نجوم الصف الأول "المغرمون بالخليج" يخاصمون مهرجان القاهرة السينمائي

نجوم الصف الأول "المغرمون بالخليج" يخاصمون مهرجان القاهرة السينمائي

تأتى الدورة رقم 37 من عمر مهرجان القاهرة السينمائى فى ظل ظروف بالغة الصعوبة.

الظرف السياسى مرتبك بسبب حادث الطائرة الروسية، والمناخ العام مشحون بالعديد من القضايا والمشاكل، لذا يعد إقامة المهرجان والإصرار عليه تحدياً كبيراً وكان الجميع يتوقع حضور كل نجوم الفن من مختلف الأعمار لدعم المهرجان الذى يحمل اسم مصر.
للأسف الشديد غاب معظم نجوم الصف الأول عن الفعاليات وليس الافتتاح فقط، تعلل البعض بعدم وصول الدعوات الخاصة بحفل الافتتاح وبرر فريق من النجوم غيابه بالسفر خارج مصر.. أسباب وأعذار كثيرة لكنها غير مقبولة لأن الحدث كبير ودعمه واجب وطنى وأمر مفروض، المدهش أن غياب نجوم الصف الأول عن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أصبح ظاهرة تستحق الوقوف أمامها والبحث فيها خاصة أنهم حريصون على المشاركة فى المهرجانات العربية مثل مهرجان أبوظبى ومهرجان دبى.
للوقوف على أسباب غياب نجوم الصف الأول عن دعم مهرجان القاهرة السينمائى أجرينا هذا التحقيق.
فى البداية تحدث الفنان أشرف عبدالغفور، قائلاً: لا يجب إثارة قضية بدون أساس.. غياب النجوم عن المهرجان ليس ظاهرة تستحق الدراسة، أتصور أن الأمر بسيط جداً ولا يجب إثارة ضجة حوله، هناك نجوم مرتبطون بتصوير أعمال وهناك فريق آخر موجود خارج مصر.. الجيل الجديد واعٍ جداً ويدرك قيمة مهرجان القاهرة السينمائى لذا لا أريد تصويره على أنه غير مهتم أو يرفض دعم مصر، ولو تأملت الحضور ستجد عدداً كبيراً من النجوم قد حضر.
ويقول الناقد طارق الشناوى: غياب نجوم الصف الأول عن دعم مهرجان القاهرة السينمائى أمر يؤكد أن هذا الجيل يعانى من غياب الرؤية الثقافية.. وأرى أن أغلب أبناء هذا الجيل أنانى ومشغول بنفسه فقط.. كل نجم يريد أن يكون العريس فقط لا يحب الانضمام إلى مقاعد المعازيم، أغلب نجوم الصف الأول يريد فقط أن يكون ساكناً فى بؤرة الضوء والكل يرحب به ويمدحه، كنت أتمنى ظهور الجميع فى أروقة المهرجان لأنه يقام فى ظروف صعبة جداً بسبب الظرف السياسى، وأريد القول إن الشباب يجب أن يدرك قيمة المهرجان وهناك أسباب ملحة لحضوره منها أنه يجب أن يحضر لمؤازرة الجيل القديم الذى يتم تكريمه والذى يستحق الوقوف بجانبه، ومنها أنه يجب أن يشاهد الأفلام الأجنبية المشاركة فى المهرجان حتى يرتقى بأدواته ويطلع على الجديد، باختصار شديد هذا الجيل أنانى ويعانى من غياب الرؤية الثقافية.
وتحدثت النجمة داليا البحيرى قائلة: غياب نجوم الصف الأول أمر شغلنى جداً وكان لافتاً للانتباه خاصة أن دعم المهرجان فى هذه الظروف يعد أمراً ضرورياً وحتمياً وعندما سألت فى الموضوع علمت أن الدعوات لم تصل للنجوم.. وهذا منع حضورهم حفل الافتتاح، ولكن إذا كان هناك عدد من النجوم قد غاب بسبب الدعوات فأين باقى النجوم، بصراحة شديدة أمر محزن أن يتخلف النجوم عن دعم مهرجان يحمل اسم مصر.
