الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةإصدارات وكتب أدبية › فرانسيس مرّاش.. رحلة باريس ومقالات أخرى

صورة الخبر: فرانسيس مرّاش..رحلة باريس
فرانسيس مرّاش..رحلة باريس

في هذا الكتاب «رحلة باريس» أقام فرانسيس مرّاش مقارنة مضمرة بين أوروبا والإمبراطورية العثمانية، بدءاً من المقارنة بين الطبيعة في أوروبا والطبيعة في برية حلب، وصولاً إلى المقارنة بين باريس وليون ومارسيليا، وبين الإسكندرية والقاهرة وبيروت، وهو لا يعقد مجرّد مقارنة ما بين مدينتين أو طبيعتين أو دولتين بل يقارن بين حالتين حضاريتين مختلفتين ووضعين اجتماعيين وحضارتين مختلفتين. يقارن ضمناً بين أوضاع الإنسان في الإمبراطورية العثمانية وأوضاعه في أوروبا والغرب.

يقول: «في سنة 1866 وأنا داخل في دائرة الثلاثين خرجت من أبواب الشهباء صحبة الكروان ممتطياً ظهر كديش أخي قزل. فما بلغت الإسكندورنة، ميناء حلب، إلا وأنا نضو التعب والوصب.. رأيتها هاوية في أعمق هاوية من التقهقر والانحطاط، وأي نفس لا تشعر بهذا الثائر إذا رأت ميناء حلب، مدخل تجارة الزوراء وتركستان ومخرج أنسجة ومحصولات عربستان، صائرة مسرحاً لملاعب الخراب ومشهداً لحركات الدثار وسوء الحال».

ثم يرحل منها إلى مدينة اللاذقية على ظهر سفينة، فلا ينزل فيها، ويتوجه إلى طرابلس، وكان البلوغ إليها صباحاً فحل بها وطاف ميناءها ومدينتها فوجدها ظريفة وعليها أبهة العمار، وعندما دخلت الشمس في دائرة الزوال حل الملاحون مراسيهم وأداروا مقدّم السفينة إلى جهة بيروت، فكان الوصول إليها بعد بضع ساعات.

وكان المرسى على ثغرها نحو يومين، فلا بدع أن هذه المدينة قد جلست الآن على المرتبة الأولى ما بين مدن سورية وأصبحت مبزغاً لكل نور يلوح في هذه الأقاليم، ففيها جملة علماء عظام ومدارس معتبرة وجمع غفير من المطابع وآلات البخار، وقد جدّ فيها كمية وافرة من الأبنية الجميلة والشوارع الرحبة المستقيمة.

تاج المشرق

ويعود إلى المركب الذي طار به إلى يافا، ولم يجد فيها ما يذكر سوى بعض الحدائق الغناء وبعض بقايا رسوم دارسة ثم يرحل إلى الإسكندرية، فيجدها مدينة قائمة التجدد والاتساع والعظمة.

وقد أوشكت أن تنضم إلى صفوف مدن أوروبا، لذلك يدعوها تاج المشرق وعنوان الغرب، أسواقها رحبة وأبنيتها جميلة، وفيها وقود النور الإيدروجيني. وبعد إقامته في هذا البلد مدّة أيام، يرحل إلى القاهرة، فيركب أجنحة عفريت البر فيطير به كالباشق، فيقع على مدينة الأهرام بعد خمس ساعات.
ويقول «فأخذت أجوب أسواق القاهرة وأتفرج على مشتهراتها مدّة ستة أيام، فلم أعثر على ما يستحق الذكر أو يروق الخاطر سوى خزانة التحف المصرية وجامع القلعة الذي بناه محمد علي باشا من الحجر الكهربائي مع السرايا المحاذية له».

ويصف لنا البلد فهو كثير الآثار، وبه عدد جزيل من الجوامع والمقامات، أخصها جامع الأزهر الذي كان زاهراً بعلوم العرب وفنونهم، وقد تعوّض بالمدرسة العليا التي جدّدها حضرة إسماعيل باشا خديوي مصر.

ثم رجع إلى الإسكندرية وأقلع منها إلى مدينة مرسيليا، وبقي فيها ثمانية أيام في هذه المدينة المصاغة من عسجد الظرافة والمطرزة بلؤلؤ الجمال، عنوان السعادة البشرية وفاتحة كتاب التمدن. وفيها يركب طريق الحديد باتجاه ليون. ويصف في الطريق البساتين والكروم والغياض والينابيع والأنهار والزهور والعرائش وما شاهده في رحلته هذه، إلى أن يصل المدينة في منتصف الليل، فيقول عنها:

«مدينة أحرزت غاية الجمال والكمال، وفيها ملتقى نهري الرون والسين، وفيها تصنع أحسن المنسوجات الحريرية وأجمل الأدوات المعدنية، وحوت دقة البناء، وسموه وكثرة غنائه بالزخرف الملقب بالحفر والضفر. وفيها جملة ساحات عجيبة ومحلات لمراسح الشعب وتنزهه، وكذلك كثير من المدارس لكل علم وفنٍ».

شمس المدن

وبعد قضاء ثلاثة أيام في مدينة ليون يركب القطار إلى مدينة باريس، فكان وصوله إليها قبل انفلاق الصبح؛ «إنها مصب أنهار العجائب وموقع أنوار التمدن والآداب، وعروسة لجميع مدن المسكونة، وشمس يدور حولها فلك العالم البشري، ذات شوارع رحبة العرض، مستقيمة الطول، حسنة التمهيد والتخطيط، مفروشة على الجانبين بأشجار مستوفية النظام، جامعة لكل شروط النظافة والإتقان.

قصور وسرادق ملوكية شامخة الشمم بديعة البنيان. وأسواق مقَبوة بالزجاج النقي، مبلطة بالرخام النظيف، مسارح ومشاهد متقنة الأساليب والترتيب، وكنائس ومعابد جمعت كل الجمال وكل لطائف النحت.

الكتاب: فرانسيس مرّاش..رحلة باريس

تأليف: محمد كامل الخطيب

الناشر: دار البعث – دمشق 2014

الصفحات: 144 صفحة

القطع: متوسط

المؤلف في سطور

فرانسيس مرّاش: 1835 - 1874، من روّاد النهضة العربية في القرن التاسع عشر، عمل طبيباً، ومعظم أعماله تدور حول العلوم والدين والتاريخ له أعمال مهمة منها: « غابة الحق» التي تعتبر من طلائع الأدب العربي الحديث. وله: «در الصدف في غرائب الصدف». وقد سافر إلى فرنسا وسجّل انطباعاته في رحلة إلى باريس 1867، وله ديوان شعر وكتب أخرى.

المصدر: البيان الكتب

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على فرانسيس مرّاش.. رحلة باريس ومقالات أخرى

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
13789

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة