الرئيس عبدالفتاح السيسي
أعلن الرئيس حزمة قرارات مهمة فى الذكرى الرابعة والثلاثين لتحرير سيناء ، حيث كلف الحكومة والقوات المسلحة ببذل كل الجهود للحفاظ على الأسعار وعدم ارتفاعها حتى ولو كان هناك تذبذب فى سعر الدولار أو ارتفاع لسعره.
وأعلن الرئيس، فى كلمته التى ألقاها فى هذه المناسبة، تكليفه الحكومة بأن تقوم بحساب الفرق فى أسعار السلع الأساسية، وأن تقوم اعتباراً من الشهر المقبل بإضافة نقاط من خلال منظومة التموين لمصلحة الفئات محدودة الدخل تعادل أو تزيد على حجم ما شهدته الأسعار من ارتفاع.
كما أعلن أيضا تكليف القوات المسلحة بتوزيع مليونى مجموعة من السلع الأساسية على الفئات محدودة الدخل بمختلف المناطق والمحافظات.
وطمأن الرئيس الشعب المصرى بأن الدولة منتبهة لمعاناتهم بسبب ارتفاع الأسعار ولن تتركهم.
وأضاف الرئيس أنه خلال السنوات الماضية تم بذل جهد كبير لتحقيق الأمن والاستقرار، قائلا: «بدأنا نشعر بهذا الاستقرار وأرى بعض الأشخاص تحاول دفعنا لعدم الاستقرار مرة أخرى.. وأود أن أؤكد أن الأمن والاستقرار مسئوليتنا جميعا ولن يتم ترويع الآمنين مرة أخرى وهذا مسئولية أجهزة الدولة والشرطة المدنية ومسئوليتنا كلنا».
وأشار إلى أنه خلال الـ 30 شهرا الماضية تمت إعادة بناء مؤسسات الدولة ولأول مرة يكون هناك دستور مستقر تم الاستفتاء عليه، فضلا عن انتخاب برلمان بشكل حر دون تأثير أو تدخل من أحد كما أصبح لدينا حكومة ومؤسسة رئاسة، مطالبا الجميع بالحفاظ على هذه المؤسسات لأن بقاءها يعنى بقاء الدولة المصرية، مشيرا إلى أن هناك من يدفع فى اتجاه محاولة المساس بهذه المؤسسات، مؤكدا أن قوى الشر لن تستطيع ذلك أمام وقوف المصريين جميعا ككتلة واحدة للحفاظ على مؤسسات الدولة المصرية.
وأكد الرئيس الحفاظ على دولة القانون وبذل كل الجهود لتنمية وتطوير دولة القانون والمؤسسات.
وقال الرئيس إن المصريين كلفوه بتولى أمانة الحفاظ على الدولة ، قائلا:» أتحمل هذه المسئولية بالتعاون مع مؤسسات الدولة وأيضا بالتعاون مع المصريين فجميعنا مسئولون عن الحفاظ على بلدنا ومعا نستطيع الحفاظ عليها وكل المحاولات التى تهدف للنيل منها لن تنجح لأن هناك ثمنا كبيرا دفعناه حتى نصل إلى ما نحن عليه الآن ولن نسمح لأى أحد أن يمس أمن مصر واستقرارها ومؤسساتها».
وأكد الرئيس، فى كلمته ، أن مصر لن تقبل بتهديد أمنها القومى ولن تسمح لأى قوى تسعى لبسط نفوذها أو مخططاتها على العالم العربى بأن تحقق مآربها.
وقال الرئيس إن مسيرة استعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض تمثل ملحمة وطنية رائعة ومصدر فخر للأمة المصرية التى ضربت مثالا فى الإصرار على الثأر للكرامة الوطنية والتمسك بالحفاظ على التراب الوطني.
وأشار إلى أن سيناء الحبيبة الأرض الطاهرة معبر الأنبياء قال عنها الراحل جمال حمدان «سيناء قدس أقداس مصر».
وأضاف أن هذه الملحمة ستظل علامة مضيئة فى تاريخ شعب مصر ومنبعا تنهل منه الأجيال القادمة معانى العزة والكرامة والحفاظ على أرض الوطن.
وقال إن أحد أهم مظاهر هذه الملحمة يتجلى فى بلورة معانى الوحدة الوطنية فعلى أرض سيناء الطاهرة اختلطت دماء مسلمى ومسيحيين مصر لتحرر كل شبر من هذه الأرض، كما ضربت معركة استرداد سيناء ومن بعدها استعادة طابا مثلا لتكامل القدرات المصرية العسكرية والدبلوماسية والقانونية، فلا حق دون أن تصونه قوة ولا قوة دون أن يوجهها عقل راجح قادر على تحديد وتوظيف أدوات الدولة وعناصر قوتها للحفاظ على أمنها القومى واستعادة حقوقها المسلوبة كاملة غير منقوصة.
