إيران تبدأ «جنى الثمار» باستقبال المسئولين الدوليين

بدأت إيران سباقاً مع الزمن لحصد ثمار بدء تطبيق الاتفاق النووى التاريخى ورفع العقوبات باستقبال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو والاستعداد لاستقبال الرئيس الصينى شى جين بينج قبل جولة أوروبية للرئيس الإيرانى حسن روحاني، كما بدأت طهران فى اسقبال عدد من رؤساء الشركات العالمية التى تستهدف ضخ استثمارات فى السوق الإيرانية.
وأعطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت الماضى الضوء الأخضر لتطبيق الاتفاق التاريخى الموقع بين إيران والدول الست الكبرى فى يوليو الماضي، مؤكدة أن طهران وفت بالتزاماتها الهادفة إلى ضمان سلمية برنامجها النووي، ما سمح برفع العقوبات عنها.

وقال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندى إن زيارة أمانو لطهران«يأتى بدعوة من إيران»، موضحا أن «مدة الاتفاق النووى ثمانى سنوات، لكننا نريد تقليص هذه الفترة وهذا ممكن بمساعدة الوكالة».

وبحسب الاتفاق، فإن المرحلة الثانية تبدأ بعد ثمانى سنوات قرابة سنة ٢٠١٣، لكن الاتفاق ينص على أنه إذا أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل ذلك التاريخ على استمرار الطابع السلمى للأنشطة النووية الإيرانية، عندها يتم تقليص فترة الثمانى سنوات.

وهذه النقطة مهمة بالنسبة لإيران لأنه فى حالة إصدار وكالة الطاقة الذرية تقريرها فى وقت ابكر، فسيكون بوسع إيران الشروع فى بعض انشطتها النووية قبل المهلة المحددة،كما أن ذلك سيتيح رفع بعض العقوبات الأمريكية والأوروربية الأخرى بشكل أسرع، مثل العقوبات على المواد ذات الاستخدام المزدوج المدنى والعسكرى والبرمجيات ونقل السلع والتكنولوجيات المشمولة باللائحة العسكرية الأوروبية والأسلحة وحتى عقوبات فردية.

وفى محاولة لاستثمار انتهاء سنوات العزلة فى كسب أرض جديدة للدبلوماسية الإيرانية، يتوجه الرئيس الإيرانى إلى إيطاليا وفرنسا الأسبوع المقبل.

وذكر مصدر دبلوماسى إيرانى أن روحانى سيصل إلى روما فى ٢٥ يناير الحالى قبل أن يتوجه إلى باريس فى ٢٧ من الشهر نفسه.

وسيغادر روحانى طهران بعد يوم واحد فقط من استقبال الرئيس الصينى شى جين بينج الذى سيصل إلى طهران خلال أيام ضمن جولة شرق أوسطية.وذكر المتحدث باسم الرئاسة الصينية أنه من المتوقع أن يتبادل الرئيسان الصينى والإيرانى خلال الزيارة، وجهات النظر حول العلاقات المشتركة والأزمات العالمية والإقليمية. وأضاف أن الدولتين ستوقعان على عدد من الاتفاقيات والمذكرات الدبلوماسية فى مختلف المجالات، بداية من التعاون الاقتصادى والاستثمار والبترول والغاز الطبيعي، وحتى التبادل الثقافى والمعلوماتى والجمركي.

ورداً على إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على الصواريخ الإيرانية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية جابر أنصارى إن العقوبات الجديدة التى فرضتها واشنطن على برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانى مجرد «دعاية» ووصفها بأنها «غير شرعية»، واعتبر المتحدث الإيرانى أن الإجراءات التى أعلنت عنها واشنطن تهدف إلى تهدئة المعارضة داخل وخارج الولايات المتحدة التى ترفض الاتفاق النووى الذى أدى لرفع العقوبات الدولية على طهران.

وعلى الصعيد الأمريكي، بدا أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما نجح فى كسب المزيد من التأييد داخل الكتل الصلبة التى عارضت الاتفاق النووى الإيرانى فى وقت سابق، حيث أعلنت أمس مجموعة الضغط الأمريكية»جيه ستريت» المؤيدة لإسرائيل وقوفها إلى جانب تطبيق الاتفاق النووي، فيما واصلت مجموعات يهودية أخرى اعتراضها على الاتفاق وابرزها منظمة «الاتحاد من أجل إصلاح اليهودية ولجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك).

وفى نفس السياق، صرح ديفيد اكسرود مستشار أوباما بأن تطورات الملف الإيرانى «أثبتت أهمية الدبلوماسية وأنه لا يتم اعطاؤها حقها». كما وجه مارتن اومالى أحد المرشحين عن الحزب الديمقراطى للانتخابات الرئاسية رسالة إلى خصومه الجمهوريين قائلا إن «الدبلوماسية تهزم سيل القنابل».

وعلى الجانب الأخر، رحب الجمهوريون الذين يشكلون الأغلبية فى الكونجرس بالافراج عن السجناء الأمريكيين الخمسة لكنهم انتقدوا بشدة الأموال الجديدة التى ستجنيها طهران من رفع العقوبات. وقال زعيم الحزب الجمهورى رينس بريبوس «بالتأكيد نشعر بالارتياح ليتمكن أمريكيون سجنوا ظلما من الانضمام إلى أسرهم لكن الاتفاق النووى منح إيران الكثير للحصول على القليل فى المقابل». وتساءل المرشح الجمهورى المحتمل فى الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب «ما إذا كان الاتفاق جيدا؟».

المصدر: الاهرام