذلك لدور وزارة الأعلام كوزارة مسئولة عن المضمون الذي يقدم للمواطنين، فلابد أن تشترط بأي منتج طبي يكون مرخص حتى لا يتم النصب على الجمهور.

فلا توجد حتى الآن ضوابط حقيقية وملزمة حتى تتبع دور الأعلان في التوعية الصحية وكيفية التعامل مع الأمراض المزمنة فهي تعمل عكس الاتجاه المنطقي للاضرار بصحة الناس، فالأعلام لابد أن يصحح نفسه بنفسه ويهتم بحصة المواطنين أكثر من الأهتمام بالربح.

المصدر: محيط

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على أدوية الفضائيات.. علاج وهمي ولغة "مراحيض عمومية"

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
5571

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار العلم والتقنية