الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

اخبار الصحة والطب الصحة والجمال › تعرف على أخطر الأمراض الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وطرق الوقاية منها

صورة الخبر: تعرف على أخطر الأمراض الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وطرق الوقاية منها
تعرف على أخطر الأمراض الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وطرق الوقاية منها

يصاب الإنسان بالأمراض ذات العلاقة بالحر أو تحديدا الحرارة عندما لا يستطيع بدنه القيام بما يكفي في ما يتعلق بعملية التحول الحراري، وإبقاء الجسم يتمتع بالبرودة. ويختلف ارتفاع حرارة الجسم الذي تسببه الإصابة بالحمى عن اشتداد حرارة الجسم الناتج عن الأمراض التي تسببها أشعة الشمس وارتفاع حرارة الجو، فالحمى عادة ما تكون ردة فعل الجسم على الالتهابات وغير ذلك من الأعراض البسيطة منها والخطرة. أما تلك الناتجة عن حرارة الجو فتزيد حرارة الجسم نتيجة لعدم تمكنه من القيام بعملية تحويل الحرارة بصورة تتميز بالكفاءة أو لأن الحرارة الخارجية المكتسبة مرتفعة للغاية.

ومن أهم الأمراض المرتبطة بحرارة الجو: الطفح الجلدي وتشنج العضلات وتورم الساقين واليدين وانقطاع الأنفاس والتوتر الناتج عن الحرارة، والاغماء الناتج عن انخفاض ضغط الدم والإرهاق المفرط، وضربة الشمس التي تحدث عندما يفشل الجسم في ضبط حرارته وتستمر حرارة الجسم في الارتفاع.

وفي أغلب الأحوال فإن الظروف البيئية والجسدية قد تجعل من الصعب على الإنسان الاحتفاظ ببرودة الجسم. والحالات المرتبطة بحرارة الجو غالبا ما تكون ناتجة عن العطش أو الجفاف والإرهاق أو انهما قد يفاقمان الحالة، فممارسة التمارين الرياضية تحت ظروف حرارة مرتفعة، والعمل تحت تلك الظروف، أو ارتداء الملابس الثقيلة يزيد من خطر الإصابة. كما يزيد الكافيين والكحول من الإصابة بالعطش والجفاف.

وذكرت الاحصاءات انه في الولايات المتحدة ما بين أعوام 1999 2003 توفي نحو 3500 شخص، وفي فرنسا توفي 1500 شخص عام 2003 بسبب التعرض للحرارة حيث بينت منظمة السلامة الدولية الأمريكية انه ومنذ عام 1936 وحتى الآن توفي نحو 30 ألف شخص بسبب ارتفاع الحرارة في العالم.

ونستعرض معكم خلال هذا التقرير آراء عدد من الأطباء الذين أوضحوا مخاطر التعرض للحرارة والرطوبة المرتفعتين وكيفية الوقاية من الأمراض الناجمة عنها.

مخاطر التعرض للشمس

وعن مخاطر التعرض للحرارة المرتفعة يقول د. محسن الألفي أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة إن تأثيرات الموجات الحارة لا تقتصر على الأطفال، ولكن هناك أشخاصا ممن تدفعهم ظروفهم للوجود في الشارع خلال ساعات النهار يتأثرون بدرجة الحرارة ومنهم حوامل أو كبار في السن نسبيا، وعدد كبير من هؤلاء يدخلون في غيبوبة ضربة الشمس.
ويحلل د. الألفي ذلك قائلا: يتزايد عدد المصابين بضربات الشمس وتستقبل المستشفيات أعدادا كبيرة مصابة بارتفاع درجة الحرارة التي تصل إلى 41 درجة مئوية، وحينما تصل درجة حرارة الإنسان إلى هذا الحد فإنه يشكل خطورة شديدة على جميع الأعمار.. فمع هذا الارتفاع يشعر الإنسان بدوخة وزغللة يصاحبها أحيانا قيء وإسهال وعدم اتزان مع انخفاض ضغط الدم والدورة الدموية تصل بالمريض إلى الدخول في الغيبوبة التي بدورها تفقد خلايا المخ قدرتها على القيام بدورها الرئيسي والحيوي، وما يزيد من خطورة ضربة الشمس أنها تؤدي إلى اختلال التوازن العام للسوائل داخل الجسم ويتجمد الدم في الشرايين مما يترتب عليه إصابة المريض بالذبحة الصدرية أو الفشل الكلوي أو الخلل بوظائف الكبد إلى جانب هبوط عضلة القلب.

