دموع "الجنزورى" تجدد هلع المستثمرين وتُدخل البورصة نفق الهبوط
جددت دموع الدكتور كمال الجنزورى - رئيس وزراء حكومة "الإنقاذ الوطنى"، التى غلبته خلال لقائه بالصحفيين، أمس الأحد، جراء تأثره بما آلت إليه الأوضاع الأمنية فى الشارع المصرى - هلع المستثمرين فى السوق المصرية من جديد، لتصبح حالة الخوف والحذر والترقب هى المحرك القوى لشاشات التداول بالبورصة، مما ألقى بها مجددًا فى نفق الهبوط المظلم، حسبما كشف عدد من خبراء سوق المال.
وقال هشام توفيق، عضو مجلس إدارة البورصة ورئيس مجلس إدارة شركة عربية أون لاين للأوراق المالية، إن التأثر الشديد الذى بدا على الدكتور كمال الجنزورى رئيس وزراء حكومة "الإنقاذ الوطنى" خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس هو السبب فى التراجعات التى شهدتها البورصة اليوم الاثنين.
وأوضح "توفيق"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن السوق ستظل على ما هى عليه، بحيث ترتفع ارتفاعًا لا يذكر تارة، وتتعرض للهبوط الشديد تارة أخرى، لحين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية، وانتخاب حكومة ديمقراطية، ووضع الدستور الممنهج، واتخاذ كل ما يرتبط بدخول مصر فى مرحلة الاستقرار والوقوف على أرض صلبة تمكنها من البناء للمستقبل.
وأشار عضو مجلس إدارة البورصة إلى أن أى ارتفاع شهدته البورصة خلال الفترة الماضية لا يكشف عن صعود حقيقى بالسوق، مدللاً على ذلك بالتدنى الشديد الذى ما زالت تعانيه أحجام التداولات اليومية.
واتفق إيهاب سعيد، عضو مجلس إدارة شركة أصول للوساطة والأوراق المالية ومدير إدارة البحوث، مع الرأى السابق، قائلاً إن "إعلان الجنزورى بشكل رسمى عن خطورة الوضع الاقتصادى، التى صورها بأنها تفوق تصورات المتشائمين، دفع حالة الخوف والهلع والترقب للظهور مجددًا على شاشات تداول البورصة".
وأضاف "سعيد" أنه على الرغم من أن الوضع الاقتصادى الراهن لا يخفى على أحد، إلا أن الإعلان عنه بشكل رسمى وبمنتهى التأثر، لاسيما حينما صرح الجنزورى بأن قطاع البترول أصبح مدانًا بـ61 مليار جنيه بسبب السياسات السابقة، هو ما تسبب فى عدم قدرة ذلك القطاع، الذى شبهه بـ"الدجاجة التى تبيض ذهبًا"، على إعطاء الجديد على مدار السنوات العشر الماضية.
وأكد "سعيد" أن الأحداث الساخنة التى شهدتها مصر منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير كشفت عن أن البورصة ليست مرآة للاقتصاد فحسب، وإنما هى مرآة للأحداث السياسية والأمنية فى البلاد.
أما محمد الزيات، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة "سى آى كابيتال"، فقال إن ما يشهده السوق ما هو إلا استكمال لموجة الهبوط التى لاقاها مؤخرًا، ولكن بشكل مبالغ فيه، جراء تخوفات المستثمرين مما يمكن أن تسفر عنه المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية.
ووصف "الزيات" حال مستثمرى البورصة المصرية بالقابعين على محافظهم، انتظارًا لوضوح الرؤية المستقبلية أو على الأقل تلمس أى بوادر للاستقرار.
وعن مستقبل السوق من الناحية الفنية، توقع رئيس قسم التحليل الفنى بشركة سى آى كابيتال أن يرتد السوق من المنطقة التى يدور حولها حاليًا، ليصعد فى حركة تصحيحية خلال المرحلة القادمة.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!