الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

اخبار الكمبيوتر والانترنتاخبار الانترنت والمواقع › عدوى ريادة الأعمال: كيف تنتشر؟

صورة الخبر: عدوى ريادة الأعمال: كيف تنتشر؟
عدوى ريادة الأعمال: كيف تنتشر؟

تنتشر ريادة العمال بفضل الشبكات، وهذه الشبكات تدفع كلّ فاعلٍ فيها بثلاث طرق. (الصورة من Mancef.org)

هذا المقال هو الجزء الثاني من موضوعٍ نُشر على "نولدج آت وارتون" Knowledge@Wharton، والموضوع الأول هنا.

يتشابه نمط انتشار ريادة الأعمال بشكلٍ ملفتٍ في كلٍّ من بوينس أيرس ومكسيكو وإسطنبول.

الجزء الأوّل منه نسمّيه تأثير القدوة، أي حيث يقوم نجاح الرواد الأوائل، مثل وينس كاساريس من بوينس أيرس مؤسّس منصّة الوساطة عبر الإنترنت "باتاغون.كوم" Patagon.com، بإلهام الآخرين.

يستذكر بابلو أورلاندو، الشريك المؤسّس لشبكة محبّي الرياضة "جود بيبول" GoofPoeple الكائنة في بوينس أيرس، سماعه عندما كان مراهقاً عن صفقة بيع "باتاغون" التي قام بها كاساريس. ويقول إنّ ذلك أقنعه بأنّ ريادة الأعمال هي "خيار مهنيّ مستدام - هي خيار حياة،" معرباً عن اعتقاده في حينها بأنّه "إذا قام كاساريس بالأمر فيمكنني القيام به أيضاً."

وبالتالي، نظراً للقوّة التي يمكن أن تتمتّع بها القدوة، فإنّ الأثر الذي يتركه روّاد الأعمال أعمق بكثير.

نجاحهم المبكر يوفّر لهم رأس المال، سواء كان بشرياً أم اجتماعياً أم مالياً، لإعادة استثماره في روّاد آخرين. وهذا ما يقوّي الأجيال القادمة ويُلهمها بالتالي للاستثمار في الجيل الذي يلي. وبناءً عليه، تساهم الشبكات في مساعدة روّاد الأعمال في ثلاث مراحل محدّدة من مسيراتهم المهنية، نسمّيها "المضيّ قدُماً" Get Going، و"العمل على الأهداف الكبيرة" Go Big، و"العودة إلى الوطن" Go Home.
"المضيّ قدُماً" Get Going

لا تنتشر ريادة الأعمال من تلقاء نفسها وحسب، بل تنتشر لأنّ مزيداً من روّاد الأعمال يقومون برعاية نموّ الأشخاص مِن حولهم.

يقوم الجيل الأوّل من الروّاد بمساعدة الروّاد المؤسِّسين على إدراك الخلل في أعمالهم وكيفية مواجهة ذلك من خلال نموذج عائداتٍ محسّن، أو خطّةٍ لاكتساب العملاء، أو استراتيجيةٍ فعالةٍ لإدارة الموارد البشرية.

وفي هذا الإطار، يخصّص كاساريس كلّ يومٍ ساعةً لمساعدة الآخرين، عادةً ما تكون بعد الظهر بين إنهاء عمله وقبل ذهابه إلى المنزل.

بدورهما، يضع مؤسِّسا "أوفيس نت" Officenet، أندي فريري وسانتياغو بيلنكيس (الصورة أدناه، "بيرفيل" Perfil) هدفاً لمساعدة ثلاث شركات جديدة كلّ عام عبر تهيئة الظروف، ومراجعة خطط العمل، والمساعدة في جمع التمويل.

لا يُحدِّث هذان المخضرمان الروّاد الطموحين يما يرغبون سماعه، إلّا أنّ هذا الكلام الجدّي مفيدٌ جدّاً.

من الأمثلة على ذلك، الطالبان الشابان في بوينس أيرس، فرانك بوجلدن وفرانكو سيلفيتي، اللذان أرسلا الكثير من الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها إلى "أوفيس نت" لطلب مقابلةٍ مع بلينكيس تمّ الموافقة عليها أخيراً. فقابل بيلينكس الرائدان لأكثر من 10 مرّات قبل أن يتوصّلا إلى عرض فكرةٍ لإطلاق نظامٍ للحجز لدى المطاعم عبر الإنترنت، يحمل اسم "ريستوراندو" Restorando.

