" ايسر " : "مايكروسوفت " ستنسحب من سوق الأجهزة اللوحية لاحقاً
قال ستان شه، أحد مؤسسي شركة " أيسر " ، العالمية لاجهزة الكمبيوتر ، أن شركة " مايكروسوفت" ، العالمة للبرمجيات ، لا تنوي البقاء في سوق الأجهزة اللوحية والهدف من الإعلان عن جهاز "سيرفس " اللوحي هو دفع الشركات المصنعة للبدأ في إنتاج أجهزة لوحية منافسة لجهازهم ومن ثم الإنسحاب من السوق.
أضاف" مايكروسوفت" لاتحب بيع العتاد لأن هامش الربح فيه أقل بكثير من ترخيص البرامج والأنظمة.
مايكروسوفت كان لابد لها أن تقوم بإصدار جهاز قادر على منافسة ال " أي باد " لأن الشركات المصنعة متأخرة ولو قامت بالإنتظار أكثر فسوف يستولي الأيباد وأندرويد على سوق الأجهزة اللوحية وتصبح المنافسة أصعب بكثير، لذلك فإن هذه الخطوة بمثابة خط هجوم أولي لإعطاء شركاء مايكروسوفت المزيد من الوقت.
بالنسبة لي فأنا أتمنى أن تستمر مايكروسوفت في تصنيع الأجهزة اللوحية، بل أتمنى أن تقوم بتصنيع أجهزة لابتوب خاصة بها لأنني أظن أنها ستكون أفضل من أي جهاز أخر.
ومن ناحبة اخرى أثار خبر إعلان " مايكروسوفت " عن حاسبها اللوحي الجديد" Surface " بنظام " ويندوز 8" ضجة كبيرة فالجهاز الذي صدر بنستخين يبدو مثيراً للاهتمام فعلاً، ومن الواضح بأن مايكروسوفت تسعى من خلاله الدخول بقوة إلى عالم الحواسب اللوحية ومنافسة ليس أندرويد فقط، بل جهاز الآيباد بالدرجة الأولى.
الجهاز الأول يعمل بنسخة Windows RT وهي النسخة المخصصة للعمل على الأجهزة التي تحمل معالجات تعمل بمعمارية ARM، وهذه النسخة تنافس بشكل مباشر الحواسب اللوحية بنظام أندرويد وجهاز الآيباد وتعمل بواجهات “ميترو” لكنها لا تدعم تشغيل نسخة سطح المكتب التقليدية من تطبيقات ويندوز بل تحتاج إلى تطبيقات خفيفة مطورة خصيصاً لهذه النسخة.
جهاز " Windows RT " من الصعب جداً أن ينافس أندرويد أو iOS عند انطلاقه، لأنه كما ذكرنا يحتاج إلى تطوير تطبيقات خاصة به وهذا يتطلب وقتاً، وقد تكون له محدودياته على اعتباره ما زال جديداً وسيحتاج إلى وقت حتى ينضج بشكل كامل.
الجهاز المنافس حقاً هو النسخة الثانية من جهاز "Surface "والتي تحمل نسخة Windows 8 Pro وهي نسخة ويندوز الكاملة الخاصة بأجهزة سطح المكتب، وهي قادرة بالتالي على تشغيل نسخ سطح المكتب الكاملة من تطبيقات ويندوز مثل تطبيقات مايكروسوفت أوفيس وفوتوشوب وغير ذلك، كما أنها قادرة أيضاً على تشغيل التطبيقات الخفيفة المصممة لواجهات “ميترو”. الآن أضف الغطاء الذكي الذي يمتلك لوحة مفاتيح مدمجة بنوعين: Touch Cover بلوحة مفاتيح لمسية فائقة الرقة، و Type Cover بلوحة مفاتيح تقليدية أكثر سماكة بقليل وسيصبح لديك جهاز لابتوب خفيف. الجهاز بحد ذاته يمتلك مسنداً خلفياً يمكن فتحه لإسناده على الطاولة أثناء استخدام لوحة المفاتيح واستخدامه كأي حاسب محمول (لابتوب) عادي. ناهيك عن أن الجهاز يحمل معالج إنتل الأحدث (إيفي بريدج) Core i5.
