
مدينة أهدن
على ارتفاع 1500 متر من طرابلس أقيم "سمبوزيوم أهدن الدولي للتصوير في دورته العاشرة" الذي يشرف عليه الفنان اللبناني جورج الزعتيني في مدينة أهدن الجميلة، التي تعد مصيفا لأهالي طرابلس وزغارتة ويسكنها المارونيون.
ضم السمبوزيوم فنانين من بلدان العالم المختلفة، كما اختار الفنان أحمد الجنايني - المفوض الرسمي من قبل السمبوزيوم باختيار الفنانين المصريين - ثلاثة من أبرز فناني الساحة التشكيلية المصرية ؛ وهم الفنان الدكتور صلاح المليجي، الفنان السكندري عصمت داوستاشي، والفنان السفير يسري القويضي، الذين قضوا ثمانية أيام في مدينة "أهدن" يبدعون أعمالهم التشكيلية المثقلة بخبراتهم المختلفة.
وقد أجمع الفنانون أن المناظر الطبيعية في مدينة أهدن قد ساعدتهم وألهمتهم بإنتاج فنا جميلا ؛ حيث مشاهدة الجبال من كل اتجاه من حولهم وأشجار الصنوبر والأرز والخضرة، بالإضافة إلى مناخها الجاف النقي الذي يخلو من أي رطوبة.
أما عن الأعمال التي أنتجها الفنانون فقد قام الفنان صلاح المليجي برسم ست لوحات، نفذها على خامة الكرتون السميك، مستخدما الألوان الأكريليك، حيث كان محملا بتجربته السابقة التي عرضها في معرضيه الماضيين وكانت عن البحر، ولكنه تناولها في هذا السمبوزيوم من خلال ألوان جديدة أكثر نضارة تمثل المكان نفسه "أهدن".
يقول الفنان صلاح المليجي: كل المشاهد الطبيعية في أهدن أهلتنا لعمل فنا جميلا؛ لأنها مناطق روحانية وشاعرية، تضم رفات الكثير من القديسين والأديرة والكنائس والمغارات. ويتابع : الجميل في هذه الرحلة أنني رأيت متحف "جبران خليل جبران"، الذي كانت معلوماتي عنه أنه أديب وشاعر، والذي شاهدت له بعض الاسكتشات منذ بضع سنوات، ولكنني وجدت في متحفه اسكتشات ولوحات تصوير لا تقل عن فناني أوروبا كجوجان وبخاصة لوحة الحياة والموت؛ لأنه يحمل نظرة فلسفية وروحية صوفية بها نوع من التأمل والحياة والوجود والطبيعة، كما أن أعماله تشبه أعمال الفنان الإنجليزي ويليم بليك المتصوف والمصور والجرافيكي.
أنتج الفنان عصمت داوستاشي أربعة أعمال، أهمها رسمه 15 بورتريها لكل من التقى بهم في أهدن من فنانين وأهالي البلد ؛ حيث رسم لوحة كبيرة تمثل الشخصية الأهدنية التي تتميز بكرم الضيافة، كما قام بإنجاز عمل مركب كانت عناصره من بقايا بلتات اللون التي تركها الفنانين، بالإضافة إلى لوحتين كولاج.
أوضح الفنان عصمت داوستاشي أن "أهدن" تعد مكانا جديدا بالنسبة له، كل مناطقها جميلة وموحية، قائلا أنه لو ولد في هذا المكان البديع وسط الجبال والوديان والمناظر الطبيعية الرائعة لأصبح رساما للمناظر الطبيعية فقط، ولن يكون الفنان السكندري المغرم بالتجديد والتنقل بين الأشكال الفنية المختلفة.
ويتابع داوستاشي: أرى أن الفنان لابد أن يسافر ويتنقل من بلد لآخر؛ لأن هذا يكسبه رؤية شمولية للإبداع والفن، كما أن هذه الرحلات تعمق العلاقات الإنسانية بين الفنانين وبخاصة من الدول المختلفة.
أما السفير يسري القويضي فهو يقدم رؤية جديدة للفن بطي الورق، وقد قام في السمبوزيوم بعمل ثلاثة لوحات بأحجام صغيرة، استوحى فيها بعض من أعماله السابقة مع إضافته إليها بعض التطوير. وعن أكثر ما أدهشه في هذه الرحلة فهو متحف "جبران خليل جبران"، حيث شاهده رساما ومصورا وملونا عظيما أهم من كونه أديبا، فهو يملك مجموعة لونية مميزه لم تشهد من قبل، كما أن متحفه محفور في الجبل ذات منظر رائع، يضم جثمانه أيضا، ومن المميز أيضا في "أهدن" الأديرة والكنائس والمزارات الدينية القديمة.
ومن جانبه أكد الفنان أحمد الجنايني أن الجديد في سمبوزيوم أهدن هذا العام أنه لأول مرة يسافر للبنان بمساهمة من وزارة الثقافة المصرية، حيث ساهمت العلاقات الثقافية الخارجية وقطاع الفنون التشكيلية بتذكرة الطائرة لرحلته ، واعتبر هذا جسرا للتواصل مع لبنان ولكن عبر السفارة المصرية في بيروت . كما كان العمل داخل السمبوزيوم مختلفا عن الدورة الماضية التي استضيف فيها الفنان د. حمدي أبو المعاطي، وهو من أقام ورشة للجرافيك هناك، ود. خالد البغدادي الناقد التشكيلي الذي رصد الحركة التشكيلية داخل السمبوزيوم، بينما قدم الفنانون هذا العام شكلا مختلفا تماما عما سبق.
ومن أهم الأحداث التي أقيمت على هامش السمبوزيوم افتتاح معرض ثنائي للفنان أحمد الجنايني وجورج الزعتيني رئيس السموزيوم، قدم الجنايني خلالها تجربة جديدة تحت عنوان "على جناح فراشة"، وهي ديوان شعر خاص به، حول جزء منه إلى لوحات تشكيلية، حيث كتب أشعاره داخل نصه التشكيلي، وسوف يتم نقل هذه التجربة مرة أخرى إلى سوريا مضافا إليها بعض اللوحات.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!