بالنتيجة كان أن أُعجِب بيلينكس بفكرتهما دون الطريقة التي قاما فيها بالتواصل، ويقول في هذا الصدد إنّهما "كانا شابَين ومتحمّسَين وذكيّين، ولكنّهما كانا مهندسَين ولم يكونا يعرفان كيفية إطلاق شركة." ومع ذلك، أعطاهما مع فريري استثماراً تأسيسياً بقيمة 500 ألف دولار من أجل نموذج العمل وبناء نموذجٍ أوّليّ للمنتَج.

بالإضافة إلى ذلك، قاما بتعريف الثنائيّ الشاب إلى نيقولاس شيكازي، الذي كان مديراً في "ميركادو ليبر" MercadoLibre، ومن ثمّ أسّس شركة استثمارٍ مُخاطِر باسم "كاشك فينتشرز" Kaszek Ventures.

بدوره، عرّف شيكازي مؤسّسَي "ريستوراندو" إلى نيكلاس زينشتروم، الشريك المؤسّس لـ"سكايب" Skype ومدير صندوق الاستثمار المخاطر العالمي "أتوميكو" Atomico، حيث ساعدهما الأخير في إغلاق جولة التمويل الأولى Series A على أكثر من 3 ملايين دولار، وهو مبلغٌ يندر الحصول عليه في أميركا اللاتينية.

"العمل على الأهداف الكبيرة" Go Big

من الأفكار الخاطئة حول انتشار ريادة الأعمال هي أنّ كلّ شيءٍ يتعلّق بعملية الاستعداد وحسب.

هذا مهمّ بالطبع، ولكنّ روّاد الأعمال الشباب يحتاجون أيضاً إلى إدارة العملية الصعبة لتوسيع شركةٍ سريعة النموّ.

يوضح بحثنا أنّ من أسباب ازدهار ريادة الأعمال في هذه المجتمعات لم يكن جرّاء إظهار الروّاد القدامى للنوايا الحسنة وتقديم التمويل التأسيسي ومن ثمّ الاختفاء. بل لأنّهم بقوا إلى جانب نظرائهم الشباب لمساعدتهم على اتّخاذ القرارات الصعبة المتعلّقة بالنموّ.

من الأمثلة على ذلك ما حصل مع الكولومبيّين أندرس رودريغز وكارلوس فيرا (إلى اليمين، الصورة من El Tiempo)، اللذَين طوّرا تكنولوجيا خاصّة تساعد الشركات بواسطة الذكاء الاصطناعي على التواصل مع العملاء بطريقةٍ أكثر فعالية.

كانت شركتهما "بلو مساجينج" BlueMessaging تشهد بدايةً واعدة وتنمو بنسبة مئة بالمئة على أساسٍ سنوي خلال الأعوام الثلاث الأولى، ولكن عندما تباطأ النموّ أدركا أنّهما بحاجةٍ إلى المساعدة.

ونتيجةً لذلك، لجآ إلى مجتمع روّاد الأعمال في مكسيكو حيث كان الجميع مستعدّاً لتقديم المساعدة. غير أنّ هناك مشكلةً إضافية: جميع العاملين في "بلو مساجينج" كانوا شباباً ومن دون خبرة.

ولذلك، قال لهما ألونسو كارال، رائد الأعمال الذي أطلق أول مزوّد إنترنت في مكسيكو وباعه لشركة "كومبيو سيرف" CompuServe، إنّهما يحتاجان إلى وجود المزيد من الأشخاص الناضجين في شركتهما. "لقد شرح لنا أنّ لا مشكلة مالية أو تسويقية لدينا، بل مشكلة مع الأشخاص،" حسبما يقول رودريغز.

وبالتالي ساعد كارال الثنائيّ في العثور على مكتب توظيف بحيث قاما بتوظيف مديرٍ ماليّ ومدير عمليات، كما ساعدهما في الحصول على مساعدة خبيرٍ من مجموعة "بوسطن كونسالتنج" Boston Consulting Group للاستشارات.

في بعض الأحيان، قد تكون النصيحة الأهمّ هي في استبعاد بعض الخيارات.