الخلطة التي قدمتها مايكروسوفت في هذا الجهاز هي الخلطة السحرية التي كان يتمناها الكثير من المستخدمين منذ فترة طويلة: الحصول على تطبيقات ويندوز الكاملة على حاسب لوحي يمكن استخدامه كحاسب لوحي تقليدي عبر شاشة اللمس، ويمكن تحويله بسهولة إلى لابتوب صغير يعمل بنظام ويندوز وبكامل طاقته الإنتاجية.
في الحقيقة، فإن تطبيقات أندرويد أو iOS الخاصة بالحواسب اللوحية، ونتحدث هنا عن تطبيقات الإنتاجية تحديداً (تحرير الملفات، تحرير الصور .. إلخ) لن تصل في أي وقت قريب إلى مستوى الميزات التي تقدمها التطبيقات الإنتاجية العريقة مثل مايكروسوفت أوفيس وفوتوشوب وأوتوكاد وما شابهها من التطبيقات. بالتأكيد هناك تطبيقات رائعة لأندرويد وiOS تقدم سيناريوهات استخدام ممتازة للحواسب اللوحية لا يمكن أن تكون عملية على النسخة الكاملة من ويندوز 8، لكن كما قلت، نتحدث هنا عن تطبيقات الإنتاجية تحديداً التي لا يتوفر لها شبيه من حيث الميزات على المنصات الأخرى المصممة للعمل على معالجات ARM ذات الإمكانيات الحسابية الأضعف من معالجات إنتل.
لكن هنا يبرز لدينا تساؤل ثاني محق وهو عن مدى استهلاك الطاقة في حاسب Surface اللوحي الذي يعمل بنسخة ويندوز الكاملة، كونه يحمل معالج Core i5 في جهاز من المفترض أنه مخصص لقابلية الحمل والاستخدام السهل. إن ما جعل آبل بالدرجة الأولى تقوم بتصميم نسخة خاصة بالحواسب اللوحية من iOS وعدم استخدام Mac OS X على آيباد هو هذه النقطة تحديداً. أنظمة التشغيل المصممة للعمل على معالجات إنتل وتطبيقاتها شرهة جداً للطاقة وللذاكرة، فهل تنجح مايكروسوفت بتحقيق هذه المعادلة الصعبة؟
البعض يرى بأن الجهاز الذي يعمل بنسخة Windows 8 Pro ليس مخصصاً أساساً لمنافسة الآيباد أو حواسب أندرويد اللوحية، بل هو مخصص لمنافسة الحواسب المحمولة التقليدية، ولو نظرنا إليه من هذه الزاوية ستصبح قضية مثل قضية استهلاك الطاقة ذات أهمية أقل، كما أن هذا يعني -بحسب البعض- بأن الجهاز لا يشكل خطراً على الحواسب اللوحية الأخرى في السوق لأنه موجه لسوق مختلف تماماً. وصحيح بأنه يشغل النسخ الكاملة من تطبيقات ويندوز، لكن ما زال هناك تطبيقات مخصصة للحواسب اللوحية تتميز بالخفة وسهولة الاستخدام والسرعة وهو ما لن توفره معظم تطبيقات ويندوز لهذا النوع من الأجهزة لأنها ليست مصممة لها أصلاً، في الفترة الحالية على الأقل.
ما رأيك بحاسب مايكروسوفت الجديد وهل تعتقد بأنه سيحقق في عالم الحواسب اللوحية، ما فشلت مايكروسوفت (حتى الآن) بتحقيقه في عالم الهواتف الذكية؟
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!