الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

اخبار التكنولوجيا والعلومإكتشافات وفضاء وعلوم › قنابل جديدة تعيد العالم إلى العصور الوسطى

صورة الخبر: قنابل جديدة تعيد العالم إلى العصور الوسطى
قنابل جديدة تعيد العالم إلى العصور الوسطى

تخيل أنك تجلس على مقعدك الوثير فى ضوء هادئ تشاهد أحد برامجك المفضلة فى التليفزيون وبدأ تليفونك المحمول فى الرنين، ثم فجأة انقطعت الكهرباء وأصبحت تبحر فى ظلام دامس وتوقف المحمول عن الرنين فاندفعت نحو شرفتك تفتحها بحثاً عن ضوء الشارع، فاكتشفت أن المدينة غارقة فى الظلام والصمت وعندما عدت أدراجك للداخل تتحسس طريقك إلى التليفون الأرضى وما أن وصلت إليه ورفعت السماعة اكتشفت أنه جثة هامدة فتفتق ذهنك سريعاً للجوء إلى «اللاب توب» للتواصل فى العالم الافتراضى فوجدت أنه تحول هو الآخر إلى جثة هامدة.

لا تقلق..

فأنت لم تنتقل إلى العالم الآخر بعد لكنك انتقلت فقط إلى العصور الوسطى.

حدث ذلك بعد أن تعرضت مدينتك لهجوم من الأعداء بالأسلحة الكهرومغناطيسية التى تهلك كل منجزات حضارة العصر الإلكترونية والكهربية وتترك البشر أحياء يكابدون فقدان كل وسائل الرفاهية والضرورات الأساسية اللازمة لتسيير متطلبات الحياة فى القرن الواحد والعشرين، فإلى أن تستعاد البنية الأساسية لكل وسائل التكنولوجيا عليك أن تحتمل لزمن طويل افتقاد كل وسائل الاتصال وتعامل مع البنك فى طوابير طويلة حتى تعود الحياة لماكينات الصراف الآلى، ولا تقلق من توقف القطارات والطائرات وإشارات المرور فى الشوارع وعش بلا راديو أو تليفزيون أو تليفون أو كمبيوتر وفى منزلك لا ثلاجة أو سخان كهربى أو بالغاز ولا غسالة ملابس أو أطباق.. والقائمة طويلة وكل ما عليك أن تتأقلم مع حياة العصور الوسطى.

لمحة حول هذا السلاح

اكتشف تأثير الموجات الكهرومغناطيسية نتيجة تجارب تفجيرات الأسلحة النووية، وتواصل الدول الكبرى تطوير أنظمة متعددة من الأسلحة الكهرومغناطيسية التى تعادل ضربة مباغتة منها مفعولاً أقوى من التيار الكهربائى الذى تحمله الصاعقة الطبيعية مئات المرات، ومن المعلن عنه فى الدول الصانعة أن بعض هذه الأسلحة يمكنه تفجير الصواريخ المعادية وهى فى الجو وأنواع منها يمكن استخدامها لإعماء الجنود فى ساحة المعركة، بالإضافة إلى بعض الأسلحة التى تستخدم للسيطرة على حشد جامح من المتظاهرين وذلك بحرق الطبقة العليا لبشرتهم ما قد يشعرهم بأنهم ألقى بهم فى فرن مشتعل، أما عن الأنظمة الكبرى من الأسلحة الرئيسية فيمكنها فى حال توجيهها فوق مدينة كبيرة أن تدمر الأجهزة الإلكترونية كافة وتنتج القنبلة نبضة كهرومغناطيسية هائلة فى زمن متناهى الصغر يبلغ المئات من النانو ثانية التى تعادل جزءاً من بليون من الثانية تنتشر بعد إطلاقها باضمحلال عبر الهواء طبقاً للنظرية الكهرومغناطيسية وبذلك فهى موجة صدمة يتولد عنها مجال كهرومغناطيسى هائل يولد حسب قانون «فراداى» فرق جهد هائلاً يصل إلى بضعة مئات الآلاف وربما بضعة ملايين من الفولتات وذلك بالطبع طبقاً لبعد القنبلة عن الأجهزة والموصلات ودوائرها التى تتعرض للصدمة الكهرومغناطيسية ويمكن تشبيه تأثير هذه الموجة أو الصدمة بتأثير الصواعق والبرق وإن كانت صدمة القنبلة تفوقهما بقدر هائل فى نطاق التأثير، إذ تصبح جميع أجهزة الكمبيوتر والاتصالات لاسيما أن جميع مكونات هذه الأجهزة مصنعة من أشباه الموصلات ذات الكثافة العالية من أكاسيد بعض المعادن، وهى ذات حساسية ضعيفة للجهد العالى العارض، مما يؤدى إلى تدمير هذه المكونات، وبالرغم من وسائل العزل والحماية الكهرومغناطيسية بوضع هذه الدوائر داخل «شاسيه» معدنى إلا أنها لا توفر الحماية الكاملة من التدمير لأن الكابلات أو الموصلات المعدنية من وإلى الجهاز سوف تعمل كهوائى يسرب هذا الجهد العالى العارض إلى داخل الجهاز وهكذا تصبح جميع أجهزة الكمبيوتر ومنظومات الاتصال وأجهزة التحكم بما فيها إشارات المرور والقطارات وأبراج المراقبة الجوية للمطارات والهواتف المحمولة إلى آخر هذه المنظومات، كلها عرضة لهذا التأثير المهلك ويصل تأثيرها حتى إلى أجهزة تنظيم دقات القلب الإلكترونية أى أنها قادرة على تخريب أى جهاز عسكرى أو مدنى يعمل بالكهرباء أو الشرائح الإلكترونية وأشباه الموصلات ذات الكثافة العالية من أكاسيد المعادن طالما أصبحت فى نطاق تأثيرها وبالطبع يمتد هذا التأثير إلى الجيوش فى مناطق تمركزها أو انتشارها ميدانياً أثناء العمليات حيث تدمر الحاسبات والرادرات ومعدات أجهزة القيادة والسيطرة وكل الأسلحة التى تعتمد على دوائر أو شرائح أشباه الموصلات ومولدات الكهرباء.

الفكرة تعتمد على تفجير قنبلة نووية صغيرة من ارتفاع عالٍ على المنطقة التى تتم مهاجمتها.. وتأثيرها يعادل مساحة تساوى «من الساحل إلى الساحل» فى الولايات المتحدة
مكونات القنبلة

تسمية السلاح الذى ينتج النبضة الكهرومغناطيسة ذات القوة الرهيبة بالقنبلة تسمية مجازية لأن ما تنتجه بعيد كل البعد عن طبيعة القنبلة المتعارف عليها التى تعبأ بمادة شديدة الانفجار وتتكون القنبلة الكهرومغناطيسية من غلاف أو إطار خارجى ونظراً لتولد قوة مغناطيسية هائلة فى أثناء التشغيل مما قد يؤدى إلى تفتيت الغلاف لذلك تم التوصل إلى أن غلاف القنبلة يجب أن يكون من مادة غير مغناطيسية كالفيبرجلاس أو الأسمنت أو مادة الإيبوكس اللاصقة، ويحتوى الغلاف فى داخله على أسطوانة من معدن محاطة بملف من سلك عال فى قدرة التوصيل للتيار الكهربى ويوجد بين الأسطوانة المعبأة بمادة شديدة الانفجار والملف مساحة من الفراغ ويوصل هذا الملف بمصدر تغذية كهربائية مستمدة من مكثفات تخزن الطاقة الكهربائية.

