الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

الاخباراخبار مصر - اهم الاخبار المصرية › «الوطن» مع المصريين على حدود تونس: هنا جسر «الفرار من الموت»

صورة الخبر: «الوطن» مع المصريين على حدود تونس: هنا جسر «الفرار من الموت»
«الوطن» مع المصريين على حدود تونس: هنا جسر «الفرار من الموت»

كان طابور المصريين فى معبر رأس جدير الحدودى طويلاً، أوله داخل الأراضى التونسية، وآخره فى الأراضى الليبية، إنه المعبر الذى يشهد عمليات إجلاء المصريين الفارين من الموت فى ليبيا، بعد قرار الحكومة المصرية بمنع دخول المصريين إلى هناك نهائياً، خوفاً على حياتهم.

دمعت عينا أحمد على، ابن مدينة سمالوط بالمنيا، وهو يتذكر لحظة مشاهدته فيديو ذبح الأقباط: «كانوا جيراننا، بيتهم لا يبعد عن بيتنا سوى 5 دقائق فقط، وقت أن شاهدت لحظات ذبحهم شعرت بالرعب وتخيلت نفسى مكانهم، الحقيقة عشت أيام رعب فى تاجوراء حيث كنت أعمل هناك»، الشاب العشرينى أكد لى أنه لن يعود ثانية إلى ليبيا مهما حدث، لكنه وقف فى معبر رأس جدير يفكر فى مستقبله، وما سيفعل فى بلدته الفقيرة: «كنت أتقاضى 60 ديناراً فى اليوم، والآن مش عارف هعمل إيه، مفيش شغل فى بلدنا، والحال صعبة جداً»، صمت قليلاً، ثم قال كأنه يخاطب نفسه: «الأيام اللى جاية باينها سودة»، سألته: أى الأوضاع أهون؟ حياة الرعب فى ليبيا أم الفقر فى مصر؟، فرد بلا تردد: «مصر طبعاً، ولهذا السبب عدت، فبعد الضربة المصرية لدرنة، وجدنا تغيراً فى المعاملة من بعض الليبيين، وهناك من تعدى على زملاء لنا، وآخرون رفضوا دفع أجر العمل، وقالوا لنا (تعيشوا على خبزتنا وتضربونا بفلوسنا)، وطردوا زملاء لنا دون دفع راتبهم».

«مصطفى»: نارنا بردت بعد الضربة المصرية لدرنة.. و«سعيد»: خرجت من ليبيا مرتين ومش راجع تانى.. كله إلا الدبح

سألته: «وأنتم، ماذا كان موقفكم بعد ضرب الطيران المصرى لمعسكرات الإرهابيين؟»، قال: «الحمد لله أخدنا بتارنا دا تار بايت، ولازم ناخد تارنا، الحقيقة أنا كنت مبسوط جداً لما عرفت إننا ضربنا معسكراتهم، بس ما قدرتش أقول هناك كده، كتمت فرحتى وسكت، بس أوضاعنا بدأت تبقى صعبة جداً بعد كده، وحسيت إنه مفيش أمان».

«يا بيه إحنا ربنا نجانا.. كنا عايشين فى رعب، كنا نسمع طوال الوقت عن حكايات لمصريين اتخطفوا واعتداءات، صحيح احنا ما حصلش لينا حاجة غير يمكن شوية شتيمة، وما دفعوش مرتب آخر أيام، بس الحمد لله على كده» قال مصطفى السيد، ابن مدينة سمالوط بالمنيا، الذى كان يعمل «مبلط» فى تاجوراء، وأضاف: «ذبح إخواتنا أكيد متورط فيه ناس من ليبيا، هما بيقولوا إن فيه جنسيات كتيرة دخلت ليبيا، وبقت تعمل مشاكل، لكن أكيد متورط ليبيين فى اللى حصل، خطف ودبح إخواتنا ما كنش لازم يعدى بالساهل، والحمد لله إن السيسى أخد تارنا، دى كانت نار ومولعة فينا، والحمد لله نارنا بردت لما أخدنا تارنا، بس أنا عايز أقولك دول عايزين يعملوا فتنة، اشمعنى الأقباط بالذات اللى يعملوا فيهم كده؟ اشمعنى هما اللى دبحوهم؟ علشان الفتنة تقيد فى مصر»، وتابع: «سمعنا عن وقائع خطف تانية، لكن لم نتأكد من دقتها، وفى كل ساعة ييجى لك تليفون خطفوا مجموعة من أسيوط، وتانى لأ دول خطفوا شباب من المنيا والحقيقة مش متأكدين من دقة الكلام ده».

«تحيا مصر».. هتف بها سعيد محمود، بمجرد أن دخل إلى الأراضى التونسية، ووجد مسئولاً مصرياً على خط الحدود لتقديم المساعدة له وإنهاء إجراءات دخوله ونقله إلى مطار جربة، حيث تنتظر طائرة مصر للطيران، منذ 14 عاماً يعمل «سعيد» ميكانيكى سيارات فى ليبيا، وكان واحداً من الذين تم إجلاؤهم فى 2011، وفى أغسطس الماضى عبر الجسر الجوى الذى سيّرته مصر، لكنه فى كل مرة كان يعود إلى ليبيا ثانية بمجرد أن تنتهى الأزمة: «المرة دى أبداً مش راجع»، وعندما لاحظ على وجهى علامات عدم التصديق، أقسم: «بالله العظيم لن أعود، خلاص كده كفاية»، صمت وحدقت عيناه إلى لا شىء: «كفاية، كل اللى فات كوم والمرة دى خلاص، أنا أعمل فى ليبيا من 14 سنة، وفى 2011 لما قامت الثورة والناس بقت تدبح فى بعضها خرجت من هنا من رأس جدير، وكانت فيه خيام اتبهدلت لغاية لما رجعت مصر، وكنت بصراحة عامل حسابى إنى هابقى كام يوم وأرجع، بقيت فى مصر سنة وشهرين ثم عدت، ولما زادت الفوضى فى ليبيا فى شهر أغسطس اللى فات، ومصر عملت جسر جوى لإجلاء المصريين خوفاً عليهم، بصراحة رجعت على الجسر برضه من هنا من نفس المعبر، وكنت عامل حسابى إنى أرجع تانى وعلشان كده صفيت أعمالى هناك، وبعد شهر واحد رجعت تانى، المرة دى خلاص لن أعود، أولادى رجعوا قبلى، وهاقدم لهم ورق فى المدارس، بعد الدبح مش ممكن حد ينتظر، وفى الحقيقة المنطقة اللى كنت عايش فيها بجوار طرابلس كانت هادية، لكن والدى كلمنى وقال لى لو شفت صورتك فى يوم زى اللى ماتوا هاموت قبلك، علشان كده رجعت، بصراحة أبويا مش ممكن يخلينى أرجع أبداً».

عبر 21 رحلة جوية نقلت الشركة الوطنية حوالى 5300 مصرى منذ بدأت رحلات عودة المصريين، الخميس الماضى، كان النظام سيد الموقف فى منفذ رأس جدير، تعوّد المسئولون المصريون هناك منذ أغسطس الماضى على إجراءات الإخلاء: «لم يعد هناك تكدس فى المنفذ»، قال عمرو فاروق، القنصل المصرى بليبيا، والموجود هو وفريق عمل كامل من الخارجية المصرية فى تونس منذ أغسطس، ولم يغادروا بعد إنهاء إجلاء المصريين وقتها، وأضاف: «نفذنا نظاماً بالتعاون مع المسئولين التونسيين والليبيين يقضى بوصول الطائرات فى موعد محدد يتزامن معه وصول أوتوبيسات كافية لنقل المصريين من منفذ رأس جدير إلى مطار جربة فى رحلة تستغرق حوالى ساعتين وفى المطار لا تتجاوز فترة إنهاء الإجراءات ساعة أو ساعة ونصف تقريباً».

المصدر: الوطن

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على «الوطن» مع المصريين على حدود تونس: هنا جسر «الفرار من الموت»

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
38437

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
استطلاع رأي طريق الأخبار
أرشيف استطلاعات الرأي

استطلاع رأي طريق الاخبار

أهم توقعاتك لمستقبل مصر بعد تنصيب السيسي؟

إظهار النتائج

نتائج استطلاع رأي طريق الاخبار لا تعبر عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي المشاركين في الاستطلاع

إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث الاخبار العربية والعالمية