عادل إمام: إسناد "الثقافة" لأشخاص غير مؤهلين "عيب"

عادل إمام فى "العراف"

انتقد النجم الكبير عادل إمام، المسؤولين بالدولة لإسناد وزارة الثقافة المصرية لأشخاص غير مؤهلين ثقافيا لإدارة شؤونها، إضافة إلى عدم درايتهم بما يمثله هذا الصرح الثقافى من فنون وموسيقى وحضارة فرعونية فريدة، تنهل من تراثها الحضارات الأخرى، مؤكدا أن انفعاله فى المداخلة الهاتفية التى أجراها ببرنامج «مصر الجديدة» مع الإعلامى معتز الدمرداش، اعتراضا على قرارات وزير الثقافة الجديد علاء عبدالعزيز، كان نابعا من قلبه، غيرة منه على الهوية الثقافية والفنية بمصر، واصفا المشاعر التى انتابته أثناء المكالمة بالصادقة، والتى عبرت عما يجول بخاطر كل فنان مصرى غيور على فنه وثقافة بلاده.

وكشف الزعيم فى تصريحات لـ«اليوم السابع» عن تلقيه عرضا من إحدى الحكومات السابقة لتولى شؤون وزارة الثقافة، لكنه رفض تولى المنصب، مرجعا أسباب الرفض إلى أنه فنان وليس موظفا، قائلاً: «لم أسع طوال حياتى لتولى مناصب قيادية بالدولة، ولم أتخيل أبدا أن أتولى منصباً إدارياً، فأنا لا أميل إلى تقييد فكرى وخيالى الفنى والإبداعى بمواعيد وجداول عمل روتينية لم أعتد عليها، كما لا يمكن لى أن أترك قطار الفن الذى تعلقت به منذ مطلع حياتى وشغفت به إلى حد كبير، لأصبح موظفا، ولن أستطيع ذات يوم ترك فنى وجمهورى من أجل أن أدير وزارة»، لافتا إلى أنه يحتل جميع المناصب بفنه من خلال الشخصيات التى يجسدها على الشاشة فى أعماله السينمائية والمسرحية والدرامية التى أثرت ذاكرة التليفزيون، ويضيف «أنا فلاح نشأت على سماع صوت أزيز الساقية، وحفيف أوراق الشجر، ونغم الناى الحزين، مثل جموع أبناء الشعب المصرى فى الكفور والنجوع والقرى، وكنّا نصنع من الغاب ناياً لنعزف به، لذلك طلبت من وزير الثقافة الجديد أن ينزل فى كل بقعة بمصر، ليرى كيفية تعلق المصريين بفنهم وثقافتهم حيث كانوا يذهبون للحقل وهم يتغنون بالفلكلور الشعبى، و(محلاها عيشة الفلاحة) وهذا يدلل على عشقهم الفطرى للفن المصرى». ويستطرد الزعيم قائلاً: «وزارة الثقافة تولاها عباقرة المثقفين المصريين، منهم دكتور محمد عبدالقادر حاتم، ودكتور ثروت عكاشة، والأديب الكبير يوسف السباعى وغيرهم من كبار الكتاب والأدباء، الذين كانوا يدركون أن الفن يلعب دورا مهما فى الحياة العامة، ويعمل على تقريب وجهات النظر بين الشعوب وبعضها، وكانوا وجهتنا الثقافية أمام العالم»، مطالبا الدولة بالإتيان بوزير ثقافة يعادل هؤلاء الأدباء لنرتقى بثقافتنا وفنوننا، وأوضح الزعيم أن علاء عبدالعزيز وزير الثقافة الجديد اتخذ قرارات غير منطقية، تؤكد على أنه لا يفهم شيئا فى مجال الثقافة والفن وهذا عيب، معربا عن دهشته من إنهاء وزير الثقافة ندب دكتورة إيناس عبدالدايم كرئيس لدار الأوبرا المصرية، رغم أن لها جهدا ملحوظا فى الأوبرا، معلقا بقوله «مينفعش موظف يرفد فنان»، محذرا «إذا استمر هذا العناد والغطرسة والتكبر مع الفنانين، ستكون هناك مواجهات بين السلطة الحاكمة والفنانين فى كل ربوع مصر».

ويؤكد الفنان الكبير أنه تلقى ردود أفعال واسعة على المداخلة الهاتفية التى انتقد خلالها وزير الثقافة، قائلاً: «الناس استقبلت مكالمتى بالبكاء من فرط صدقها، ولكونها عبرّت عن مشاعر المواطنين الحقيقية، تجاه الفن والثقافة والإبداع المصرى»، مشيرا إلى أنه تلقى اتصالا أيضا من دكتورة إيناس عبدالدايم تشكره على دعمه للفن وللثقافة المصرية بصفة عامة. وينتقل الزعيم للحديث عن مسلسله الجديد «العراف» قائلاً: «أصور حاليا أحداثه بالعين السخنة، بعدما انتهينا من تصوير بعض المشاهد بمارينا فى الإسكندرية وكنا قد ذهبنا للأقصر من قبل، ونأمل فى الانتهاء من تصويره قبل حلول شهر رمضان»، مؤكدا أن فريق العمل متعاون بشكل كبير داخل اللوكيشن، والكواليس تشهد جوا من المرح والكوميديا. وحول عدم الاستعانة بمجموعة الفنانين الشباب الذين شاركوه بطولة مسلسله «فرقة ناجى عطاالله» العام الماضى، يقول الزعيم «حرصنا على عدم تكرار الشخصيات فى مسلسل العراف، ولم نأت بأى من أعضاء الفرقة التى عملت معى العام الماضى، خوفا من الوقوع فى فخ التكرار، ورشحنا بعض الفنانين الشباب منهم محمد عبدالحافظ، وأحمد فلوكس وشريف رمزى ومحمد الشقنقيرى للمشاركة فى العمل». ويتحدث الزعيم عن شخصيته فى العمل قائلاً: «الشخصية حالة درامية كوميدية مركبة، جذبتنى حبكتها الدرامية الشديدة، وأجسد خلال العمل العديد من الشخصيات كالطبيب والمحامى والنصاب ورجل الشرطة وعالم الفلك وغيرها، بأسلوب كوميدى». ويكشف الزعيم عادل إمام عن نيته فى التحضير لعمل سينمائى كوميدى يحمل عنوان «الواد وأبوه» يشاركه فى بطولته ابنه الفنان محمد إمام، حيث يعتبر الزعيم أنه يحمل حسا فنيا وكوميديا عاليا. ويلفت عادل إمام إلى أن مخرج العمل رامى إمام يتابع عمليات المونتاج ويقوم بها أولا بأول فى مسلسل «العراف» الذى يدور فى إطار اجتماعى كوميدى حول العديد من قضايا المجتمع المصرى.

المصدر: اليوم السابع | العباس السكرى