واضاف موضحا: ان خطورة الحر لا تقتصر على الإصابة بضربات الشمس فقط، بل يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى الإصابة بالنزلات المعوية والتيفويد والدوسنتاريا والالتهاب الكبدي، حيث إن شدة الحر تدفع الناس إلى تناول المشروبات المثلجة من الشوارع الموجودين فيها، والتي غالبا تعمل حرارة الجو على فسادها أو تلوثها، كما أن تناول مأكولات الشوارع في هذه الأوقات من السنة يحمل خطورة كبيرة تسهم في الإصابة بهذه الأمراض الخطيرة التي تأتي على رأسها الأمراض المعوية.

ويضيف د. الألفي: ان الأطفال وكبار السن هم أكثر الفئات تضررا من الارتفاع الرهيب لدرجة الحرارة، حيث إن البنية الأساسية لديهم تكون ضعيفة. لذلك ينصح هذه الفئات بعدم التعرض المباشر للشمس مع ضرورة شرب المياه والسوائل المأخوذة من مصادر موثوق بها بكثرة وبصفة مستمرة.

أما من تضطرهم أعمالهم للوجود في الخارج في هذه الموجات فعليهم أن يقوا أنفسهم بالحرص على استعمال واقي الرأس والإكثار من شرب السوائل لتعويض العرق والسوائل المفقودة، وإذا أحس الشخص بأي ارتفاع في درجة الحرارة فعليه التوجه إلى أقرب مستشفى للعلاج بالمحاليل التعويضية والأدوية المخصصة في هذه الحالات، أما مرضى القلب فلهم وضع خاص يتطلب نوعا من الرعاية خوفاً من تعرضهم لأزمات حادة خاصة مع الحرارة الشديدة التي غالبا ما تكون الرطوبة مصاحبة لها.

الاكثار من السوائل

ومن جانبه ينصح الدكتور محمود الطيب نصر نائب رئيس جامعة عين شمس هؤلاء المرضى بضرورة الإكثار من السوائل لتعويض الجسم ما يفقده من سوائل وأملاح.. فهذا العرق يقلل كمية السوائل في الجسم مما يؤدي إلى زيادة كثافة الدم وعدم سريانه بصورة طبيعية في الشرايين ويزيد احتمال الإصابة بالجلطات، كذلك يؤدي اختلال الأملاح كالصوديوم والبوتاسيوم إلى حدوث عدم انتظام نبضات القلب.

كما يجب أن يبتعد مريض القلب عن الانتقال المفاجئ من درجات الحرارة العالية إلى درجات حرارة منخفضة في حجرات مكيفة لأن هذا يؤدي إلى تقلصات الشريان التاجي.

وعليه كذلك تجنب التعرض للأجواء الحارة والحرص على الجلوس في أماكن جيدة التهوية وإذا ما اضطرته الظروف للوجود في الأجواء الحارة لمدة فمن الضروري قياس ضغط الدم وتناول محلول معالجة الجفاف لتعويض ما فقده من سوائل وأملاح. من ناحية أخرى لأن الجلد يعتبر أول عضو في الإنسان يتعرض لحرارة الشمس والارتفاع الرهيب في درجات الحرارة.

تأثير الرطوبة والعرق

ويقول د. هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث وأستاذ الأمراض الجلدية إنه مع زيادة العرق تنشط الكثير من الأمراض الجلدية منها ظهور حمو النيل للأطفال خاصة مع ارتفاع نسبة الرطوبة مع العرق الذي يبقى على الجلد من دون تبخر مما يسبب انسداد الغدد العرقية فتتضخم ويصاحب ذلك التهاب الجلد مع ظهور حبيبات حمراء مع رغبة شديدة في حك الجلد.