مسار آخر للسلاح

تعتمد الفكرة هنا على قنبلة نووية صغيرة القيمة (10 كيلوطن) يتم تفجيرها على ارتفاع كبير لا يقل عن 50 كيلومتراً تفجر فوق سطح الأرض فى المنطقة أو الدولة المراد مهاجمتها ويقدر الخبراء تأثيرها بما يكفى من القوة للإضرار بمساحة تساوى كل المسافة فى قطاع من الساحل إلى الساحل فى الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ ينتج عن الانفجار النووى موجة أو عدة موجات كهرومغناطيسية كثيفة مع انبعاث أشعة «غاما» التى تتفاعل مع جزيئات الغاز فى الهواء الجوى وهو ما يطلق عليه «تأثير كومبتون» وتتحرك الموجة الكهرومغناطيسية الناتجة من تفجير نووى بسرعة الضوء 299.00 كيلو / ثانية وعند وصولها إلى سطح الأرض أو بالقرب منه تمتصها الهوائيات وأى أجسام موصلة ويتسبب هذا فى تخريبها، كما تتعطل الأجهزة الكهربية والإلكترونية كافة.

الوقاية

كما هى العادة دائماً أنه بعد ظهور أسلحة جديدة يبدأ العلماء فى اختراع أسلحة مضادة أو إجراءات وقائية، وقد اتخذت بالفعل إجراءات للحماية من تأثير الأسلحة الكهرومغناطيسية منها وضع الأجهزة فى ما يطلق عليه «قفص فاراداى» الذى يعتمد على تبطين جدران وأسقف المبانى التى توجد بداخلها الأجهزة والأجهزة ذاتها المستخدمة ميدانياً بألواح من مواد جيدة التوصيل للكهرباء مثل النحاس أو الألومنيوم أو الرصاص من شأنها حجب الموجات الكهرومغناطيسية وامتصاصها، واستكمالاً للحماية يجب أن تكون كابلات الإشارات مصنوعة من الألياف الضوئية التى لا تؤثر فيها المجالات الكهرومغناطيسية، كما يجب أن تكون كابلات الكهرباء مدفونة على أعماق كبيرة فى باطن الأرض.

وسائل الإطلاق

يمكن إسقاط القنبلة الكهرومغناطيسية من الطائرات بنفس الأساليب المستخدمة فى إسقاط القنابل التقليدية مثل تقنية الانزلاق الشراعى، كما يمكن أيضاً إسقاطها باستخدام الصواريخ المجنحة (الكروز) والمقذوفات الذكية ذات تقنية GPS للتوجيه الملاحى بالأقمار الصناعية التى ارتقت بكفاءتها الأنظمة التفاضلية الحديثة بعد أن كانت تفتقر إلى الدقة التى يعمل بها أى نظام آخر بالليزر أو الذاكرة التليفزيونية ويمكن للقنبلة الكهرومغناطيسية أن تحتل نفس الحجم والمساحة المخصصة للمتفجرات فى الرأس الحربية لكن الصواريخ المجنحة سوف تحد من وزن القنبلة بما لا يتجاوز 340 كجم.

خطوات عمل القنبلة

عندما يتم إغلاق الدائرة بين المكثفات المخزنة بالطاقة الكهربائية والملف تمر نبضة كهربية عالية تتسبب فى توليد مجال مغناطيسى عال جداً داخل الملف.

فى نفس التوقيت يتم إشعال المادة شديدة الانفجار من خلال دائرة تفريغ كهربى، مما يؤدى إلى انفجار عنيف يتوزع داخل الأسطوانة.

فور انتشار الانفجار واكتماله داخل الأسطوانة يصبح الملف متصلاً بها مباشرة ويتحول كل من الأسطوانة والملف إلى دائرة مغلقة وينفصل الملف عن المكثفات المخزنة للطاقة الكهربائية.

تتولد نبضة كهرومغناطيسية هائلة.

من خلال الدائرة المغلقة يتم توجيه النبضة الكهرومغناطيسية فى اتجاه الانفجار الذى تحدد الأسطوانة مساره نحو المنطقة المراد الهجوم عليها. وإذا كانت هذه هى الفكرة العامة عن القنبلة الكهرومغناطيسية فإن التفاصيل العلمية الدقيقة ما زالت من الأسرار المحجوبة.

المصدر: الوطن

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على قنابل جديدة تعيد العالم إلى العصور الوسطى

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
61418

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار العلم والتقنية