حدوتة_رمضان .. ابدأ تنجح

لكل فرد موهبة خاصة به تميزه عن غيره، قد لا يستطع الاستفادة منها وإظهارها بسبب الظروف المحيطة، إلا أن هذا الفشل غالباً ما يكون بسبب عدم قدرة المرء على معرفة ما يميزه عن غيره من مواهب.

كونك من منطقة نائية، أو ندرة السبل المساعدة لإظهار هذه الموهبة، هو أمر لا يعد سبباً صريحاً لهذا الفشل، فكم من نجم عالمي بدأ مسيرته من القاع دون موارد مالية، أو قدرات حياتية، أو على أقل تقدير مساهمة نفسية.

#حدوتة_رمضان .. هو تقرير يقدمه يالاكورة خلال الشهر الكريم من أجل تسليط الضوء على عدداً من مشاهير كرة القدم، الذين بدأوا مسيرتهم في ظل إنعدام تام لأي عوامل مساعدة، لعلها تكون طرف الخيط لتوجيه الآخرين نحو الطريق الصحيح.

لا يأس

وسط عائلة فقيرة معدومة، وعلى أطراف مدينة ساحلية على المحيط الهاديء، ولد طفل ينتمني لأسرة في مدينة باوليستا البرازيلية، كان ثالث الأبناء، جميع من سبقوه من الصبية، قبل أن يلحق به طفلتان ليزداد العدد داخل منزل العائلة الصغير.

سنوات الطفولة البريئة مرت سريعاً على الطفل، حتى وصل إلى عامه السابع ليجد نفسه مجبراً على مساعدة أسرته الفقيرة ولو على الأقل بدولار واحد يومياً، لعله يكون مفتاح الفرج وسبيل لتوفير بعضاً من الطعام لهذه الأسرة الفقيرة.

لم يجد الطفل حلاً للأمر سوى بيع الصحف، فقرر أن يتجه لهذا العمل سريعاً، إلا أنه لم يوفر له ربحاً يصل إلى الدولار الواحد، فقرر التوجه إلى الشاطيء القريب من منزله عقب انتهاءه من بيع الجرائد بشكل يومي ليبيع الهدايا التذكارية للزائرين.ابدأ

سوء التغذية بسبب الفقر أدى إلى فقدانه لأسنانه في سن مبكر، أزمة كبيرة يمر بها صبي صغير في مقتبل العمر، بالكاد يوفر قوت يومه من أجل مساعدة أهله، إلا أن والده روميلدو لم يقبل أن يترك إبنه في هذه الحالة فقرر مساعدته.

روميلدو، الرجل الوحيد الذي آمن بقدرات هذا الصبي، بمساعدة من زوجته مارلوسيا، قررا تعويض أسنان الصبي كي يكون حاله كحال زملاؤه الذين يلعبون كرة القدم معه على الشاطيء طيلة الليل بشكل يومي، هي طقوس اعتاد عليها الطفل البرازيلي.

" في يوم من الأيام سيكون واحد منكم لاعب كرة قدم محترف "، جميلة قالها روميلدو في جلسة مع أبناءه الثلاثة أثناء تناول وجبة قليلة الطعام، لكن آثارها مازالت تتردد على آذان الصبي الثالث، وبالتالي قرر أن يخطو أول الخطوات ليكون اللاعب المنتظر.

تنجح

باوليستانو فوتيبول كلوب كان البداية، ناد محلي صغير، شاهد مدربه الصبي على الشاطيء يغازل الكرة بقدميه فآمن به وتوقع له مستقبل مبهر، فقرر ضمه للفريق حينما كان عمر 16 عاماً، عام 1989 الذي شهد أيضاً وفاة والده.

وفاة الوالد لم تكن سبباً لضياع الصبي، بقدر ما كانت دافعاً من أجل تحقيق الحلم الذي توفي روميلدو قبل أن يراه يتحقق أمام عينه، فلم يمر سوى عام واحد فقط حتى وقع الشاب عقده الاحترافي الأول، الذي كان عبر بوابة فريق سانتا كروز.

فتتميز

اللاعب الشاب تألقه يزداد يوماً بعد يوم، عام في سانتا كروز، فآخر في موجي ميرام، ثم ثالث في كورينثيانز، وإثنان في بالميراس، لم يعد ذلك الشاب الفقير فاقد أسنانه لسوء التغذية، اقترب من تحقيق حلم والده المتوفي، لكنه للأسف لن يراه.

خزائن اللاعب وحساباته البنكية بدأت في الظهور، فترة التألق في البرازيل انتهت وحاول الوقت لخوض التجربة الأقوى، الاحتراف في أسبانيا، بوابة ديبورتيفو لاكورونا ترحب بالبرازيلي صاحب الـ23 عاماً، حيث ظل بالفريق لمدة عام واحد.

برشلونة كانت المحطة التالية، محطة حققت أكثر مما كان يحلم به روميلدو، بطلاً للدوري والكأس ثم كأس العالم مع منتخب بلاده وكأس القارات، ألقاب لا يحققها سوى لاعب فذ وليس محترف فقط كما طلب الأب الفقير.

لكن هل توقف، ريفالدو، عند هذا الحد؟ التميز يتطلب أن تحافظ على نجاحك السابق لا التغني به فقط، فجاء الانتقال للميلان ليحقق لقب جديد للاعب الذي أصبح بطلاً لدوري الأبطال الأوروبي، ومن قبله كأس إيطاليا ثم كأس السوبر الأوروبي.

مجدداً

اليأس والتحجج بالظروف المحيطة بالتأكيد عامل سلبي مؤثر في حياة الفرد، بل أنه قد لا يكون مؤثراً فقط بل منهياً لها تماماً، أما المحاربة والمثابرة لهزيمة الأحساس بالفشل - قبل البدء - فبالتأكيد سيكون الأمر مغايراً تماماً.

فقر الأسرة، عدم وجود عوامل مساعدة محيطة، قلة الموارد، المرض والجوع، جميعها كانت أسباب كفيلة لإنهاء مسيرة لاعب عظيم كريفالدو قبل أن تبدأ، إلا أنه ورغم طفولته، وبمساعدة والده وإيمانه بقدراته، نجح في أن يكون أحد أعظم لاعبي كرة القدم في العالم، ولو على الأقل في جيله.

المصدر: يلاكورة