ولذلك ينصح د. الناظر بضرورة الاستحمام بالماء البارد مرتين يوميا أو مرة على الأقل مع الحرص على ارتداء الملابس القطنية، مع عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة في الفترة بين العاشرة صباحا والرابعة ظهرا، وبالنسبة لما نراه من تكدس للمصطافين على البلاجات في هذه الفترة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مرض الحساسية الضوئية الامتناع عن التعرض للشمس والخروج إلا بعد استعمال كريمات واقية ضد الشمس، حيث يؤدي التعرض المباشر للشمس إلى تضخم الجلد وظهور البثور والتقيحات مما يسبب مشاكل كثيرة لهؤلاء المرضى.

ويضيف: ان جلد الأطفال يعتبر هو الأكثر حساسية لحرارة الشمس وننصح بضرورة الاستحمام السريع فور الخروج من حمامات السباحة والبحر للتخلص من الملح أو الكلور والكيماويات المضافة لحمامات السباحة.

تأثير سلبي في الكلى

أما المصابون بأمراض الكلى فيتعرضون لمشاكل كثيرة نتيجة تعرضهم للموجات الحارة، وحول ذلك يقول الدكتور زكريا الباز أستاذ الأمراض الباطنة والكلى الذي يوضح مفاهيم كثيرة خاطئة بين الناس عن تناول مشروبات معينة لمرضى الكلى.. فهناك المرضى بحصوات الكلى هؤلاء يحدث لهم تركيز في البول مع التعرض لنوبات الحر الشديد، وذلك نتيجة أن الجسم يفقد الكثير من السوائل عن طريق العرق، وبالتالي يكون ذلك فرصة لتكوين حصوات جديدة أو ترسب مزيد من الأملاح على الحصوات الموجودة بالفعل فيتعرضون لآلام شديدة ناتجة عن الالتهابات في مجرى البول، ولذلك لا بد أن يبتعد هؤلاء عن الحرارة الشديدة ويكثروا من تناول السوائل، وأفضل هذه السوائل هي المياه وماء مغلي الشعير وعصير القصب، ولكن ليس بكميات كبيرة وذلك على عكس ما هو شائع لأن تناوله بكميات كبيرة يؤثر في القولون، والهضم لاحتوائه على مواد سكرية ونشوية بنسب كبيرة.

أما كبار السن الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري فهم أكثر حساسية لفقدان السوائل بكثرة عن طريق العرق في الجو الحار مما قد يسبب قصوراً في وظائف الكلى لديهم.

ويضيف: ان كمية الماء المناسب تناولها لأي شخص في الجو الحار لا تقل عن لترين يوميا، أما مريض الكلى فلابد أن يتناول لترا زيادة من المياه أي ثلاثة لترات أو لتراً زيادة عما يفرزه من بول يوميا.

وهناك ملاحظة مهمة تخص مرضى الغسل الكلوي حيث يكون لهم وضع خاص في الأيام الحارة فهناك قيود عليهم بالنسبة لكميات السوائل التي يتناولونها، فليس من المفروض أن يشربوا كميات كبيرة من المياه لأنهم نتيجة تعرضهم للعلاج بالغسل الكلوي لا يفرزون كميات كبيرة من البول، ولذلك عند تناولهم كميات كبيرة من الماء ستحتجز في أجسادهم ولا تخرج إلا مع جلسة غسل الكلى، وتناول السوائل بكثرة بالنسبة لهم قد يؤدي إلى حدوث هبوط حاد بالقلب، ولكن مع موجات الحر الشديد يسمح لهم بزيادة طفيفة يحددها لهم الطبيب المعالج.

