الحياة السعيدة تتطلب ذاكرة ضعيفة تسقط إساءات الغير لنا "عبد الوهاب مطاوع".. منذ أن قرأتها، عودت نفسي على النسيان، خاصة أن الله خلق الإنسان وأنعم عليه بهذه النعمة، لكن هناك من يترصد لك، ولا ينسى أخطاءك.. هؤلاء لا يتسامحون أبدا، وتظل قلوبهم مثقلة بالغضب والكره.
حدث هذا مع حماتي، التى تريد أن تثبت لي كل يوم أنها متسامحة وطيبة، لكنها أبدا لا تنسى أنني تزوجت ابنها الوحيد، وأصريت على العمل رغم اعتراض زوجي الشديد، النابع من اعتراضها.. أقنعته بالعقل والمنطق أنني لن أضيع دراستي للطب، كل هذه السنوات، وأجلس في البيت واضعة "يدي على خدي"، مع تعهدي التام - مثل اتفاقيات الحروب الدولية - على أن أرعى مصالح البيت والزوج والعيال (لما أخلف يعني).
لكن حماتي أضمرت لي شرا صغيرا بصدرها، يتجلى عندما يحدث تقصير لا إرادي في شؤون البيت، خاصة مع ولادة طفلتي الأولى، وعملي بمستشفى الجلاء.. كان الأمر شاقا، وشعرت أنني ممزقة بين العمل ورعاية طفلتي، إلى أن أخذت إجازة لمدة عام بدون مرتب، وشعرت بفرحة حماتي وهي تراني ليلا نهارا بالبيت، وتنصحنى أن "الست ملهاش غير بيتها وعيالها، والشغل أمره مقدور عليه".. انظر لسنوات الدراسة الصعبة والطويلة، وحلمي أن أكون طبيبة، ورغبة حماتي في التخلي عن كل هذا.. أتحامل على نفسي لكنها تتربص بفشلي حتى "تثبت أنها صح".. لولا مساندة زوجي لما استطعت تجاوز تلك المرحلة، ورزقنا الله بطفلة ثانية، وأستعد حاليا لامتحانات الدكتوراة، بينما حماتي تذكرني أنه ذات يوم مرضت ابنتي وأنا في نوبة سهر بالمستشفى، بينما هي من سهرت عليها، واستشهدت بالمثل المعتل (باب النجار مخلع).
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!