غسان مطر
” فقدنا الشرير الطيب .. رجلا عظيما رحل عن زماننا حتى نلتقى “، بهذا الإهداء لروح الفنان الفلسطينى الراحل غسان مطر، افتتح أسبوع السينما الفلسطينية الذي تنظمه سفارة دولة فلسطين في القاهرة، مساء أمس الاثني ، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية في مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا، الذي أهدي لروح غسان مطر.
شهد الافتتاح عدد من المخرجين السينمائيين من مصر وفلسطي ، أبرزهم المخرج داود عبد السيد، والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، والفنان سامح الصريطي والمخرج أمير رمسيس، والإعلامي جمال الشاعر ، والمخرجة عرب لطفي، والمنتج حسين القلا، فضلا عن زوجة الفنان الفلسطيني الراحل غسان مطر، والذي تم إهداء “أسبوع السينما الفلسطينية” لروحه، وتم عرض فيلم قصير عن مشواره الفنى و النضالى .
وقال سفير دولة فلسطين لدى مصر، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي، أنه ليس هناك أفضل من الفيلم ليتحدث عن القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيتى أبدع في مجال السينما رغم المعاناة من الاحتلال الإسرائيلي، وزف هذه المناسبة إلى روح الفنان الكبير غسان مطر الذي شارك قبل رحيله في الإعداد لهذا الأسبوع .
وأضاف الشوبكي أن تاريخ السينما الفلسطينية هو تاريخ قديم، فأول فيلم سينمائي في المنطقة كان عام 1926، فقد كان هناك مسرح وسينما فلسطينية، لكن النكبة قطعت النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
وأشار أنه من القاهرة عاصمة الفن والسينما والثقافة والأدب اختار المخرجون الفلسطينيون إقامة أسبوع الفيلم الفلسطيني، للوصول إلى الجمهور العربي، أملا أن تزيد مشاهدة الأفلام من تفهم أكثر فأكثر لعدالة القضية الفلسطينية، على أن توضح الكثير من ملابساتها، و أشكال المعاناة والقهر الذي يتعرض له الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال.
فيما أهدى الإعلامي جمال الشاعر قصيدة شعرية تأبينا لروح الفنان غسان مطر، وعقب ذلك تحدث عن زيارته للأقصى و بيت لحم، متمنيا أن يستطيع كل مصرى و عربى زيارتهم كما زارها، مؤكدا أن السينما لغة عالمية في إيصال القضية ومعاناة الشعب الفلسطيني، متمنيا أن يصنع المخرجون أفلاما قادرة على المنافسة وتستطيع إيصال المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني”.
من جانبه، قال الفنان سامح الصريطي: أن فلسطين هي حبنا وعشقنا وأكبر همنا، مشيرا إلى أن هذا الأسبوع له أهمية كبيرة لأنه مقدم إلى روح الفنان الكبير غسان مطر ، مضيفا أن الراحل مطر كان له مواقف نضالية ونموذج مشرف للفنان العربي، حيث كان محبا للجميع ، مؤكدا أنه كان “بطلا حقيقيا” فى حياته .
يوم عادى فى فلسطين
كان بطل حفل الافتتاح فيلم “عيد ميلاد ليلى” إخراج رشيد مشهراوي، و هو أول مخرج سينمائى فلسطينى عمل على إنجاز سينما داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة، و الفيلم شارك بعديد من المهرجانات العربية و العالمية، وحاز على عديد من الجوائز ومنها أفضل فيلم فى مهرجان روما وحصل على “التانيت الفضى” بأيام قرطاج السينمائية، و أفضل فيلم عربى بمهرجان القاهرة السينمائى .
الفيلم يصور لنا “يوم عادى فى فلسطين”، تدور قصته حول أبو ليلى الذي يعمل سائقاً للتاكسي، وكان من قبل يعمل قاضيا ببلد عربي، ولكن سرعان ما يعود إلى فلسطين ويكتشف صعوبة تطبيق العدل و القانون فى فلسطين التى تعانى عواقب الاحتلال، و فى الوقت الذى يحاول فيه العودة للمنزل مبكرا ليحتفل بعيد ميلاد ابنته ليلى ، تأخذه الحياة فى فلسطين لاتجاهات متعددة، ولكنه أخيرا يصل فى الميعاد المتفق عليه حاملا الزهور و الهدية و الكعكة .
شاهد الجمهور كثيرا أفلام عن اللاجئين و المعتقلين و معاناة الحرب و المجازر ، و لكن ما يميز الفيلم أننا نشاهد من داخل فلسطين الأرض المحتلة كيف يعيش المواطن “يوما” يفترض أن يكون “عاديا”، و لكن كيف ذلك و المآسى فى كل مكان، و طائرات الاحتلال تزرع السماء رواحا و مجيئا، ويستيقظ المرء على صوت القذائف، و يشهد تساقط الشهداء، و المعتقلين الذين قضوا عمرهم و زهرة شبابهم بالسجون، و لكن على الوجه الآخر نرى الأطفال يذهبون إلى مدارسهم، و الناس إلى أعمالهم، و المحلات مفتوحة، و الناس تغدو و تروح بالشوارع، و تقام حفلات الزفاف، و يحتفل الأب بـ ” ليلاه ” رغم ما عاناه فى يومه، هذا هو الصمود الحقيقى أن تحيا رغم الموت.
يذكر أن أسبوع السينما الفلسطينية ستستمر أعماله حتى الـ6 من الشهر الجاري، ويتضمن عروضا لـ13 فيلما روائيا وتسجيليا ووثائقيا، حازت على جوائز عربية وعالمية لنخبة من المخرجين السينمائيين الفلسطينيين، كما يعرض خلال الأسبوع 8 أفلام لأول مرة في مصر، وندوة حول فلسطين في السينما يشارك فيها المخرج رشيد مشهراوي، والمخرجة عرب لطفي، والناقد طارق الشناوي.
و من أبرز الأفلام : “المر والرمان” إخراج نجوى نجار و”ناجي العلي” بطولة نور الشريف، و”لما شفتك”، و”غريبة في بيتي”، و”على أجسادهم” و”كزهر اللوز” و”ظل الغياب” و”حبيبي بيستناني عند البحر”.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!