الإرهاق الحراري

وتقول الدكتورة هدى نوري الادهمي، طب عام واختصاص أطفال، ان ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف ببلدان الخليج العربي يؤثر سلباً في صحة الأفراد خاصة الأطفال وكبار السن ومرضى جهاز القلب والتنفس المزمنين.

وأشارت إلى ان ارتفاع نسبة الرطوبة لنحو 70% في الجو، مع 20% بسبب أشعة الشمس و10% بسبب الحرارة له آثار سلبية في الصحة، حيث انه من الضروري معرفة نسبة الرطوبة في الجو كونها العامل الرئيسي للاصابة بمشاكل التعرض للجو الحار، وهذا عادة يمكن قياسه ب Humadix.

وتضيف: يستطيع الانسان التخلص من الحرارة الداخلية للجسم بواسطة عملية التعرق التي تتباطأ في حالة ارتفاع درجة الرطوبة في الجو وعندها يعاني الفرد من تعب الحرارة Heart Stress حيث ان الأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي والقلب والشرايين هم الأكثر عرضة للاصابة بهذا التعب.

أما بالنسبة لمخاطر الاصابة بالارهاق الحراري فتوضح الدكتورة الادهمي ان الارهاق الحراري يحدث نتيجة التعرض الطويل للحرارة في فصل الصيف أو بسبب التدريبات الشديدة في الجو الحار، التي تؤدي إلى فقدان السوائل من الجسم بسبب التعرق الشديد، حيث ان أعراض هذه الحالة تشمل شحوب وبرودة الجسم، وجفاف الفم، التعرق، التعب والاعياء، الصداع أو الشعور بالدوار، مشيرة إلى انه يتوجب اخراج الشخص المصاب من منطقة الجو الحار خاصة الأطفال ومن ثم تناوله الماء أو أي سائل خال من السكر مع استخدام الكمادات الباردة على الجلد والأطراف، حيث انه ولحسن الحظ فإن هذه الحالة لا تهدد حياة الفرد وهي سريعة الاستجابة للعلاج. وتتابع: أما ضربة الشمس وهي أكثر خطورة من الارهاق الحراري والتي تهدد في بعض الأحيان حياة الانسان خاصة الأطفال وكبار السن حيث يعاني الجسم من ارتفاع الحرار،ة، إلا انه وعند عدم مقدرته على التعرق بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة تسوء الحالة.

ولفتت إلى انه وفي بعض الاحيان قد تؤدي ضربة الشمس إلى تضرر الدماغ والوفاة، في حين تشمل أعراض الاصابة بهذه الحالة جفافاً واحمراراً وسخونة في الجلد، انعدام التعرق، عمق وقصر التنفس، ضعف النبض، اختلال الشعور والهلوسة، الصرع أحياناً، وفقدان الوعي في الحالات الشديدة، حيث ان ضربة الشمس قد تصيب الفرد بصورة مفاجئة وسريعة الأمر الذي يتوجب معاملتها كحالة طارئة تسترعي العلاج الطبي اللازم.

وعن كيفية الوقاية من ضربة الشمس تضيف الدكتورة الادهمي: يتوجب بداية منع الاصابة بحالة الإرهاق الحراري التي قد تؤدي إلى ضربة الشمس، حيث هناك عدة عوامل تساعد على الحماية وهي:
استخدام الملابس الخفيفة غير الضاغطة (ذات الألوان الفاتحة) للأطفال وخاصة الرضع بهدف السماح لهم التحرك بحرية.

محاولة البقاء في الأماكن المغلقة والمكيفة خاصة خلال ساعات منتصف النهار.

أهمية عدم ترك الأطفال داخل السيارات المغلقة من دون رقيب خاصة في مواقف السيارات.

استخدام الكريم الحامي للجلد من أشعة الشمس للأطفال عند استعمال المسبح العام أو الشاطئ.

عدم السماح للأطفال باللعب أو البقاء خارج المنزل لفترات طويلة مع أهمية معرفة تمييز علامات الارهاق الحراري في بدايته.

الإكثار من تناول السوائل مثل الماء والمشروبات الرياضية التي تحتوي على كميات اضافية من الأملاح كما يجب الامتناع عن المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين.

عدم قيام مرضى الجهاز التنفسي بالتمارين الرياضية العنيفة خلال الجو الحار.

أمراض الجهاز التنفسي

وعن تأثير ارتفاع الحرارة ونسبة الرطوبة في فصل الصيف في الجهاز التنفسي يوضح الدكتور محمد حسين كامل، اخصائي أمراض صدرية وحساسية انه وأثناء ارتفاع نسبة الرطوبة تقل نسبة الأوكسجين بشكل كبير الأمر الذي يؤثر سلباً في الجهاز التنفسي ومرضى الحساسية والربو الشعبي وبذلك تزداد نوبات الحساسية الصدرية والأزمة الربوية الحادة والتي من أعراضها ضيق شديد في التنفس والسعال الدائم مع حدوث تضيق في الصدر وتعرق شديد، إضافة إلى زيادة في ضربات القلب وعدد مرات التنفس الأمر الذي يستدعي استشارة طبية مباشرة.

ويتابع: تسبب الرطوبة المرتفعة تدهوراً في الحالة الصحية لمرضى الربو الشعبي المزمن حيث تزيد نسبة ضيق الشعب الهوائية مع ازدياد نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الدم بسبب قلة نسبة الأوكسجين فيه.

وأشار الدكتور كامل إلى انه ومع ارتفاع درجة الحرارة تزداد نسبة الاعتماد على مكيفات الهواء والتي لها تأثير سلبي في الجهاز التنفسي نتيجة تراكم بعض الغبار والأتربة المنزلية وتكاثر ما يسمى حشوة الفراش الأمر الذي يؤدي إلى الاصابة بحساسية الصدر والربو الشعبي المزمن وخاصة حساسية الصدر لدى الأطفال، لافتاً إلى أن الأعراض المرضية تشمل ضيق التنفس والسعال المستمر مع ازدياد عدد مرات التنفس، كذلك تؤدي هذه العوامل الى الاصابة بحساسية الجيوب الأنفية حيث يشعر المريض بعطاس مستمر خاصة في أوقات الصباح الباكر مع حدوث رشح مزمن في الأنف وزكام لدى التعرض لفترات طويلة لهواء المكيفات.

وعن التغير المفاجئ في التعرض لدرجات الحرارة المتعلقة بتبريد المكيفات أوضح الدكتور كامل ان التعرض لحرارة الجو المرتفعة ومن ثم الهواء البارد يجعله يصاب باحتقان الجهاز التنفسي الذي يؤدي بدوره إلى ازدياد نسبة الاصابات الفيروسية الرئوية والبكتيرية للجهاز التنفسي حيث يشعر المريض بارتفاع في درجة الحرارة مع كحة وضيق في التنفس وآلام في الصدر، الأمر الذي يستدعي اجراء أشعة صدرية مع تدخل مبكر للعلاج منعاً لحدوث المضاعفات.

وذكر انه وبهدف تقليل الأضرار السلبية أثناء ارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة صيفاً ينصح بتقليل الاعتماد على مكيفات الهواء أو تجنب الانتقال المفاجئ من الجو الحار إلى البارد، مشيراً إلى ان أكثر من 40% من أفراد المجتمع يعانون من أمراض الحساسية في فصل الصيف.

الوقاية من الأمراض الجلدية

أما الدكتور صالح محمد صالح، اخصائي أمراض جلدية وتناسلية فيقول: تقسم الأمراض الجلدية التي يزداد انتشارها صيفاً إلى مجموعتين، الأولى تنشأ نتيجة التعرض المباشر لأشعة الشمس، بينما تنشأ المجموعة الثانية بسبب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة والتي قد تحدث في الأماكن المغطاة أو المظللة خاصة إذا كانت سيئة التهوية أو غير مكيفة.

ويضيف: الأمراض الجلدية تصيب كافة الفئات العمرية إلا أنها تكثر بين الأطفال والمسنين، لافتاً إلى قرار وزارة العمل بإعطاء عمال البناء راحة خلال الظهيرة كاجراء وقائي سليم تجنباً للاصابة بالانهاك الحراري وضربات الشمس، في حين يتوجب على الأندية الرياضية مراعاة اختيار التوقيت المناسب للتدريبات وأداء المباريات.

ويتابع الدكتور صالح: ان أخطر الاصابات الصيفية الناجمة عن التعرض المباشر لأشعة الشمس ضربة الشمس التي ان لم تعالج في الوقت المناسب قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الوفاة، حيث ان المصاب يفقد قدرته على التحكم في درجة الحرارة ما يؤدي إلى ارتفاع حاد في حرارة جسمه وبالتالي تلف أنسجة المخ والجهاز العصبي مما يؤدي إلى الغيبوبة، أيضاً فإن ارتفاع درجة حرارة الدم قد يؤدي إلى فشل القلب والدورة الدموية، كما قد يؤدي إلى تأثر الكبد والكلى، مشيراً إلى أهمية سرعة معالجة المصاب بضربة الشمس وذلك بنقله إلى مكان بارد مكيف والعمل على خفض درجة حرارة الجسم وذلك باستخدام الكمادات الباردة أو وضع المصاب في حوض بارد، وفي بعض الحالات يتم اعطاء المصاب المحاليل أو نقل الدم. ويضيف: كذلك فإن التعرض المباشر لأشعة الشمس كما هو الحال في المتنزهات والشواطئ قد يؤدي إلى الاصابة بالحروق الشمسية خاصة لذوي البشرة البيضاء أو الشقراء حيث يصاب الفرد باحمرار في الجلد وظهور فقاقيع مائية اضافة إلى الشعور بالدوار والغثيان الأمر الذي يتوجب معالجة الحروق الشمسية بأسرع وقت من خلال نقل المصاب إلى مكان بارد واستخدام كمادات الحليب البارد، حيث قد نلجأ الى استخدام المسكنات ومشتقات الكورتيزون الموضعية في الحالات الشديدة.

ويتابع حديثه عن أمراض التعرض لأشعة الشمس قائلاً: تزداد حالات تصبغ الجلد مثل الكلف والنمش لدى التعرض لأشعة الشمس، كما ان بعض الأمراض قد تنشط لدى التعرض لأشعة الشمس مثل الذئبة الحمراء والصدفية والبهاق والارتيكاريا، كذلك فإن التعرض الدائم لأشعة الشمس، قد يؤدي على المدى البعيد إلى الاصابة بالأورام وشيخوخة الجلد المبكرة.

أما بالنسبة للمجموعة الثانية من أمراض الصيف والتي تنشأ بسبب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة فقال إن الفرد يصاب بزيادة التعرق ويفقد سوائل وأملاحاً بكميات كبيرة في حال تواجده في الأماكن المغطاة أو سيئة التهوية أو حتى غير المكيفة حيث ان بعض أصحاب المهن مثل العاملين في المطاعم والمخابز يتعرضون لدرجة حرارة بيئية عالية الأمر الذي يتسب بفقدان سوائل وأملاح الجسم خاصة عنصر الصوديوم مما يؤدي إلى ما يسمى الانهاك الحراري والتقلصات العضلية وفي الحالات الشديدة قد يؤدي إلى الاصابة بالضربة الحرارية وهي لا تقل في خطورتها عن ضربة الشمس. كذلك وفي بعض الأحيان قد يؤدي ارتفاع الحرارة والرطوبة إلى انسداد الغدد العرقية مما يؤدي إلى ظهور الطفح العرقي الذي يتميز بوجود حبيبات حمراء مصحوبة بحكة، أيضا تعمل ارتفاع الحرارة والرطوبة على تنشيط بعض الأمراض الميكروبية خاصة الفطريات مثل قوباء الرأس والتينيا الملونة وتينيا القدمين.
وذكر الدكتور صالح انه يمكن تجنب هذه الاصابات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وأشعة الشمس من خلال تجنب البقاء في العراء لفترات طويلة، وارتداء ملابس قطنية فضفاضة تغطي أكبر مساحة ممكنة من جسم الانسان، كذلك ارتداء غطاء مناسب للرأس واستخدام كريمات للوقاية من أشعة الشمس للأجزاء المعرضة لها والتي لا تغطيها الملابس.

