الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

الاخبارالاخبار العربية والعالمية › «داعش» يربك الشرق الأوسط ويجبر الجميع على إعادة حساباته (تحليل إخباري)

صورة الخبر: داعش
داعش

أتى إعلان تركيا عن بدئها استهداف تنظيم «داعش » فى سوريا، ليؤشر بوضوح إلى تغير جذرى فى السياسة التركية تجاه دمشق، فبعد أن كانت أنقرة تؤكد أنه لا يمكن القبول بمستقبل سورى يشترك الرئيس السورى بشار الأسد فى صياغته، بدأت حدة الموقف التركى فى التراجع تدريجيا، حتى بلغت الإقرار بضرورة إعادة النظر فى التعامل مع الموقف السورى قبل القيام بضربة للتنظيم الأساسى المناهض للأسد، وفى كل تلك التطورات كان وجود التنظيم وأساليبه المتبعة عاملا حاسما فى توجيه الموقف التركى.


ولاشك أن تركيا تعد من أكثر الدول المتضررة بسبب «داعش»، فبجانب التدفق الكبير للاجئين السوريين عليها، ووصول «داعش» إلى الحدود التركية - السورية، تبقى الأزمة الأهم فى تحول تركيا إلى نقطة الانطلاق الرئيسية للجهاديين الأجانب، ولاسيما الغربيين منهم، الراغبين فى الانضمام إلى التنظيم مع طول الحدود التركية- السورية، بما يشكل تهديدا مباشرا للأمن التركى الداخلى.

ولا تنفرد تركيا هنا بتغير مواقفها الإقليمية، جذريا، بسبب تكتيكات «داعش»، بل إن قوى عديدة فى المنطقة أُجبرت على القبول بما لم يمكن تصور موافقتها عليه، بسبب التمدد السريع والمخيف للتنظيم الإرهابى.

ولعل الموقف الأمريكى من إيران أثناء المفاوضات النووية يعكس تغيرا لافتا فى المواقف، فواشنطن قبلت بصفقة رفضتها حليفتها الرئيسية فى المنطقة، إسرائيل، وتحفظ عليها أحد أهم حلفائها، السعودية، وعلى الرغم من أهمية التوازنات العسكرية المباشرة من سلاح صواريخ إيرانى وأقليات شيعية يمكن استخدامها فى عدد من دول المنطقة، فإن تمدد «داعش» فى العراق وسوريا أجبر واشنطن على تقديم صفقة أفضل لإيران، لما لطهران من نفوذ طاغ على العاصمتين العربيتين يسمح لها بالمساهمة الفعالة فى احتواء التنظيم.

بل جاء موقف السعودية من الاتفاق نفسه متحفظا إلى أبعد مدى، فالسعودية لم ترفض الاتفاق صراحة، ولكنها طلبت فقط مراقبة تنفيذه بصرامة، والاستعداد لاستعادة العقوبات حال الإخلال بأى من بنوده، ويرجع ذلك للتخوف السعودى من تمدد التنظيم المستمر، بعد استهدافه مسجدين للشيعة فى هجومين انتحاريين أسفرا عن مقتل العشرات، ما يشكل تهديدا مباشرا لاستقرار المملكة.

ولعل التغير الغربى الأبرز فى المواقف بسبب «داعش» جاء من أوروبا، فبعد أن كانت القارة العجوز تتخذ موقفا مشابها للموقف التركى فى رفض أى تعامل مع نظام الأسد، بدأت التلميحات الأوروبية لضرورة التوصل لحل للأزمة السورية، وكان أكثر التصريحات صراحة فى هذا الأمر ما جاء على لسان وزير الخارجية الإيطالى، الذى أكد أن أوروبا ترغب فى حل سياسى فى سوريا «يتضمن الجميع»، وهى محاولة أوروبية لوقف المد المتطرف الظاهر فى القارة.

والواضح هنا أن التغيير الأوروبى يأتى بعد تعدد هجمات شنها موالون لـ«داعش» فى دول القارة، فضلا عن العدد الكبير من الجهاديين أو المشتبه بهم الذين تم إلقاء القبض عليهم، بسبب تمويل التنظيم أو الترويج له أو حتى السعى للقتال ضمن صفوفه.
والأزمة التى تعترض طريق كافة الأطراف التى غيرت مواقفها فى المنطقة أن التنظيم تم تركه كثيرا حتى نما بشكل واضح وأصبح من الصعب مواجهته، وأنه يستفيد من حالة صارخة من فراغ السلطة فى العراق وسوريا، بما سيفرض على الأطراف كافة بحث تقديم المزيد من التغيرات، التى قد تتضمن استراتيجيات تعمل على مواجهة التنظيم مثلما فعلت تركيا، وليس الاكتفاء باحتوائه، ونقل المواجهة من مرحلة الغارات الجوية- التى لا تفيد كثيرا، مع عدم وجود قوات قادرة على المواجهة على الأرض- إلى مرحلة الحرب الشاملة على التنظيم.

المصدر: المصري اليوم

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على «داعش» يربك الشرق الأوسط ويجبر الجميع على إعادة حساباته (تحليل إخباري)

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
50149

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
استطلاع رأي طريق الأخبار
أرشيف استطلاعات الرأي

استطلاع رأي طريق الاخبار

أهم توقعاتك لمستقبل مصر بعد تنصيب السيسي؟

إظهار النتائج

نتائج استطلاع رأي طريق الاخبار لا تعبر عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي المشاركين في الاستطلاع

إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث الاخبار العربية والعالمية