الحرب على «داعش» تستنزف أمريكا

فى الوقت الذى يتحد فيه العالم بأسره لمحاربة الإرهاب، يلقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما خطابا استثنائيا حول الجهود التى تبذلها إدارته لمكافحة الإرهاب، وذلك فى الوقت الذى تعهدت فيه واشنطن وباريس بالتعاون للتصدى للتهديدات الإرهابية وتشكيل جبهة مشتركة لمواجهتها.
وأوضح البيت الأبيض فى بيان له أمس أن الخطاب، المقرر أن يلقيه أوباما من المكتب البيضاوى وهو أمر نادر، سيتضمن «استراتيجيتنا الجديدة والخطوات التى تتخذها حكومتنا لتحقيق أولويتها وهى الحفاظ على أمن الأمريكيين». كما أشار البيان إلى أن «الرئيس سيتحدث فى خطابه أيضا عن سير التحقيق فى الهجوم المأساوى فى سان بيرنادينو بكاليفورنيا وأسفر عن سقوط ١٤ قتيلا». وأضاف أن «الرئيس سيتناول كذلك التهديدات الإرهابية بشكل عام، بما فى ذلك طبيعتها وكيفية تطورها وكيف سنهزمها».

وأشار البيان إلى أنه من المتوقع أن يكرر أوباما خلال خطابه «تأكيد قناعته الراسخة بأنه سوف يتم القضاء على تنظيم داعش وبأن الولايات المتحدة يجب أن تستند إلى قيمنا من منطلق التزامنا الراسخ بالعدالة والمساواة والحرية، وذلك بهدف الانتصار على الجماعات الإرهابية التى تستخدم العنف لنشر أيديولوجياتها المدمرة».

وفى الشأن ذاته، تعهد الرئيس الأمريكى خلال اتصال هاتفى أجراه أمس مع نظيره الفرنسى فرانسوا أولاند بمواصلة التعاون بين حكومتى البلدين وحكومات الدول الحليفة والصديقة لمكافحة الإرهاب فى الداخل والخارج على حد سواء . وقال البيت الأبيض أن أوباما ونظيره الفرنسى بحثا خلال الاتصال حادث إطلاق النار فى كاليفورنيا الأمريكية الأربعاء الماضى والتحقيقات المتعلقة بالهجوم الإرهابى ذاته.

ومن جانبه، ذكر الإليزيه فى بيان له أن الرئيس أولاند أعرب خلال الحديث الهاتفى عن تضامن فرنسا مع الولايات المتحدة بعد حادث إطلاق النار بكاليفورنيا. وأضاف بيان الإليزيه :»أن الرئيسين جددا تأكيدهما أن بلديهما سيشكلان جبهة مشتركة مع حلافائهما وسيقومان بتوحيد جهودهما وإمكانتهما لمواجهة التهديدات المشتركة.

وفى تلك الأثناء، حث جيرى فاويل رئيس جامعة الحرية»ليبرتي»طلبته المسيحيين على ضرورة حمل السلاح وإخفائه سرا داخل الحرم الجامعى وذلك بهدف التصدى لأى هجوم مسلح محتمل. وأضاف :«بإمكاننا أن نقضى على هؤلاء المسلمين قبل أن يأتوا إلينا. دعونا نعلمهم درسا إذا جاءوا إلينا»، وذلك فى إشارة منه إلى العناصر التكفيرية التى من الممكن أن تشن هجوما إرهابيا على طلاب جامعته.

وعلى صعيد مواصلة الجهود الرامية للتصدى لمقاتلى داعش والقضاء عليهم، أكد الجنرال مارك ويلش رئيس هيئة أركان القوات الجوية الأمريكية «أن الحملة العسكرية التى تشنها بلاده منذ ١٥ شهرا ضد مواقع مقاتلى داعش فى سوريا أدت إلى نفاد الذخيرة ، وأن تخصيص أموال ودعما إضافيا يعد أمرا ملحا وضروريا لمواصلة القتال ضد هذا التنظيم الإرهابى على المدى البعيد». وأضاف :» أن الذخيرة نفدت بشكل أسرع من المتوقع، خاصة بعد أن أطلق سلاح الجو الأمريكى أكثر من ٢٠ ألف قنبلة وصاروخ لتفكيك تنظيم داعش واستهداف مواقعه ومقاتليه».

وداخليا، أعلن كيفين ويلكينسون قائد الشرطة بمدينة نيناه بولاية ويسكونسن الأمريكية أمس نجاح قوات الأمن فى السيطرة على عملية إطلاق نار وإنهاء حادث احتجاز رهائن أسفر عن إصابة ضابط شرطة وشخص آخر. وأضاف أن الحادث دفع السلطات إلى إخلاء منازل وشركات قرب متجر للدراجات النارية فى الولاية ذاتها. وأوضح خلال مؤتمر صحفى أن الشرطة استجابت لبلاغ عن إطلاق النار فى متجر إيجل نيشن سايكلز فى مدينته وأن سيارات الشرطة هرعت إلى مكان الحادث وتعاملت مع الموقع بنجاح.

المصدر: الاهرام