أغذية تقاوم ارتفاع الحرارة

أما بالنسبة للأطعمة الملائمة لفصل الصيف فينصح بهجت عبد السلام اخصائي تغذية بما يلي:
* احرص على تناول كمية كافية من الماء يوميا(على الأقل 8 أكواب ماء يوميا غير العصير والمشروبات الأخرى) للحفاظ على جسم متوازن وبشرة صحية، فالمياه تحمي وتعدل وتؤمن وتقوي.

* أكثر من تناول الخضار والفاكهة خاصة التي تحتوي على كميات عالية من فيتامين ج الذي يحافظ على نضارة البشرة بشكل كبير، مثل البرتقال، الشمام، البروكلي والفلفل الأخضر.

* أكثر من الأطعمة المحتوية على كميات عالية من مضادات الأكسدة، التي تساعد على قتل الخلايا السرطانية الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية، ومن هذه الأطعمة: الخضار والفاكهة الملونة (خضراء، برتقالي، حمراء)، اللوز والجوز النيء، وسمك السلمون، حيث يفضل تناول الأسماك من مرتين إلى ثلاث مرات على الأقل/أسبوعيا.

* اشرب المرطبات المحتوية على فيتامين ه (مثل الأفوكادو) التي تحافظ على الرطوبة الداخلية للبشرة وتقلل من جفافها.

* ابتعد عن تناول المأكولات المالحة أو زيادة ملح في الطعام لأنه يؤدي إلى الانتفاخ (وبخاصة اليدين والقدمين) خاصة إذا لم يتم شرب كميات كافية من المياه يوميا.

* عدم الاكثار من مادة الكافيين لأن من آثارها جفاف البشرة.

أما بالنسبة للاشتراطات الواجبة مراعاتها عند حفظ الأغذية، فيقول عبدالسلام: لا بد من حفظ الأغذية كل بطريقة الحفظ المناسبة له، فمثلا الخضراوات والفواكه والألبان ومنتجاتها لابد من حفظها داخل الثلاجة بالتبريد العادي كما انه تجب العناية بنظافة الأغذية وإبعادها قدر المستطاع عن مصادر التلوث مثل الأتربة والذباب والحشرات لما لذلك كله من آثار ضارة في صحة الإنسان، وبخاصة الفئات العمرية الحساسة مثل الأطفال حيث ينتشر في الصيف النزلات المعوية والإسهال نتيجة لذلك التلوث.

وعن اعتقاد البعض بأن فترة ارتفاع الحرارة والرطوبة مناسبة لزيادة الوزن فيؤكد عبد السلام ذلك الأمر إلا انه وفي حالة زيادة المتناول من المأكولات المحتوية على نسبة عالية من الدهون والنشويات والسكريات العالية، مثل زيادة المتناول من الأرز والأطعمة المقلية السريعة وزيادة المتناول من التمر والفواكه عالية المحتوى من السكريات، وفي نفس الوقت عدم مقابلة ذلك بمزيد من النشاط وإنما الخمول والكسل.

وذكر ان فصل الصيف فرصة لا تعوض لمن يريد أن يصل بوزنه إلى المثالي وذلك بممارسة الرياضات بأنواعها، والالتزام ببرنامج غذائي يحتوي على 3 وجبات رئيسية يوميا (فطور، غداء، عشاء) مع تقليل المتناول من الأغذية المحتوية على الدهون والنشويات والاهتمام بالفواكه والعصائر الطبيعية وبالطبع المياه الذي هو أساس الحياة.

المصدر: الفجر

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على تعرف على أخطر الأمراض الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وطرق الوقاية منها

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
2768

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الصحة والجمال من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الصحة والجمال
روابط مميزة