الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

اخبار النجوم والفناخبار الفن و الفنانين › «سمير أبو النيل» يحارب الإعلام الفاسد

صورة الخبر: فيلم سمير أبو النيل
فيلم سمير أبو النيل

يأتى الفيلم الكوميدى «سمير أبو النيل» بداية مبكرة لأفلام موسم الصيف، الجو ليس صيف تماما وليس شتاء تماما، هو جو نص نص، ينتقل بين البرودة والحرارة دون تمهيد، الفيلم يأتى فى ظروف سينمائية متعثرة، الإنتاج السينمائى لم يتوقف تماما ولم يعد إلى معدله السابق قبل الثورة، وانتقلت الأفلام السينمائية من مرحلة غلبت عليها العبثية الإنتاجية قبل الثورة، إلى أفلام مرحلة ضبابية فنية وإنتاجية، وهذا نتاج طبيعى فى ظل مرحلة انتقالية تتمدد وتتمطع حتى أصبح الإنتاج معلقا فى مرحلة «نص نص»، لا هو عظيم ولا هو سيئ، إلى مرحلة «الحمد لله إن لسه فيه سينما أصلا إحنا حننهب»!

أحمد مكى يقدم عمله الجديد بعد مغامرة سينمائية غريبة على الجمهور هى «سيما على بابا»، التجربة لم تنجح كثيرا رغم ما بها من جرأة وحالة كوميدية صارخة، وهو فى «سمير أبو النيل» يتعاون مع المنتج محمد السبكى المعروف بإنتاج أفلام لها كود تجارى بعيد عن الفن، البعض يرى أفلامه تافهة وهابطة وخالية من أى مضمون، والبعض يراها أفلاما بسيطة للتسلية، وهى فى المرحلة الانتقالية الملتبسة سياسيا واقتصاديا وقود يضمن استمرار دوران عجلة الإنتاج السينمائى، خصوصا فى ظل توقف دوران معظم عجل الإنتاج فى مصر، ويمكن أن نرى انعكاس حالة العوز السينمائى والإنتاجى فى إفراط الفيلم فى الدعاية لبعض المنتجات التى تنتمى إلى عالم البقالة والأجبان داخل مشاهد العمل.

يقدم مكى شخصية سمير بعيدا عن غرابة شخصياته فى «سيما على بابا»، هو شاب من منطقة شعبية شديد البخل ينفق من إيجار منزل ورثه عن عائلته، التيمة كاريكاتورية تقليدية تثير الضحك من خلال المواقف التى يرسمها سيناريو أيمن بهجت قمر، قدم مكى قبل ذلك شخصية شعبية تلقائية بتفاصيل خاصة فى فيلم «لا تراجع ولا استسلام» هى شخصية «حزلئوم» الشاب الشعبى صاحب الذوق الغريب فى الملابس وتسريحة الشعر، الفارق الجوهرى بين الشخصيتين أن شخصية «سمير أبو النيل» الانتهازية البخيلة لا تحمل أى أبعاد أخرى تدعو المشاهد إلى التعاطف معها، بعكس شخصية حزلئوم، وشخصيات أخرى قدمها مكى فى أفلامه السابقة.

