الأعمال تستحضر التراث ذاكرة وذكرى
تجربة 'إبحار في الذاكرة' تأتي ضمن مشروع جماعة 'ألوان' التي تضم ثمانية فنانين لهم تجربتهم الخاصة الممتدة لحوالي عقدين من الزمن.
من الذاكرة المسكونة بالأرض والطين وعرق الأجداد تأتي تجربة “إبحار في الذاكرة” التي قدّمها خمسة تشكيليين سعوديين من المنطقة الشرقية، مؤخرا، في غاليري تراث الصحراء بالخبر.
تجربة “إبحار في الذاكرة” يأتي ضمن مشروع فني كبير تشرف عليه مجموعة فنانين سعوديين يمتلكون رؤيتهم الفنية الخاصة، نحو إعادة بعث الذاكرة التراثية الخليجية، إيمانا منهم بجمالها الاستثنائي وبألفتها الإنسانية الكبيرة، لولا سلطة المدينة وهيمنة الإسمنت.
وتضم جماعة “ألوان” ثمانية فنانين لهم تجربتهم الفنية الخاصة الممتدة لحوالي عقدين من زمن التجربة، فغالبيتهم من أعضاء جماعة الفن التشكيلي بالقطيف منذ نشأتها، والتي تكوّنت بهدف الاستمتاع بالفن بما هو فن بحميمية وألفة متعددة الأداء، وبتكامل البناء رغم الاختلاف في انتماءاتهم الفنية.
وضع الفنانون: هاني الحمران، عيسى آل طلاق، محمد أبوالسعود، رشاد الفضل، وعباس آل رقية الذاكرة كواجهة في معرضهم الفني، ليهيئوا من خلالها للمتلقي عتبة نصية تساعدهم على فتح مناطق لتأويل الفرجة عبر 43 عملا تشكيليا تنوعت مدارسه وتوجهاته.
يقول هاني الحمران عن تشكّل مجموعتهم الفنية لـ”العرب”: جماعة “ألوان تشكيلية” كما يوحي اسمها، تعني التنوع في التناول والطرح المختلف للمواضيع الحياتية والتعبيرية بمدارس تشكيلية متعددة، بين الواقعية والانطباعية والتجريد، فلكلّ أسلوبه في التعبير والبناء التشكيلي، هدفنا البحث عن المتعة البصرية.
المعرض الجماعي قدّم للمتلقين ذاكرة اللون بطرائق مختلفة ومتنوّعة، ففي الوقت الذي انطلقت خلاله تجربة عباس آل رقية من عمق المشهد الفوتوغرافي الشعبي، وكأنه يلتقط بعدسته التشكيلية مشهده الخاص، ثم يبعثه للمتلقي من جديد عبر تصوّر فني يأخذ مساحات بصرية ولونية أصيلة، تأتي تجربة رشاد الفضل في حالة انطباعية طاغية تذكرنا بتجربة فان غوغ.
وأيضا، بينما كانت تجربة أبوالسعود توظف الحرف العربي باحترافية كبيرة، فإن تجربتي آل طلاق والحمران تتقدّمان باشتغال تجريدي، إذ يحاولان أن يبتكرا من خلالهما مساحات بصرية جديدة على “الكانفاس”، عبر “تكوين يبحث عن المثالية التشكيلية بألوان الطفولة العالقة في المخيلة”، كما يعبّر الحمران. أو كما قال آل طلاق “نسجت من ذاكرتي تضاريس حكاية الألوان، في تفاصيل بصرية اختزلتها رائحة أمي وتجاعيد الحياة، من كل زوايا الوطن”.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!