قرار سياسي بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الأوربية السورية سبتمبر القادم

قرار سياسي بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الأوربية السورية سبتمبر القادم

أعرب مصدر دبلوماسي أوربي رفيع في تصريح خاص لإيلاف عن اعتقاده ان الاتحاد الأوربي سيوافق في شهر سبتمبر القادم على التوقيع على اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية. وأشار الى ان القرار السياسي سيصدر في اجتماع أوربي ، ولفت الى انه رغم ان هولندا وبريطانيا يعنيهما ملف حقوق الإنسان ويشترطان تحسين سوريا سجلها في هذا الشأن الا ان هناك رأي أوربي قوي بان تتم الموافقة على اتفاقية الشراكة لسببين ، الأول ان الاتحاد الاوربي وقع مع دول عربية ليس لها تاريخ جيد في ملف حقوق الانسان ، الأمر الذي يطرح التساؤل لماذا التشدد بشأ ن سوريا، والسبب الثاني انه من الافضل عدم عزل سوريا ، كما انه من المفيد اضافة بند يتعلق بحقوق الإنسان في الاتفاق يسمح بإثارة المسألة مع دمشق.

الا ان ايفان لويس نائب وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية أعلن في دمشق مؤخرا ان بريطانيا تؤيد توقيع اتفاقية اقتصادية بين سوريا والاتحاد الأوروبي على الرغم من مخاوفها بشأن انتهاكات دمشق لحقوق الإنسان ، ودعا إلي بداية جديدة مع سوريا وقال انه ينبغي تشجيع دمشق لتغيير سياساتها على الرغم من تحالفها مع إيران ودعمها لحركة حماس الإسلامية الفلسطينية وجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية.

وأشار ان بريطانيا ستحاول لعب دور إيجابي للمساعدة في حدوث ذلك رغم ان بعض الدول الأوروبية ما زالت لديها مخاوف بشان عناصر في السياسة السورية، وأضاف انه ما زلنا نأمل في أن نتمكن من التغلب على هذه المخاوف وتوقيع الاتفاقية. وقال ان بريطانيا لديها مخاوف بشان حقوق الإنسان في سوريا وقد اثرناها مع الحكومة السورية، واكد إننا لا نخفي مخاوفنا واتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي وقعتها بضع دول عربية قد تساعد في دعم الاقتصاد السوري الذي يتأثر سلبا بالجفاف والأزمة المالية العالمية.

من جانبه قال د. سامي الخيمي سفير سورية في بريطانيا ان "سورية تكاد لا تذكر موضوع الشراكة السورية الأوروبية ، ونعتقد انه في هذه الآونة ليس موضوعا مهما " واوضح في تصريحات صحافية "ان سورية تجاوزت بقوانينها الداخلية الكثير مما كان يطلب من اجل موضوع الشراكة ثم إن الأوربيين يحتاجون إلى سورية بقدر ما سورية تحتاج إلى أوروبا. والشراكة تأتي لحاجة الطرفين ولا حاجة لدفع الأمور إلى أكثر من ذلك وعندما يأتي أوان الشراكة تأتي الشراكة"، ولفت الى ان برنامج الرئيس بشار الأسد لهذا العام لا يتضمن زيارة حالية إلى المملكة المتحدة ، رغم ان الأمور مرهونة بالمواقف من جهة وبحرارة العلاقة من جهة أخرى. وكانت تقارير اعلامية تحدثت عن زيارة للرئيس الاسد الى بريطانيا وعن التحضيرات لها.

هذا و بدأ الاتحاد الأوروبي التفاوض على اتفاق مع سوريا قبل ثمانية أعوام لكنه جمد المحادثات بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 2005 في بيروت. وأعيد تنشيط المحادثات العام الماضي بعد أن شرع الاتحاد الأوروبي تحت رئاسة فرنسا في تقارب مع دمشق وخفف من حدة الانتقادات لسجل سوريا لحقوق الإنسان. لكن يتعين ان توافق جميع دول الاتحاد السبع والعشرين على توقيع اتفاق مع سوريا.

المصدر: ايلاف