كواليس "طبخة" قرار المصري وحيلة "استغفال" الاتحاد الدولي

علكة نمضغها ونلوكها مرارا وتكرارا بحثا عن حل.. لماذا لم يصدر قرار حول المصري البورسعيدي حتى اللحظة؟ وهل سيتم الحكم عليه بالهبوط؟ هل ستنطلق رصاصة الرحمة على الفريق البورسعيدي عقابا له على جريمة استاد بورسعيد والتي راح ضحيتها العشرات وأصيب المئات؟ والسؤال الأهم ما هي كواليس ما يجري في اتحاد الكرة وكيف يتم التخطيط والبحث لاتخاذ قرار سواء إيجابي أو سلبي؟

في البداية اجتمع اتحاد الكرة بلجنته المؤقتة أكثر من مرة في محاولة لبحث سبل الهروب من القرار.. فالاتحاد المؤقت منذ توليه في حالة بحث دءوب ليس لوضع عقوبة على المصري أو حتى لبحث ما إذا كان الفريق البورسعيدي مذنب أم بريء.. ولكن الشغل الشاغل للاتحاد هو كيف تهرب من إصدار قرار دون أن يغضب أحد؟

ففي البداية لوح البعض داخل الاتحاد بورقة تعليمات الجنزوري رئيس مجلس الوزراء والتي تقضي بعدم إصدار عقوبة الهبوط على الفريق البورسعيدي، ولكن الورقة لم تجد صدى إيجابي بل على العكس أشعلت الأجواء توترا خاصة مع ارتفاع الموج الإعلامي الأحمر وحربه الضروس من أجل الإطاحة بالفريق البورسعيدي، باعتباره مسؤول مسؤولية جزئية عما حدث على ملعبه ومن جماهيره.

ولما فشلت ورقة الجنزوري خاصة أنها ورقة قد تهدد النشاط الكروي بأكمله بالتجميد نتيجة التدخل الحكومي في الشأن الكروي، وهو ما حدث بالفعل عندما هدد الفيفا بالتصدي لأي محاولة تدخل حكومي في القرار ضد المصري، حاول المجلس المؤقت لاتحاد الكرة البحث عن مخرج آخر للهروب من إصدار عقوبة على المصري، والتي قد تضعه بين مطرق الأهلي وسندان بورسعيد، حيث يستحيل علميا وعمليا إرضاء الطرفين كما جرت العادة في قرارات اتحاد الكرة اللينة دائما.

ولجأ أنور صالح القائم بأعمال رئيس اتحاد الكرة مؤقتا إلى حيلة تحمل قدرا من الدهاء، حيث جمع رؤساء الأندية المشاركة في الدوري لاتخاذ توصيات ومناقشة سبل الهروب من إصدار قرار ضد الفريق البورسعيدي، وخلال الاجتماع اتفق الجميع على ضرورة هبوط المصري إلى الدرجة الثانية، وقام أحد أعضاء لجنة تسيير الاتحاد بتسريب المناقشات الدائرة بين رؤساء الأندية، حيث إقامة بطولة تنشيطية، وهبوط المصري لاستحالة لعب المباريات داخل بورسعيد أو في مواجهة فرق بورسعيدية، وكان هناك شبه إجماع على هذا الأمر..

والحيلة في الأمر أن هذا الاجتماع مع رؤساء الأندية كان لـ"تلبيس" الاتحاد الدولي لكرة القدم "العمة" على اعتبار أن التوصيات التي خرج بها الاجتماع تأتي بمثابة توصيات جمعية عمومية شبه مكتملة، ولكن الفيفا فطن للعبة، وأرسل خطابا لاتحاد الكرة المصري للرد على طلب إصداره هو العقوبة بناء على التوصيات معيدا الكرة إلى ملعب اتحاد الكرة مجددا ورافضا التدخل معتبرا الأمر شأن داخلي تتحمل فيه لجنة الانضباط وحدها مسؤولية إصدار القرار.

وفي الوقت نفسه بدأ آخرون يلعبون على حبال الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، بإرضاء العديد من الأطراف وتشكيل جبهات، والبعض ذهب لكوتة المصري والملتفون حوله، مثل هاني أبو ريدة الذي يدافع عن بلدته وفي الوقت نفسه يكسب أصواتا في معركته الانتخابية على مقعد رئاسة اتحاد الكرة، وآخرون ارتموا في أحضان الأهلي، وكل من الحزبين يرتمي في الأحضان إعلاميا فقط وكل منهما لا يجرؤ على إصدار قرار سواء منهم من يملك القرار أو من لا يملكه إذا امتلكه.ولن تنضب جعبة الاتحاد المؤقت في البحث عن مخرج لأزمتهم كمتخذين للقرار، فالحقيقة أن عقاب المصري أو حتى عقاب الأهلي لا تعني اتحاد الكرة قدر ما يعنيهم ألا يتخذوا قرارا خوفا من الأهلي وخوفا من بورسعيد، أما الخوف من ضياع هيبة القانون واللوائح وإعطاء كل ذي حق حقه فهي أمور بعيدة كل البعد عن تفكير اللجنة المؤقتة التي أغلبها من الضيوف الدائمين على موائد مجلس إدارات الاتحادات السابقة، وتبحث عن سبل للاستمرار على مائدة الاتحاد!

ولن يصدر قرار عقوبة المصري البورسعيدي من الاتحاد الحالي، وما لم يأت أحدهم ليصدر القرار عنهم، فستظل القضية تخرج من التأجيل ليتم تأجيلها، انتظارا للفرج من عند الله أن يأتي "المنتظر" ليخلصهم من هم اتخاذ القرار!

المصدر: دبي- خاص (يوروسبورت عربية)