تواصل السفارة المصرية بفرنسا إجراء اتصالاتها مع المسئولين رفيعى المستوى بوزارتى الخارجية والثقافة الفرنسيّتين، لبحث سبل وقف بيع نسخة نادرة من القرآن الكريم تتضمن «فاتحة الكتاب» وأوائل سورة البقرة، فى مزاد علنى مقرر فى التاسع من الشهر الجارى بفرنسا.
وقال المستشار أحمد مجاهد نائب السفير الإثنين، إن السفير محمد مصطفى كمال سفير مصر بباريس، يواصل إجراء الاتصالات المكثّفة فى هذا الشأن، وعلى أعلى المستويات فى الدولة الفرنسية، لا سيما مع مسئولى وزارتى الخارجية والثقافة، كما تواصلت السفارة مع دار المزادات الفرنسية التى تنظّم المزاد الخاص ببيع تلك المخطوطات النادرة من القرآن الكريم.
وأضاف مجاهد أن الدكتور محمد سامح عمرو المندوب الدائم لمصر لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»، يقوم بدوره بالاتصالات اللازمة مع القطاع الثقافى بالمنظمة، وبصفة خاصة الخبراء المعنيين باتفاقية اليونسكو لعام 1970 بشأن تدابير حظر ومنع استيراد وتصدير ونقل الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، وهى الاتفاقية المنوط بها تعزيز حماية الدول لملكيتها الثقافية والأثرية.
وأوضح نائب السفير أن سفارة مصر فى باريس ووفد مصر لدى اليونسكو، حريصان على التحرك العاجل وتكثيف المساعى الدبلوماسية والقانونية على جميع المستويات، فى محاولة لوقف المزاد على المخطوطة القرآنية، نظرًا إلى أهمية الموضوع.
وكان الأزهر الشريف بادر بالمطالبة بإعادة هذه المخطوطة النادرة من القرآن الكريم التى اختفت من مكتبته خلال الحملة الفرنسية على مصر منذ أكثر من 200 سنة، وتم نقلها بعد ذلك إلى فرنسا، حيث خاطب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، محمد كامل عمرو وزير الخارجية، قبل أيام، للتدخل لدى الجهات الفرنسية والدولية لوقف مزاد علنى تنظّمه صالة مزادات «أوزينا» فى منطقة فونتينبلو بفرنسا فى 9 يونيو الحالى، لبيع هذه المخطوطات النادرة.
يُذكر أن المخطوطات القرآنية المختفية من مكتبة الأزهر، تتكون من 47 صفحة باللغة العربية، وانتشلها المستشرق الفرنسى جون جوزيف مارسيل عام 1798 من النيران التى كادت تلتهمها إبان المواجهات التى اندلعت فى الأزهر الشريف بين قوات الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت، والثوار المصريين خلال ثورة القاهرة الأولى فى 23 أكتوبر 1798.
وكانت دار المزادات الفرنسية «أوزينا»، أعلنت فى نهاية الشهر الماضى عن تنظيمها مزادًا علنيًّا تعرض خلاله مخطوطة من القرآن الكريم عثر عليها مستشرق فرنسى شارك فى الحملة الفرنسية على مصر.
وأعلنت «أوزينا» أن السعر التقديرى لبدء طرح هذه المخطوطات يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف يورو.
ويُذكر أن الحملة العسكرية الفرنسية على مصر التى أطلقت فى عام 1798، أدّت إلى تشكيل حركة مقاومة مصرية اتخذت من الجامع الأزهر، أقدم مساجد العاصمة المصرية، مقرًّا لها بعد جامع عمرو بن العاص.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!