على الرغم من أن الكل يعرف أهمية الرضاعة للأم ولطفلها، فإن الإحصاءات تظهر تراجعاً واضحاً في نسبة الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن في مجتمعاتنا.
هل هي الانشغالات الكثيرة للأم في ايامنا هذه؟ أم هو عملها الذي يجعل الرضاعة أكثر صعوبة لها؟ أم هو إهمال لسهولة تحضير زجاجة الحليب مقارنةً بالرضاعة الطبيعية؟ أياً كانت الأعذار والحجج تبقى الرضاعة مسألة جوهرية للطفل لا يمكن التهاون فيها بغض النظر عن التبريرات التي بتنا نسمعها كثيراً عن الألم في الثديين الذي قد يسببه إرضاع الطفل أو الوقت الطويل الذي يتطلبه...
قد يكثر الحديث عن أهمية الرضاعة الطبيعية للأم والطفل معاً، لكن ما قد يكون أجمل من شهادة أم عاملة حرصت على إرضاع طفليها وتفرغت لهما بغض النظر عن الصعاب التي واجهتها في ذلك؟ السيدة كريستيل حداد تحدثت عن اللحظات الجميلة التي عاشتها مع طفلتها الأولى عندما أرضعتها وعن تلك التي تعيشها الآن مجدداً مع طفلها الذي تستمر في إرضاعه، مؤكدة ان لا شيء قد يدفعها إلى التخلي عن اللحظات الرائعة التي تعيشها في فترة إرضاع طفلها.
اتخذت السيدة كريستيل حداد قرار إرضاع طفليها منذ ما قبل ولادتهما. فكما أرضعت طفلتها التي بلغت سنتين ونصف السنة، خلال سنة وشهرين، اتخذت قرار إرضاع إبنها الذي يبلغ الآن سن 8 أشهر ولا تزال ترضعه لعلمها بأهمية الرضاعة له ولها.
عن حرصها على الرضاعة تقول: «أعرف جيداً أن حليب الأم أفضل كثيراً من حليب البودرة المصنّع، خصوصاً أنه يحتوي على كل الفيتامينات والمعادن الضرورية للطفل. كما أنه بشكل أساسي يؤمن الحماية للطفل من الأمراض، وهذا وحده كافٍ لأكون حريصة على إرضاع طفلي. ولا يمكن أن أفكر في إعطاء طفلي الحليب البودرة في هذه السن المبكرة .
علماً أنني عندما كنت أرضع طفلتي كنت لا أزال أعمل، لكنني تدبرت أموري فكنت أسحب الحليب بواسطة الآلة مرتين أو ثلاثاً في اليوم وأحفظه لطفلتي في البراد في مكان عملي حتى أعود إلى المنزل وأعطيها إياه.
وكنت احمل معي آلة تعقيم الأغراض التي أستعملها للحليب. وكان دوام عملي حتى الساعة الرابعة، وعلى الرغم من ان الأمر لم يكن سهلا،ً لم اشأ التهاون في موضوع الرضاعة وأصررت على الاستمرار حتى بلغت طفلتي سن السنة والشهرين.
أما اليوم فتخليت عن عملي منذ ولادة طفلي الثاني وتفرغت للاهتمام بطفليّ. إلا ان مكوثي مع طفلي طوال الوقت زاد من تعلقه بي وبالرضاعة بشكل مفرط، فصار يرفض تماماً زجاجة الحليب مما أجبرني على ملازمته طوال الوقت. لكن عندما بدأ بتناول الأطعمة الصلبة بدأت الأمور تصبح أسهل.
في كل الحالات أياً كانت الصعوبات التي يمكن مواجهتها في فترة الرضاعة، يمكن أن أؤكد أنني أجد في الفترة التي أمضيها في إرضاع طفلي أجمل الأوقات وأعيش أسعد اللحظات الغنية بالعاطفة معه، إذ تنشأ بيننا علاقة مميزة وصلة لا يمكن وصفها بالكلمات.
حقائق اساسية في الرضاعة
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!