الكاتب الصحفى عبدالقادر شهيب
يواصل الكاتب الصحفي عبدالقادر شهيب، كشف أسرار 500 يوما من حكم الجنرالات ويتطرق حديثه في هذه السطور عن مرشحي الانتخابات الرئاسية الماضية، والأسماء التي عرض عليه المجلس العسكري الترشح، وحقيقة دعم الإخوان لأبو إسماعيل.
يقول شهيب: حكى لي د. يحيي الجمل أنه في لقاء مع المشير طنطاوي والفريق عنان فاتحه الأخير، بعد أن غادر المشير وتركهما ليستأنفا النقاش، في إمكانية أن يتقدم للترشح للرئاسة، وحدث ذلك في ظل وجود قائمة كثيرة من المرشحين المحتملين وقتها، كانت تضم مع د. محمد البرادعي، عمرو موسي، وحمدين صباحي، وأبوالفتوح، ولم يكن شفيق وعمر سليمان حسما وقتها أمرهما في هذا الشأن.
مضيفا أنه إذا كان د. يحيي الجمل أبدي عدم رغبة في الترشح، كما قال لي، فإن ما حدث يمكن تفسيره بأنها كانت محاولة استكشاف مبكرة للنوايا ولخريطة المرشحين للرئاسة من قبل المجلس العسكري.
ويتابع " أن منصور حسن روى لي أيضا أنه أعلن عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة، بعد أن وجد قبولا من المجلس العسكري والإخوان معا.
غير أن الإخوان طالبوه فيما بعد من أجل منحه دعمهم انتخابيا أن يقبل بالمهندس خيرت الشاطر نائبا للرئيس، وهو ما رفضه فحجبوا دعمهم عنه.
وقال: راجع منصور حسن حساباته، واتخذ قرارا بالانسحاب من المعركة الانتخابية، بعد أن دخلها بعدة أيام قليلة فقط، وإن كان أسامة برهان أمين المجلس الاستشاري يعتقد أن إقدام منصور حسن على الترشح كان يرجع لتشجيع الإخوان له، وليس المجلس العسكري، حينما لوحوا له بمساندتهم له مقابل تعطيل مشروع تحديد معايير تأسيسية الدستور، الذي كان يسعى لإقراره المجلس الاستشاري، وهو ما نجحوا فيه، لكنهم كانوا يخدعون منصور حسن.
غير أن منصور حسن أكد لي أنه لم يجد رغبة وقتها في إقرار معايير التأسيسية لدي المجلس العسكري، وتحديدا لدي الفريق عنان، فلم يحرك للأمام المناقشات داخل المجلس الاستشاري حوله.
ويري الكاتب الصحفي أنه " بغض النظر عما يعتقده أسامة برهان، فإن الصحيح في كلامه هو أن الإخوان لم يكونوا في أي وقت يبحثون عن مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية، سواء مع المجلس العسكري أو مع القوى السياسية الأخرى، وحتي لو كانوا تحدثوا مع منصور حسن أو د. كمال الجنزوري في ذلك واشترطا عليهما تعيين الشاطر نائبا للرئيس.
فالأغلب أن ذلك كان من قبيل قنابل الدخان السياسية لإخفاء نواياهم الحقيقية.. وربما تكون جماعة الإخوان اشتركت بعض الوقت في الترويج لفكرة المرشح التوافقي، لتغطية استعدادها لترشيح شخصية من قياداتها أو على الأقل ترتبط بها.
موضحا "أنها لم تكن صادقة في إعلانها المبكر عن عدم تقديم مرشح في الانتخابات الرئاسية، مثلما لم تكن صادقة في أنها ستكتفي بالمنافسة على ثلث المقاعد في مجلس الشعب.. حتي تسريبها أنباء عن مفاتحة طارق البشري، والمستشار حسام الغرياني بالترشح في انتخابات الرئاسة، وكان ذلك بمثابة إطلاق لسحب الدخان لتغطية نواياها الحقيقية في هذا الصدد.