وبابتسامة ساخرة تحدث السيناريست الكبير بشير الديك فى الموضوع قائلاً: واضح جداً أن نجوم الصف الأول كانوا خائفين من البرد.. أمر يدعو للأسف، كان المناخ جميلاً ومشجعاً رغم ذلك تخلف عدد كبير من النجوم عن الحضور، ولكنى أرى أنهم حريصون على حضور مهرجان أبوظبى ودبى لأن هذه المهرجانات أصبحت أكثر إبهاراً، حيث يحضرها نجوم عالميون ومتعة السفر أيضاً والحصول على مقابل مالى كل هذه الأمور تشجع نجوم الصف الأول على الحضور وأرى أن التخلف عن مهرجان القاهرة السينمائى أمر أصبح عادياً لأنه أصبح مهرجاناً فقيراً ولم يعد جاذباً للانتباه، بصراحة شديدة المناخ العام كله هش ولا يحمل ملامح جيدة وهناك الكثير من القضايا السياسية والاجتماعية ألقت بظلالها الكئيبة على شكل الحياة فى مصر، وأتمنى مثل كل مصرى مهموم بشأن ومستقبل بلده أن تدرك الحكومة الحالية الواقع الصعب الذى نعيشه وتعمل جاهدة من أجل حل مشاكل الناس وتنحاز لأوجاعهم، الافتتاح الباهت لمهرجان السينما انعكاس لحال مصر الآن، كل الأشياء باهتة ولا توجد ملامح واضحة لكن علينا التمسك بالأمل والرهان على القادم من رحم الغيب.
يقول الدكتور أشرف زكى نقيب الممثلين: هناك عدد من نجوم الصف الأول موجودون خارج مصر مثل كريم عبدالعزيز الذى سافر إلى لندن وكذلك هند صبرى المشغولة بتصوير فيلم سينمائى فى تونس كما تشكو «درة» من نزلة برد شديدة جداً ولهذا أقول يجب أن نلتمس العذر ولا ننظر لغياب النجوم عن المهرجان على أنه أمر متعمد ومقصود، أعرف جيداً النجوم وأدرك أنهم وطنيون إلى حد كبير ومهمومون بحال مصر ولكن غيابهم جاء بالصدفة.
ويرى المنتج محمد فوزى أن نجوم الصف الأول معذورون لأن الجهة المنظمة لم ترسل لهم الدعوات، وبالتالى لا يتحملون مسئولية غيابهم، وقال «فوزى» كان يجب على إدارة المهرجان الاهتمام بالدعوات والتأكد من إرسالها للنجوم.. ولكن هناك إهمالاً حدث وأمر طبيعى أن يغيب النجوم فمن الصعب أن تحضر فرحاً بدون دعوة حضور وهذا ما حدث بالضبط، وكل الفنانين يحبون مصر ويدركون قيمة مهرجان السينما ويدركون أيضاً أن دعمه فى ظل هذه الظروف شىء ضرورى خاصة بعد حادث الطائرة الروسية والذى كشف عن تربص الغرب بنا وتعمد جرنا لمشاكل كبيرة.. أتمنى مستقبلاً أن يتم تنظيم المهرجان بشكل أفضل وألا نهمل الدعوات.
رغم اختلاف الآراء بين مدافع ومهاجم إلا أنه يجب الالتفات إلى أمر مهم جداً وهو أن غياب النجوم عن مهرجان القاهرة أمر تكرر كثيراً وليس مقصوراً على الدورة رقم 37 وقد تصادف منذ سنوات أن تزامن افتتاح مهرجان القاهرة مع مهرجان دبى وفضل النجوم المصريون دبى. على النجوم إدراك شىء مهم جداً وهو أن الوطنية لا تقف عند الكلام ولكن تحتاج إلى أفعال تبرهن عنها وتؤكدها.. بالأمس كانت مصر تستحق الدعم وتخلى عنها عدد من أبنائها فلماذا نلوم الغرباء عن عدم الحضور للقاهرة؟!

المصدر: الوفد