على سبيل المثال، عندما أسّس فرات وفاتح إسبيسر شركة "بوزيترون" Pozitron لتحويل الأموال عبر الأجهزة المحمولة، قابلا كاساريس من خلال "إنديفور". وفيما كانت "بوزيترون" في ذلك الوقت تحظى ببعض الشعبية فيما يتعلّق بالحلول التي تقدّمها على الأجهزة المحمولة، تمّ إغراؤها بعملٍ آخر قريب.

يقول فرات إنّ "وينس [كاساريس] شجّعنا على الانتقال من بعض الخدمات التي كنّا نقدّمها [مثل إدارة العلاقة مع العملاء] والتركيز فقط على الحلول التي تتعلّق بالأجهزة المحمولة."

وبالتالي، أثمرَت هذه النصيحة، فكان أن باع الأخوان إسبيسر شركة "بوزيترون" بمبلغٍ ناهز 100 مليون دولار.

مساعدة روّاد الأعمال المؤسِّسين في اتّخاذ قرار بيع الشركة أو عرضها للاستحواذ وكيفية القيام بذلك، أمرٌ لا يقدّر بثمن.

في أواسط العقد الأول من الألفية الثانية، واجهَت "جلوبانت" Globant، إحدى أسرع شركات تكنولوجيا المعلومات نموّاً في بوينس أيرس، قراراً صعباً: بيع الشركة إلى أحد المشتَرين المحتمَلين، أو المخاطرة والاستمرار في تشغليها وسط بيئةٍ اقتصاديةٍ متقلّبة في الأرجنتين.

ولكنّ الرئيس التنفيذي لـ"جلوبانت"، مارتن ميجويا، وشركاءه المؤسّسين اللذين ألهمَتهم شركة "ميركادو ليبر"، لجأوا إلى الشبكة الموجودة في بوينس أيرس للحصول على النصيحة المناسبة فجاءهم الجواب واضحاً: "مستقبلكم قوي ولديكم فرص حقيقية للنموّ، فارفضوا المال."

شعر ميجويا وشركاؤه بالتردّد غير أنّ الدعم الذي حصلوا عليه أنعشهم. ويذكر المؤسِّس هنا أنّه "كان يمكن أن نصبح من أصحاب المليارات في سنّ الثلاثين وكان ذلك مغرياً جدّاً، لكنّنا في نهاية المطاف قرّرنا ألّا نبيع الشركة."

وبدلاً من ذلك استمرّ الفريق في التوسّع حتّى باتت شركة "جلوبانت"، التي دخلت بورصة نيويورك في عام 2014، تساوي 1.1 مليار دولار.

"العودة إلى الوطن" Go Home

من أكثر الأمور اللافتة التي وجدناها أثناء دراسة هذه البيئات الريادية، هي مدى استعداد روّاد الأعمال لردّ الجميل إلى شبكاتهم ومجتمعاتهم التي نجحوا فيها.

عندما يحصل روّاد الأعمال على الدعم من الجيل الريادي الأوّل، فإنّ العرف يقول بأنّ عليهم مساعدة الآخرين. وفي بلدان لا يوجد فيها تاريخ طويل من التعاون في مجال الأعمال، يعتبر هذا التفكير ضرورياً إذ يساعد في إنشاء حلقةٍ فاضلة حيث يصبح الأشخاص الذين حصلوا على الإرشاد مرشدين، ويصبح الطلّاب معلِّمين.

يظهر كيفية عمل هذه الحلقة من خلال الشبكة المتنامية لروّاد الأعمال التكنولوجية في إسطنبول، حيث تربط هؤلاء علاقات صداقة وعمل وإرشاد، فهم يذهبون للعب البوكر ويجتمعون في الحانة ويقضون العطل سوياً.

نفزت آيدين 39 عاماً وسينا أفرا 47 عاماً، هما الشخصان الأساسيان في هذه المجموعة.

تقابل الاثنان في قبل سنواتٍ عند تأسيس آيدين شركة "يميكسيبيتي" Yemeksepeti لطلب الطعام عبر الإنترنت، وعند إطلاق أفرا شركة "ماركافوني" Markafoni التي تقدّم موقعاً للعروضات المفاجئة على غرار "جيلت جروب" Gilt Groupe.