وأكد الرئيس أن القوات المسلحة، التى هى من الشعب ومن أجل الشعب، وجميع المؤسسات الوطنية المصرية تعى وتقدر أهمية الحفاظ على التراب الوطنى وهى جميعا لم ولن تفرط فى حبة رمل واحدة من أرض مصر وتتخذ جميع الإجراءات ولا تدخر جهدا للحفاظ على أرض مصر وصونها وتنميتها ، فذلك الوطن الذى يعيش فى وجدان كل مصرى سيظل محميا بإرادة من الله ينفذها أبناؤه الأوفياء الذين يضحون بحياتهم فى سبيل رفعته وكرامته.
وقال الرئيس: «إن الاحتفال بذكرى تحرير سيناء الغالية من كل عام لا يكتمل دون أن نتذكر شهداء مصر الأبرار ونحيى أرواحهم الطاهرة ونقدر دماءهم الذكية ونقول لهم أبدا لن ننساكم أو ننسى أبناءكم وعائلاتكم.. فمصر تقدر تضحيات أبنائها من رجال القوات المسلحة البواسل ورجال الشرطة الأوفياء الذين تتكاتف جهودهم معا من أجل تطهير أرض سيناء من آفة الإرهاب والتطرف».
وطمأن الرئيس الشعب المصرى بانحسار نشاط تلك التنظيمات ، مضيفا أنه لن تنجح جميع المحاولات الخبيثة فى النيل من عزيمتنا وما سيمكث فى الأرض هو العمل الطيب والجهود المخلصة التى ستثمر عن تنمية مستدامة وإعمار حقيقى لتلك الأرض الغالية.
وأشار إلى أنه كما تبنت مصر خيار السلام الذى حققته بانتصارها وجاءت إليه بخطى واثقة..سلام يقوم على الحق والعدل وصون كرامة الوطن فإنها ستظل ملتزمة به تحميه بقدرة قواتها المسلحة الباسلة وجهود تطويرها وتعزيز قوتها المستمرة وتبذل قصارى جهدها لتحقيق السلام الدائم والشامل فى الشرق الأوسط الذى يقضى على أهم الذرائع التى تستند إليها التنظيمات الإرهابية ليس فقط لتبرير أفعالها ولكن أيضا لاستقطاب عناصر جديدة لصفوفها.. السلام الذى يفتح أبواب الأمل ويدعم تحقيق التنمية وإرساء الأمن والاستقرار للأجيال القادمة.
وأضاف: أنه آن الأوان أن تنعم أرض سيناء المباركة بثمار تحريرها وأن تشهد حضارة ونموا وعمرانا يحقق آمال أهل سيناء الشرفاء، مشيرا إلى أن الدولة بدأت فى تنفيذ برنامج طموح لتنمية سيناء يشمل إنشاء منطقة اقتصادية حرة و17 تجمعا سكنيا و13 تجمعا زراعيا ، بالإضافة إلى توفير المياه اللازمة للرى بجميع الوسائل الممكنة، مضيفا أن الدولة تواصل تنفيذ العديد من المشروعات ومنها استكمال شبكة الطرق وإنشاء أنفاق أسفل قناة السويس تربط سيناء بالوادى ومشروعات أخرى فى مجالات التعدين والزراعة والثروة السمكية بما يوفر فرص عمل لشباب سيناء ومدن القناة ويسهم بشكل فعال فى تنمية الوطن كجزء عزيز منه ولا يتجزأ عنه.
وقال الرئيس: «إننا نعيش فى منطقة صعبة تموج بالأزمات والتحديات والمخاطر ولا نملك الانعزال عن قضاياها أو تجاهل انعكاساتها على الأمن القومى المصرى مع ارتباط أمن مصر القومى بأمن واستقرار الشرق الأوسط وبأمن الخليج العربى والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط والأوضاع فى الدول الإفريقية، لاسيما دول حوض النيل».
وأضاف: أنه علينا أن نستلهم من تلك الذكرى دروسا وعبر أهمها الإيمان والأخذ بأسباب العلم والعمل والتغلب على دعوات التشكيك والإحباط ومحاولة زعزعة الثقة فى الدولة ومؤسساتها الوطنية ، مشيرا إلى أن مصر ستظل بأبنائها يدا واحدة وقلبا واحدا وصفا واحدا يواجه التحديات ويبنى ويعمر ويسعى لتحقيق التنمية الشاملة.
وأشار إلى أن ذكرى تحرير سيناء ستبقى يوم عيد لكل المصريين وتخليدا لذكرى النصر والسلام القائم على الحق والعدل وبرهانا على قوة العسكرية المصرية وبراعة الدبلوماسية المصرية فى الحفاظ على تراب هذا الوطن والحفاظ على كرامته.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!