
كبار التشكيليين المصريين يعرضون أعمالهم بدبي
في تجربة فنية ناجحة وفريدة من نوعها، سافر مجموعة من الفنانين المصريين لعرض أعمالهم في جاليري "آرت سوا" في دبي، وذلك برعاية عبد الرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في الإمارات العربية المتحدة، والفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري، بدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون.
بادر الفنان الشاب محمد طلعت مدير قصر الفنون وقوميسير المعرض بفكرة المعرض، حيث اتفق مع مسئول الجاليري بجهد خاص على إقامة المعرض دون تكليف من وزارة الثقافة المصرية، وقد ضم المعرض نحو 29 فنانا مثلوا أجيال مختلفة من الفنانين، من بينهم أحمد نوار، صبحي جرجس، محسن شعلان، محمد عبلة، محمد الفيومي، خالد سرور، عاطف أحمد، إبراهيم الدسوقي، هند عدنان، إيهاب اللبان، نجلاء سمير، هيثم نوار، وأحمد الشاعر.
قدم المعرض أعمال نحت،رسم، تصوير، جرافيك، تصوير فوتوغرافي، كما تنوع العرض بحسب رؤية كل فنان.
وفي حديثه لـ"محيط" قال الفنان محمد طلعت أنه اتفق مع الجاليري المستقل لإقامة معرض للفنانين المصريين المعاصرين من مختلف الأجيال والتيارات ، ولكن لا يمكن اعتبار المعرض ممثلا للفن المصري لعمقه الشديد وامتداده التاريخي المعروف ، وإنما يمثل نماذج فقط من الفن المصري لفنانين تميزوا بجودة اعمالهم .
انطلق المعرض تحت اسم "تيارات تحتية" أو ضد الرائج والسائد، حيث قدم صورة بعيدة عن الصورة المعتادة التي تقدم للفنانين المصريين، والتي ترتبط بخلفياتهم الاجتماعية أو السياسية ، وقد اصبحت دعاة المعاصرة هم الأكثر نمطية في رؤيتهم الفنية الأمر الذي أدى لقلة التنوع للحركة المصرية .
قدم معرض "تيارات تحتية" فنا معاصرا مبنيا على مراحل وأسس فنية محترمة، لها علاقة بأصالة الفنون، تعتبر مسارا متنوعا وثريا من عدة أجيال مختلفة تمتاز بجودة المنتج وحرية التعبير، وبحثها المتنوع لمجابهة ما هو نمطي وسائد واستهلاكي بالقيم الحقيقية.
جاءت الأعمال مرتبطة باللحظة التي نعيشها وبالفترة المعاصرة في مصر، وهي محاولة لقراءة أنماط من الفنون ، وكانت هناك ردود أفعال جيدة جدا عن المعرض وخاصة في نطاق الخليج.
وقال وزير الثقافة المصري في كلمته لدى افتتاحه المعرض أن الفنون هي اللغة العالمية التي لا تحتاج إلى ترجمة وهي أيضا مرآة للشعوب وللمشاعر، والفنون التشكيلية في العالم العربي لها تاريخ يرجع إلى بدايات القرن الماضي وهي الآن تحتل مكانا اجتماعيا مرموقا في وطننا العربي. وقد حملت مصر هذا المشعل بشكل أساسي في هذا التاريخ، وأخرجت لنا مجموعة رائعة مثلت الرعيل الأول من الفنانين التشكيليين، تلتها مذاهب متعددة أثرت الحركة الفنية في العالم العربي، ونحن الآن بصدد واحد من المعارض الهامة التي يشترك به مجموعة من فناني مصر في لفتة كريمة لدفع الحركة الفنية العربية إلى الآفاق التي تستحقها.
أما عبد الرحمن العويس فاعتبر أنها مناسبة جيدة أن يلتقي المبدعون من أهل الفنون الراقية في كل من مصر والإمارات في هذه الاحتفالية الثقافية، التي تتيح لنا فرصة أن نتبادل الرؤى والأفكار في ظل علاقات متميزة تجمع بين مصر والإمارات، تعود بداياتها إلى فترات زمنية ضاربة في عمق التاريخ، والتي تنمو بشكل مطرد وسريع في جميع المناحي الأدبية والفنية، معتبرا ان المعرض يحمل رسالة أن الفن دائما يهدف لتوحيد الشعوب، والارتقاء بذائقة الإنسان والتعبير عن المشاعر الطيبة.
أمال مكاوي مؤسسة غاليري آرت سوا رأت أن هذا المعرض يمثل إضافة هامة إلى الأجندة الفنية في المنطقة، ويعكس التمازج الفريد بين أصالة مصر ودورها البارز في الحضارة الإنسانية على مدى التاريخ من جهة، والتميز الذي حققته إمارة دبي خلال فترة قياسية لتصبح واحدة من أبرز مراكز التجارة والمال والنقل والإعلام والفنون في القرن الحادي والعشرين من جهة أخرى.
الجدير بالذكر أن المعرض قام بدعم مجموعة من الشركات، منها شركة الجبرا كابيتال ومصر للطيران باعتبارها الناقل الرسمي للمعرض، وطيران الإمارات، ومجلة Contemporary Practices، الشريك الإعلامي للمعرض، بالإضافة إلى دعم عدد من كبار الشخصيات ومنهم السيد عبد الرؤوف سامي، رئيس مجلس إدارة شركة هيليوبوليس للكهرباء ورئيس مجلس إدارة مجلس الأعمال المصري.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!