ولعلنا بعد أن اكتشفنا حقيقة العلاقة الوثيقة التي تربط المستشار الغرياني بجماعة الإخوان المسلمين خلال عملية إعداد الدستور الجديد تجعلنا نشكك في أن يرفض لها طلبا، وهو الذي لم يرفض أهم طلب لها، وهو كتابة الدستور الذي تبتغيه وتهواه.
أما المستشار طارق البشري فإن الجميع كان يعرف أنه عازف عن هذا المنصب وغيره من المناصب، لذلك فإن جماعة الإخوان كانت تعرف مقدما رده على طلبها منه الترشح في الانتخابات الرئاسية".
وواصل شهيب أن سكوت الإخوان المشوب بقدر من الترحيب على تقدم حازم صلاح أبو إسماعيل للترشح للرئاسة، كان وراءه رغبتهم أولا في جذب الانتباه بعيدا عما يدبرونه من استعداد للترشح من جانبهم في هذه الانتخابات، خاصة في ظل الجلبة الواسعة التي أثارها أبو إسماعيل.
فضلا عن أنهم كانوا يعرفون أن ترشح حازم صلاح أبو إسماعيل لن يقبل لتأكدهم أن والدته تحمل الجنسية الأمريكية والقانون يمنعه، فضلا عن أن الإخوان كانوا يرغبون أيضا في إضعاف د. عبدالمنعم أبوالفتوح الذي خرج عن الجماعة ولم يمتثل لقرار قيادتها، وأصر على الترشح وذلك حتى لا يعقد صفقات انتخابية مبكرة مع السلفيين.
واسترسل قائلا " يضاف إلى ذلك أيضا السبب الأهم لترحيب الإخوان بترشح أبو إسماعيل، وهو أنهم استفادوا من ذلك في دفع الأمريكان للقبول بمشاركتهم في انتخابات الرئاسة، قطعا للطريق على وصول منصب رئيس الجمهورية لشخص معروف بتطرفه.لذلك ليس مستبعدا أن يكون الإخوان شجعوا حازم أبو إسماعيل للترشح للرئاسة لإقناع الأمريكان بأنهم هم المعتدلون، كما قدموا أنفسهم لواشنطن كالخيار الأفضل لحكم مصر، لذلك بحث معهم كيري قبل أن ينتهي عام 2011 إمكانية طرح مرشح لهم في انتخابات الرئاسة.
وهكذا لعب الإخوان ذات اللعبة التي سبق أن لعبها مبارك مع الأمريكان لسنوات طويلة عندما كان يخيفهم من الإخوان، وجاء الدور على الإخوان ليخيفوا الأمريكان من السلفيين!.. وكل ذلك من أجل السلطة التي حلموا بها لسنوات طويلة.
وأوضح "شهيب": الإخوان منذ أن تنحي مبارك يعملون بهمة ونشاط على أن يمسكوا بزمام الحكم في البلاد.. ولكي يتحقق لهم ذلك كان عليهم أن يجلسوا واحدا منهم على مقعد رئيس الجمهورية، لكنهم أخفوا ذلك أولا حتى لا يثيروا المجلس العسكري ضدهم، وثانيا حتى يتبينوا موقف أمريكا التي كثفوا الاتصالات معها، وثالثا حتي لا يثيروا القوى السياسية المدنية ضدهم، فتتجمع معا في مواجهتهم كما حدث فيما بعد عندما ظفروا بالمقعد الرئاسي ونكثوا بعهودهم.
ويضاف إلى ذلك كله أن قيادة الجماعة كانت تتحسب أيضا لمعارضة داخل مكتب الإرشاد للإقدام على هذه الخطوة كان مطلوبا منها احتواؤها. كان البعض ومنهم المرشد السابق يتحفظ على هذه الخطوة، لذلك عندما طرح الأمر على مكتب الإرشاد لترشيح خيرت الشاطر احتاج الأمر لثلاثة اجتماعات حتي ظفر بموافقة أعضائه.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!