تحتفي فرنسا والدول الأوروبية سنوياً، ليلة 16 أيار (مايو)، بالمتاحف وتفتح أبوابها للجمهور مجاناً. وللمناسبة تقدم مصممة الرقص اللبنانية الفرنسية لمياء صفي الدين، عرضاً بعنوان «رقصات وحركات من الشرق».
وباتت عروض صفي الدين معروفة لجمهور الرقص المعاصر في باريس، خصوصاً في انغماسها الكلي في فنون الرقص والحركة ورغبتها في التعبير من خلال أعمالها التي تتناول الثقافة العربية والأندلسية والأفريقية والآسيوية والحوض متوسطية.
وبذلك تقدم صاحبة «عودة ليليت» الدليل الحي على أن الثقافات وإن باتت مختلفة يتسنى لها أن تجتمع تحت شعار الفن الراقص وأن تأتي مكملة بعضها بعضاً.
ويتميز عرض «رقصات وحركات من الشرق» بلوحاته الراقصة الريفية والمدينية، على أنغام موسيقى شرقية واسعة الأفق بدورها مستمدة ألحانها من التراث العربي البحت. وتريد صفي الدين من خلال عرضها أن تثبت أن الحضارة العربية هي بمثابة مهد للفنون الراقصة العالمية، مؤثرة فيها على مدار القرون ومستمدة جذورها من التقاليد الراسخة في الشرق بعامة.
وهي تكرّم المرأة في العرض، خصوصاً العربية، لأن «المرأة عرفت دائماً وذلك عبر العصور المتتالية كيف تلجأ إلى فن الرقص من أجل الاحتفال بالحياة والأفراح أو تكريم الموتى أو مقاومة صعوبات الحياة اليومية، متخذة الرقص منفذاً من هذه العقبات».
وترى الفنانة أن «العالم العربي ثري بألف رقصة ورقصة كغيره من بقع العالم، بل هناك رقصات تختلف وفق المناطق في البلد الواحد». وتعتمد صفي الدين تغيير التراث الراقص بهدف التأقلم مع الواقع المعاصر، ولكن من دون أن يخسر ذرة من هويته الأصلية. وهذا المزج الماهر هو من أبرز العناصر الصانعة لنجاح عروض لمياء صفي الدين وسمعتها المكتسبة كفنانة تتعدى موهبتها الحدود المحلية والزمنية لمنطقة ما أو فترة محددة. والتطور المستمر لا يطبع أعمالها بعامة، بل يتمظهر حتى في العرض الواحد، بما يجعل من صفي الدين فنانة عالمية، مستندة في كل ذلك إلى جذورها العربية وإلى نشأتها بين أفريقيا (غينيا وساحل العاج) والعالم العربي والبرازيل، ومن ثم أوروبا لا سيما فرنسا حيث تقيم.
وشكّلت صفي الدين فرقة موسيقية أطلقت عليها اسم «طرب». وهي ترافقها على الخشبة في عزف حيّ، وتتألف من فيروز دهماني (غناء) وهند زواري (عزف على القانون) وميلودي بن سليمان (إيقاع)، ومصطفى نعماني (عود). وتلعب الأزياء دوراً مهماً في مشهدية عروض الفنانة، كعنصر مكمل للحركة وللموسيقى. وهنا سعت إلى الإكثار من الأقمشة والألوان في أزياء الراقصات، مانحة الإنطباع بأن الراقصات يحلّقن فوق بساط من الريح يبهر العين بألوانه التي لا تعد ولا تحصى.
يقدم العرض في قاعة كلود ليفي ستروس في متحف «كي برانلي» (Musée du Quai Branly) القريب من برج إيفل، السابعة والنصف مساءً.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!