مغامرات «سمير أبو النيل» مع إيجار المنزل الذى يمتلكه وتهرب الآخرين منه تسيطر على النص الأول من الفيلم، هذا النصف من الفيلم يمكن أن نطلق عليه نصف السبكى، ليس فقط لأنه يظهر فيه فى إحدى لقطاته كما اعتاد فى أفلامه، ولكن لأنه النصف الذى ينتمى إلى عالم أفلام السبكى إلى حد ما، كوميديا استهلاكية وقفشات وإفيهات دون أى مضمون أو فكرة متماسكة تستند إليها الكوميديا، أما مع بداية النصف الثانى من الفيلم فنحن أخيرا نصل إلى فكرة ومضمون للفيلم وإلى حكاية تدور حولها الأحداث، وأخيرا نشعر بحضور الثلاثى أحمد مكى وأيمن بهجت قمر وعمرو عرفة ومدير التصوير محسن أحمد، ربما يكون هذا النصف أقل مرحا وكوميديا، ولكنه على الأقل حمل رسالة جعلت للفيلم معنى، وحمل أيضا بعض السخرية الفنية البعيدة عن مجرد إفيه عن بخل البطل وحبه للطعام وتطفله وسماجته مع كل من حوله. إذا تجاوزنا عن الحل الدرامى المتواضع الذى يضع بين يد البطل مبلغا ضخما من المال فجأة، فعلى الأقل أصبح هناك ما ينتظره المشاهد فى الفيلم بعد هذا التطور الدرامى الذى يقلب حياة البطل رأسا على عقب، أى نعم تظل نكتة البخيل حاضرة فى باقى الفيلم، لكن مع محاور أخرى تتلامس مع قضايا تتعلق بمشكلات الإعلام والداخلية والصحافة وفساد رجال الأعمال.

الفيلم لا يتعمق كثيرا فى مشكلات الإعلام التليفزيونى ولكنه يقدم رؤية ساخرة حول قدرة المال والتسويق فى صنع قناة إعلامية لا تحمل رسالة أو مضمونا، وكيف يمكن ترويج أفكار فاسدة عن طريق هذا الإعلام، هذا النوع الذى انتشر خلال السنوات الأخيرة وبدا مثل نكتة مضحكة، ثم رأينا أثره المدمر على عقول البسطاء، ربما لا يصرح الفيلم بأنه يقصد نموذجا شهيرا لهذه القنوات وهى قناة «الفراعين»، ولكن التأثر بما تقدمه القناة من أفكار وطرح سياسى يصل إلى درجة هزل واضح فى الفيلم.

«سمير أبو النيل» شخصية جاهلة بعيدة كل البعد عن شخصية الإعلامى صاحب رسالة التنوير الإعلامية، لكنه يصبح بين يوم وليلة صاحب قناة فضائية وتوك شو مؤثر على الجمهور، وهو يستعين بأمين الشرطة الفاسد محمد لطفى ليكون مساعده تارة وحارسه الشخصى تارة أخرى، أو من يقوم باتصالات ملفقة للبرنامج من غرفة الكونترول روم، وهو فى مرحلة أخرى من الفيلم الساعد الأيمن للداعية صاحب التوك شو الدينى بعد تحول القناة من «صبحة تى فى» إلى «سبحة تى فى» فى إسقاط من الفيلم على صعود إعلام جديد يتخذ من الدين سلعة إعلامية جديدة، وللمفارقة تستعين القناة بنفس أمين الشرطة الفاسد الذى خلع القميص والبنطلون وارتدى جلبابا أبيض تماشيا مع المرحلة الجديدة فى إسقاط آخر على دور الداخلية فى علاقتها بالأنظمة المختلفة.

رغم زحام الشخصيات فى الفيلم، فإن أغلبهم ترك تأثيرا مقبولا فى حدود حجم الدور الصغير، مثل إدوارد ويوسف عيد والصحفية دينا الشربينى وأيضا منة شلبى ضيفة شرف الفيلم، نفس الأمر ينطبق على محمد لطفى الذى أجاد التقاط الحالة الكاريكاتورية للشخصية، فى حين لم يتجاوز حضور نيكول سابا بطلة الفيلم حدود تصدرها أفيش الفيلم دون تأثير على شريط الفيلم، وقد حاول حسين الإمام تقديم شخصية الثرى السمج ثقيل الظل فسقط فى فخ الأداء المفتعل، وربما لا يكون مكى فى أفضل أحواله وأفلامه، فهو لم يقدم فى «سمير أبو النيل» فيلما يحمل كود سينما السبكى خالصا، ولم يقدم أيضا عملا يحمل بصمته الخاصة، لقد حوصر فى منطقة كوميدية فاترة نص نص.

المصدر: التحرير | ايهاب التركى

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على «سمير أبو النيل» يحارب الإعلام الفاسد

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
57838

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة