الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

الاخبارالاخبار العربية والعالمية › تنظيم حزب التحرير المحظور وأحلام الخلافة في تركيا

صورة الخبر: تركيا
تركيا

استضافت تركيا أعمال قمة منظمة التعاون الإسلامى على أرضها. وعلى الرغم من ترديد كلمات التعاون والتكاتف والتضامن بين الدول الإسلامية فقد بدا أن هناك من يخطط «لأمور أخرى» تتسم بالخطورة على العالم الإسلامى بشكل عام والعربى فى الشرق الأوسط تحديدا.

فعلى نفس الأرض التى شهدت انعقاد قمة التعاون الإسلامى تمت قبل أسابيع استضافة لقاءات جماهيرية حاشدة لتنظيم «دولى محظور» فى عدد من الدول العربية والإسلامية الكبرى وذلك بهدف الدعوة إلى إقامة «خلافة» جديدة أسوة بتنظيمات مماثلة (داعش) ترفع ذات الشعار وتعصف منذ سنوات باستقرار الدول العربية والإسلامية وتهدر أرواح الآلاف من المسلمين والعرب وتشردهم فى شتى بقاع الأرض بحجة وحيدة هى: “إقامة الخلافة الإسلامية”.

وكان من اللافت أن الدعوة هذه المرة اتجهت إلى المطالبة بقيادة تركيا لتلك "الخلافة" الجديدة.

قد انعقد فى العاصمة التركية أنقرة مؤتمر الخلافة العالمى الذى عقده تنظيم «حزب التحرير» فرع تركيا ـ يطلق عليه اسم «فرع ولاية تركيا» ـ وذلك تحت عنوان: «الخلافة: حلم أم واقع قادم؟»، وقدر الحضور بحوالى خمسة آلاف شخص التقوا فى ساحة استاد رياضى كبير بأنقرة تحت سمع وبصر وحماية السلطات التركية.

وقد افتتح المؤتمر أعماله بمشاركة أعضاء من تركيا وفلسطين وأستراليا وأوكرانيا- التى مثلها كل من ميكائيل رومانيكو وفضل حمزاييف - واندونيسيا والدنمارك وقرغيزستان. وألقى المشاركون كلمات حماسية معتادة تطرقوا خلالها إلى مواضيع متنوعة ومتعلقة بـ«الخلافة» ـ التى هى فى أصلها مصطلح غامض مطاط لايوجد نموذج موحد محدد له ـ واستخدموا عوامل الإيحاء والجذب والإبهار اللفظى والفكرى فى بيان أهمية «الخلافة»، وحث المتحدثون الحضور خاصة والمسلمين عامة على العمل لإقامة «الخلافة الراشدة الثانية» وسط أجواء مؤثرة من الشعر والأناشيد التى أبكت بعض الحضور.

ولم يكن هناك جديد فالكثير من المفكرين بل والحكومات والدول والممالك سعت على مر العصور إلى إحياء مجدها وزيادة أهميتها النسبية والتوسيع من دورها بمداعبة عقول وآمال جماهير المسلمين والعرب بحلم «الخلافة».

ويحاول هؤلاء دفع فكر الجمهور الإسلامى المستهدف إلى قرون عديدة مضت فى محاولة للترويج لأهداف مادية وسياسية واقتصادية جديدة مستترة بعباءة الدين.
وبدا الأمر شديد الوضوح فى اجتماع أنقرة حيث ركز المشاركون فى رسالتهم على أهمية “تركيا” سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا، ودور تركيا فى إنقاذ المسلمين مما وصفته بـ «أنظمة الكفر» والاستعمار الغربى بإقامة الخلافة الراشدة الثانية، وقالوا إن راية الخلافة أسقطت فى تركيا وينبغى إعادة رفعها مرة ثانية من تركيا (العضو الحالى بحلف الأطلنطي) «ناتو» والساعية إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي! وأغفل هؤلاء الكثير من الحقائق التاريخية المغايرة لما قالوه عن الدور التركى الذى بالغوا فى تضخيمه. فعلى سبيل المثال لا الحصر كان لتركيا دور رئيسى فى إستعمار بريطانيا لمصر فى القرن التاسع عشر، كما وقفت تركيا إلى جانب قوى معادية للعرب فى مرحلة المد التحررى العربى عقب ثورة 1952 فى مصر. وقد لوحظ أن تركيا إحتضنت فعاليات الدعوة إلى إحياء خلافة جديدة وذلك بشهادة البيان الصادر عن الفرع التركى للمكتب الإعلامى لتنظيم “حزب التحرير” ذاته.

وتنظيم «حزب التحرير» هو تنظيم سياسى إسلامى منتشر على مستوى عدة دول وينشط فى أوروبا وآسيا. ويدعو إلى إعادة إنشاء دولة الخلافة الإسلامية. ويمارس التنظيم نشاطه عبر المجالات السياسية والإعلامية وفى مجال الدعوة الإسلامية ويتخذ من العمل السياسى والفكرى طريقا لعمله، ويعلن تجنبه للأعمال المسلحة فى تحقيق غايته. وهو يحرم الديمقراطية والرأسمالية على الرغم من تواجده فى أوروبا. وقد تأسس تنظيم «حزب التحرير» فى القدس عام 1953 على يد القاضى تقى الدين النبهاني، المتأثر بسقوط الخلافة العثمانية فى إسطنبول عام 1924.

واتخذ التنظيم من البلاد الإسلامية مجالا لنشاطه ودعوته، ولديه أتباع فى عدة دول مثل فلسطين ولبنان ودول شرق آسيا، وبعض الدول الغربية مثل بريطانيا، التى وضعته تحت المراقبة، وأستراليا. وتم حظر التنظيم فى معظم الدول العربية والإسلامية، وفى ألمانيا وروسيا بسبب دعوة التنظيم إلى تقويض أنظمة الحكم القائمة وإحلال الخلافة كبديل.

وللوهلة الأولى يمكن ملاحظة وحدة الهدف بين عدة تنظيمات تعمل تحت شعار «إعادة الخلافة» بينما تؤدى ممارساتها الفعلية إلى إلحاق الأذى بالمسلمين والعرب بداية من قمة النظم الحاكمة وصولا إلى المستوى الشعبى الجماهيري. كما يلاحظ وجود رابط بين النظام الحاكم فى تركيا من جانب وبعض تلك التنظيمات الداعية إلى «الخلافة» أغلبها محظور فى الدول العربية والإسلامية خلال السنوات الأخيرة. فعلى سبيل المثال لا الحصر لم تكن حرية الإجتماع والعمل والحشد الجماهيرى مكفولة فوق الأراضى التركية لتنظيم «حزب التحرير» فقط. فقد أثبتت روسيا والعديد من دول العالم بالوثائق وافلام الفيديو وغيرها من وسائل الإثبات وجود روابط بين تركيا من جانب وتنظيم «داعش» من جانب آخر خاصة فيما يتعلق بعمليات الدعم اللوجستى والتسليح والتجارة الخارجية غير المشروعة للتنظيم.

وقد خرجت الأصوات المعارضة لنشاط إعادة «الخلافة» إلى تركيا من داخل تركيا ذاتها. وتساءلت صحف تركية عن كيفية السماح بعقد مثل هذا المؤتمر لمنظمة محظورة بقلب العاصمة أنقرة، وفى قاعة كبيرة مثل قاعة «أتاتورك» الرياضية وسط حماية مكثفة من قوات الأمن، مضيفة أن حكومة الحرية والعدالة غضت الطرف عن قيام منظمة محظورة قانونا بعقد هذا الاجتماع الذى إنعقد على بعد أمتار معدودة من المجلس التشريعى التركى حيث أعلن إلغاء الخلافة فى شهر مارس 1924.

وكانت تقارير المخابرات الأمريكية قد أشارت فى عام 2004 إلى سيناريوهات ظهور تنظيمات فى الشرق الأوسط بهدف إقامة «الخلافة» عبر وسائل مختلفة بداية من المجهود النظرى والدعاية مثل «تنظيم القاعدة» وصولا إلى إستخدام القوة المسلحة مثل نموذج «داعش» الذى ظهر وأعلن «الخلافة» بعد سنوات من نشر السيناريوهات الأمريكية.

وهكذا فإنه من المؤكد أن وجود دول إسلامية وعربية قوية متقدمة علميا واقتصاديا واجتماعيا، وإلغاء القيود فى التحرك والتعامل بين الدول الإسلامية كافة، يعد أبرز آمال المجتمعات العربية والإسلامية منذ عقود. إلا أن الأحلام والتجارب التنموية الكبرى لاتتحول إلى واقع ملموس عبر إشاعة الكراهية وتشريد وسفك دماء الشعوب بوجه عام والعربية المسلمة منها على وجه الخصوص. والأهم من ذلك أن المنطق والتجربة يقولان بأن الدعوات الطوباوية الكبرى لابد أن تخلو من الطمع فى السلطة والنفوذ وبسط الهيمنة بأساليب ملتوية ضارة بالمجتمع والقيم.

المصدر: بوابة الاهرام

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على تنظيم حزب التحرير المحظور وأحلام الخلافة في تركيا

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
31170

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
استطلاع رأي طريق الأخبار
أرشيف استطلاعات الرأي

استطلاع رأي طريق الاخبار

أهم توقعاتك لمستقبل مصر بعد تنصيب السيسي؟

إظهار النتائج

نتائج استطلاع رأي طريق الاخبار لا تعبر عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي المشاركين في الاستطلاع

إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث الاخبار العربية والعالمية