قررت «جوجل»، الشهر الماضى، الاستثمار بملايين الدولارات فى شركة كندية صغيرة ناشئة تعمل فى مجال «حاسبات الكوانتم» أو الحاسبات الكمية، التى تستند إلى قواعد فيزياء الكم التى تعنى بالعلاقة بين حركة الجسيمات الدقيقة كالإلكترونيات والجزيئات داخل الذرة والطاقة المنبعثة منها، وتحويل التنوع والاختلاف بالمجال المغناطيسى لبعض أجزاء الذرة ما بين السالب والموجب، إلى طاقة حوسبة يعمل بها الحاسب، وهى بذلك تختلف جذرياً عن الحاسبات الحالية العاملة بالشرائح الإلكترونية الدقيقة المكونة من ترانزستورات تعمل بما يُعرف بالنظام الثنائى القائم على فتح وغلق الترانزستور، والتعبير عن الفتح والغلق بالصفر والواحد فى عمليات الحوسبة.
نظرياً.. يُفترض أن تعمل الحاسبات الكمية على المستوى الذرى، ومن ثم تحقق سرعات تفوق سرعات الحاسبات الحالية بآلاف وربما ملايين الأضعاف، وفى الوقت نفسه تكون ضئيلة الحجم وتكاد تكون فى مستوى حجم بضع ذرات؛ لذلك يتوقع الكثيرون أن تكون هى الشىء الكبير الذى تحضر له «جوجل» خلال السنوات المقبلة، أو القنبلة التى ستفجرها مستقبلاً لتحدث سلسلة من التغييرات فى صناعة تكنولوجيا المعلومات ومستخدميها، على غرار ما فعلته حينما قدمت محرك البحث الخاص بها فى نهايات القرن الماضى، وأحدثت من خلاله ثورة فى عالم الإنترنت والاقتصاد والحياة البشرية برمتها.
تحمل الشركة الكندية التى قررت «جوجل» الاستثمار فيها اسم «دى ويفز»، وهى شركة يترأسها المدير السابق لتكنولوجيا المعلومات فى إحدى شركات المال بـ«وول ستريت»، حسبما ورد فى تقرير بموقع «سى إن إن»، وتقول الشركة: إنه أصبح لديها ما يمكن أن يطلق عليه أول حاسب كمى تجارى قابل للحياة والتطور، لكن الكثير من الباحثين أعربوا عن شكوكهم فيما تدعيه الشركة من امتلاك أول حاسب كمى تجارى؛ فمشكلة هذه الحاسبات أنها يجب أن تعمل فى درجة حرارة فائقة البرودة تصل إلى الصفر المطلق أو أعلى قليلاً، أى عند سالب 273 مئوية، وهى مشكلة لم يتأكد التغلب عليها حتى الآن، فضلاً عن سلسلة من الصعوبات التقنية الأخرى.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!