الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

الاخبارالاخبار العربية والعالمية › مهمة أمريكية سرية لعلاج الملك عبد العزيز آل سعود وطدت علاقات البلدين

صورة الخبر: مهمة أمريكية سرية لعلاج الملك عبد العزيز آل سعود وطدت علاقات البلدين
مهمة أمريكية سرية لعلاج الملك عبد العزيز آل سعود وطدت علاقات البلدين

قبل ستة عقود، اتسمت علاقة يحكمها الأمن الإقليمي والنفط بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بالاضطراب، لكن رحلة سرية من الطبيب الشخصي للرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان لعلاج العاهل السعودي قربت الجانبين مع بعضهما البعض.
في فبراير / شباط عام 1950، أرسل السفير الأمريكي لدى السعودية طلبا غير متوقع وغير معتاد إلى وزارة الخارجية الأمريكية.
وجاءت رسالة الطلب كالتالي: "جلالته يطلب مساعدتنا في الحصول على خدمات فورية لأخصائي بارز يمكنه أن يتوجه برفقة أحد المساعدين إلى السعودية لفحصه وعلاجه من التهاب المفاصل المزمن الذي يعاني من آلامه على نحو متزايد وأصابه بالوهن".
وكان المقصود بجلالته في الرسالة، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي عرف عند الغرب اختصارا باسم ابن سعود.
فترة مضطربة
جاء هذا الطلب في فترة اتسمت فيها العلاقات الأمريكية السعودية بالتعقيد. فقد كانت الولايات المتحدة تستأجر مطار الظهران، لكن عددا كبيرا من السعوديين وعلى رأسهم رجال الدين الأكثر تحفظا كانوا يرفضون أي وجود عسكري أمريكي في بلادهم.
وكان الملك عبد العزيز آل سعود نفسه لا يزال متحفظا إزاء اعتراف أمريكا بدولة إسرائيل. وكانت هناك مفاوضات جارية بشأن كيفية تقسيم أرباح شركة أرامكو النفطية التي تشارك في ملكيتها شركات سعودية وأمريكية.
وكان الملك زعيما قويا وصاحب نفوذ ونجح في توحيد المملكة العربية السعودية، لكنه كان طاعنا في السن، وتسببت آلام القدم وتورمها جراء التهاب المفاصل في تقييد حركته بشكل كبير وجعلته يستخدم كرسيا متحركا.
وحينما شاهده الأمريكيون بالفعل، وصفه أحدهم قائلا إنه حينما "يتحرك كان القريبون منه يسمعون صرير عظامه".
وأشارت مذكرة لوزارة الخارجية الأمريكية أعدها الخبير في شؤون السعودية فريدريك اوالت إلى أن أطباء الملك أنفسهم حققوا نجاحا جيدا في علاجه و"كان يمكنهم تحقيق نتائج أفضل إذا كان الأخير قبل نصائحهم وطرق العلاج".
"صديق عظيم"
ربما كانت زيارة ناجحة سابقة لطبيب في سلاح الجو لعلاج ولي العهد سعود بن عبد العزيز بسبب مشكلة في العين هي التي أقنعت العاهل السعودي بالبحث عن مكان آخر لتلقي العلاج.
وأرسلت وزارة الدفاع الأمريكية اثنين من الأخصائيين وعددا من العسكريين السابقين بالإضافة إلى فنيي أجهزة طبية. لكن الرئيس ترومان أضاف إليهم طبيبه الشخص العميد والاس اتش غراهام للانضمام إلى هذه الرحلة لعلاج الملك.
وأبلغ وزير الخارجية الأمريكي السابق دين اتشيسون السفارة الأمريكية في جدة بأن الرئيس الأمريكي يريد من الجنرال غراهام "رعاية صديقه العظيم والرائع (ملك السعودية)" وأن يرأس الفريق الطبي لوزارة الدفاع، وذلك في برقية كانت سرية آنذاك وموجودة الآن ضمن ملفات الأرشيف الوطني الأمريكي.
ورد السفير الأمريكي آنذاك جيمس ريفز تشايلدز بأنه يشعر بأن الملك عبد العزيز "سيتأثر بشدة" بعرض الرئيس ترومان، وأشار إلى أن ذلك سيسهم بشكل كبير "في إقناعه بصدق مشاعرنا الودية".
انطلقت المهمة من واشنطن في 15 أبريل / نيسان عام 1950، وكانت صغيرة وسرية.
وأرسلت الحكومة السعودية برقية طارئة إلى سفيرها في واشنطن لمطالبة ترومان "بعدم السماح بإبلاغ نبأ سفر الفريق الطبي إلى هنا سواء عبر الصحافة أو الإذاعة".
وكان السعوديون يخشون من أن الطبيعة المفاجئة لهذه الزيارة قد تؤدي لنشر شائعات بأن العاهل السعودي يعاني من مرض خطير ويفكر في التنازل عن العرش، ولم يكن لعبد العزيز الرغبة في التنحي عن الحكم.
تحالف مهم
وقد كان لترومان أيضا أسبابه الخاصة في الحفاظ على سرية هذه المهمة. فلم تكن السعودية حليفا محتملا لأمريكا، لكنها في الوقت ذاته حليفا مهما بسبب شركة أرامكو النفطية التي يشارك الجانبان ملكيتها وبسبب موقف الحكومة السعودية المناوئ للشيوعيين بشدة. لكن مثل هذا التحالف لم يكن يحظى بشعبية في الولايات المتحدة.

وقد كان الاخصائيان، اللذان ضمهما فريق وزارة الدفاع الأمريكية، عسكريين سابقين وهما الدكتور غلبيرت ماركواردت والدكتور داريل كراين. وكان الدكتور كراين من سكان واشنطن العاصمة ونقل معه كاميرته الخاصة ليمارس هوايته المفضلة وهي التصوير.
عثرت اليس ماكل حفيدة الدكتور كراين على هذه الصور التي كان التقطها جدها خلال وجوده في السعودية بالإضافة إلى صور عديدة أخرى في أحد المخازن العام الماضي.
وبعد رحلة استمرت ثلاثة أيام، وصلت هذه المجموعة إلى السعودية، والتقى أفرادها بالملك، الذي "كان يتطلع لوصول هؤلاء الأطباء بفارغ الصبر وبحماس شديد"، بحسب وصف هايورد هيل الذي كان يعمل مستشارا لدى السفارة الأمريكية آنذاك.
وبالرغم من مؤهلاته كطبيب، فإن وجود الجنرال غراهام في هذه الرحلة كان أيضا لتخفيف الاحتقان السياسي بين الجانبين، وهو الأمر الذي أشار إليه غراهام بنفسه في أول لقاء جمعه بالعاهل السعودي عبد العزيز آل سعود.
وبحسب مذكرة أرسلها هيل إلى واشنطن، فإن "الجنرال غراهام قال مبتسما إن الرئيس ترومان أرسله كهدية للملك".
وأضاف هيل: "ضحك جلالته (في هذه اللحظة) وقال إنه كان هدية ثمينة بالفعل".
رؤية لحياة السعوديين
لكن الجنرال غراهام كان دبلوماسيا مؤثرا أيضا، وأشاد بفريق الأطباء الخاص بالملك ووصفهم بأنهم "رجال ممتازون"، وأشار إلى أن فريقه يمكن أن يكون مفيدا بدرجة كبيرة في نقل "أحدث التطورات في الأدوية والمعدات" للسعودية.
وفي عام 1989، أبلغ غراهام أحد المؤرخين الشفهيين بأن الآلام التي كان يعاني منها العاهل السعودي عبد العزيز آل سعود كانت شديدة.
وقال: "كان يعاني من تخلخل في عظام مفاصل الركبة وكان يعاني من تخلخل وخشونة في الغضروف وتفتت في عظام الغضروف". وحث غراهام العاهل السعودي على السفر للولايات المتحدة لإجراء عملية جراحية، لكنه رفض.
وتقول اليس ماكل إن التجربة قربت الملك صاحب النفوذ من جدها من الناحية الإنسانية، وقضى الدكتور كراين مسيرته المهنية وهو يحاول تخفيف آلام الناس، ولم يكن العاهل السعودي عبد العزيز آل سعود استثناء.
وقالت: "ها هو الرجل الذي كان فخورا للغاية(بإنجازاته) وكان له تاريخ ناجح"، لكنه كان أيضا "قد كبر في السن ويعاني الكثير من الألم".
ومنحت هذه الرحلة معلومات لوزارة الخارجية للتعرف على الحياة اليومية للسعوديين.
وكتب اوالت في مذكرته، وهو يشيد بولي العهد على معظم التغيير الذي شهدته المملكة آنذاك، "لوحظ باهتمام كبير أن العديد من القيود القديمة على الموسيقى والألعاب ولعب الأطفال وغيرها من أشكال التسلية التي كانت تعتبر مخالفة للتعاليم الدينية قد رفعت في المملكة العربية السعودية".

صورة الخبر: مهمة أمريكية سرية لعلاج الملك عبد العزيز آل سعود وطدت علاقات البلدين

صورة الخبر: مهمة أمريكية سرية لعلاج الملك عبد العزيز آل سعود وطدت علاقات البلدين

صورة الخبر: مهمة أمريكية سرية لعلاج الملك عبد العزيز آل سعود وطدت علاقات البلدين

المصدر: بي بي سي

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على مهمة أمريكية سرية لعلاج الملك عبد العزيز آل سعود وطدت علاقات البلدين

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
97221

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
استطلاع رأي طريق الأخبار
أرشيف استطلاعات الرأي

استطلاع رأي طريق الاخبار

أهم توقعاتك لمستقبل مصر بعد تنصيب السيسي؟

إظهار النتائج

نتائج استطلاع رأي طريق الاخبار لا تعبر عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي المشاركين في الاستطلاع

إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث الاخبار العربية والعالمية