في عام 2011، استحوذ عملاق الإعلام الجنوب أفريقي "ناسبرز" Naspers على "ماركافوني" بقيمة 200 مليون دولار، ما جعل أفرا نجماً في مجتمع التكنولوجيا.

وبعد أربع سنوات، باع آيدين شركته "يميكسيبيتي" إلى "ديليفري هيرو" Delivery Hero بقيمة 589 مليون دولار، وبات ذلك الاستحواذ الأكبر في تاريخ تركيا.

بعد "العمل على الأهداف الكبيرة" عاد آيدين وأفرا إلى إسطنبول، المدينة التي ساعدتهما على الانطلاق.

وكأشخاصٍ موثوقين لتقديم النصائح، ساعدا الأخوَين إسبيسر على توسيع "بوزيترون" ومن ثمّ بيعها. كما باتا مرشدَين لجيلٍ جديدٍ من الروّاد، مثل هاكان باس، مؤسِّس "ليديانا" Lidyana وهي شركة تركية تُعنى بأعمال المجوهرات والأكسسوارات على الإنترنت.

عندما ضجّ خبر باس بعدما أصبح يمتلك نموذجاً، استدعاه آيدين وقال له إنّ "الناس ينظرون إليك الآن كشخصٍ تمكّن من صياغة نموذج، بدلاً من رئيس تنفيذي لشركتك، وباتت حياتك الشخصية تطغى على حياتك المهنية."

بدا باس عندها مصدوماً من هذه النصيحة ولكن ممتنّاً أيضاً، ويقول في هذا الشأن إنّ "الكثير من الناس يقدّمون لي النصائح حول الأعمال، [ولكنّ آيدين] يركّز أكثر على تدريبي كقائد."

ومع ذلك لم يكن هذا الإرشاد مجاني، فلقد ردّ باس الجميل إلى آيدين عبر مساعدة غيره. "قبل ذلك كنتُ أقول ‘سوف أساعد عندما يكون لدي وقت لذلك‘، ولكن الآن بتّ أقول ‘سوف أخصّص وقتاً للمساعدة‘."

شبكة روّاد الأعمال في إسطنبول. اضغط هنا لتكبير الصورة. (الصورة من "نولدج آت وارتون")

حلقة فاضلة

هكذا تعمل الحلقة الفاضلة - جيلٌ يساعد آخر من أجل البيئة الحاضنة ككلّ.

بالنسبة إلى مؤسّس "ميركادو ليبر"، ماركوس جالبيرين، فإنّ هذه البيئات الحاضنة تشير إلى تغيّرٍ في الجيل حول كيفية القيام بالأعمال. ويذكر أنّها "تُغيّر طريقة تفكير الناس من مبدأ الرابح يأخذ كلّ شيء إلى حيث يستفيد الجميع من نجاح المجموعة."

ومع ذلك، من الضروري أن يعرف مَن يحاول إنشاء هكذا مناخ حيويّ للأعمال والابتكار، أنّه هذا الأمر لا يحصل بمجرّد إنشاء حاضنة أعمالٍ أو صندوق تمويلٍ تأسيسيّ. بل يتطلّب الأمر البحث عن روّاد الأعمال المؤثِّرين في سوقٍ محدّدة، ومن ثمّ مساعدتهم على التوسّع من خلال تزويدهم بالإرشاد المناسب على اختلاف أنواعه، والاستثمارات والعلاقات والموارد المناسبة.

وعندما تنجح مجموعةٌ من الشركات القابلة للتوسّع، فإنّ التأثير المضاعَف يترسّخ والبيئة الحاضنة يمكنها أن تحافظ على نموّها المستمرّ بشكلٍ مستدام.

وبالتالي، يُسفر هذا خزّانٌ كبيرٌ من الدعم والموارد التي يمكن للشركات الاعتماد عليها بدءاً من نشأتها وصولاً إلى نضوجها.

لقد شهدنا على ذلك مراراً وتكراراً، حتى في البيئات الأكثر صعوبةً على الأعمال، لأنّ روّاد الأعمال المؤثّرين يتواجدون في كلّ سوق. وأمّا الركيزة الأساسية فهي العثور عليهم، ومساعدتهم على التوسّع، وتشجيعهم، لنشر هذا الوباء الريادي.

المصدر: ومضة

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على عدوى ريادة الأعمال: كيف تنتشر؟

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
13399

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
روابط مميزة