الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةأدب وثقافة › عبدالله السمطي: ربابة العازف الصغير

صورة الخبر: عبدالله السمطي: ربابة العازف الصغير
عبدالله السمطي: ربابة العازف الصغير

العازفُ الصغيرُ الذي يتبع نجمة في الشارع المنزوي قرب ليل صاخب، لم يعد يسمعه أحد. مر كثيرا على الشرفات. مر على الأبواب، على العتبات. على حواس الناس الأصلية. لم يجد سماء في الدهشة. ولم يجد من المارة ما يتذكرونه به.
العازف الصغير الذي شاخ مؤخرا. كان يمد يده للمطر. ولحقل قمح يتخيله طحينا. كان يمد فمه إلى أعالي الكلام وقلبه إلى أعالي المطلق. لكنه كان ينزوي وحيدا آخر الليل أو أول النهار يداه على ربابته، وروحه هناك طليقة في عروش السؤال.
العازف الصغير الذي يرى أكثر من قبلة، غادر الكلام شفتيه. تيبست يداه من كثرة السؤال لا من كثرة العزف.
كنت أراه صغيرا
صورته يتهيأ لي أنها صورة قمر ساقط على الأرض، لكنه بجسم إنسان، وروح إله.
كنت- صغيرا – أهرب له كسرة أو كسرتين، قطعة من الجبن، كوب ماء . من أجل أن يعزف لي موسيقاه القديمة.
كان يجلس السماء يوميا على حصى قلبي. لم يكن يدعي يوما أنه موزارت أو شوبان
ولم يتخيل أن سيد درويش قد آثره بالسماع
وحده كان يعزف سيمفونية الغياب.
كانت حركة يديه تنظم الهواء
الهواء الذي يتسلل رويدا رويدا إلى ربابته فتفقد نغمة ما.
أو يتسلل في شهيقه
حين يجرب أن يكون عازفا للناي.
أو حين يتخيل ذلك على الأقل.
العازف الصغير
في الذاكرة
العازف الصغير لم يعد يزوره نهار أو ليل
قيل أنه شوهد آخر مرة
وهو يعبر النهر
ماشيا على الماء
وربما قيل
إنه كان يتحدث إلى القمر
بغمغمة غير مفهومة تماما
فيما جسمه ينام بخفة
على ربابته المقطوعة الأوتار.

المصدر: ايلاف

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على عبدالله السمطي: ربابة العازف الصغير

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
16174

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة