الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةإصدارات وكتب أدبية › روائيون ونقاد: "جبل الطير" بطلها يحرس زمن الهوية.. ويزيل الحواجز

صورة الخبر: جبل الطير
جبل الطير

اعتبر روائيون وأدباء خلال ندوتين بمختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، وورشة الزينون أن رواية عمار علي حسن الأخيرة "جبل الطير" استثنائية في المشهد السردي المصري الراهن، الحافل بأعمال مهمة في شكلها ومضمونها.

وقال الدكتور السعيد الورقي أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية "نحن أمام نص مدهش ثري مفتوح على تأويلات عدة، وينطوي على مفردات ثقافية وحضارية، وطرح عرفاني ومعرفي ووجداني في وقت واحد".

وأضاف "يمكن أن نقرأ هذه الرواية من مداخل عدة، أولها جمالي وفني، وثانيها فلسفي، وثالثها ذو بعد وجودي، ورابعها يتعلق بالعجائبية، أو الواقعية الافتراضية، وخامسها سياسي يرتبط بالصراع بين الاعتدال الديني والتطرف في الأديان الفرعونية القديمة واليهودية والمسيحية والإسلام".

وتابع "إننا أمام انفعالات وأحلام لها قدرة على التجسد، وأمام بطل عابر للزمان والمكان في رحلاته ومواجداته وشطحاته، وأمام لغة متأنقة، وبناء مقوس أو دائري، وأمام فصول تتوالي بسلاسة، لتصنع عملا أدبيا لافتا".

ومن جانبه قال الناقد الدكتور محمد الشحات إن عمار علي حسن ألقى بكل ثقله الفني والمعرفي في روايته الأخيرة "جبل الطير" التي صدرت عن مكتبة الدار العربية للكتاب، وجعل من بطلها شخصية لا تنسى، فهي من لحم ودم رغم نزوعها الأسطوري.

وقال الشحات خلال مداخلة نقدية له في ورشة الزيتون "جبل الطير رواية ممتعة، يظل من يطالعها مشغولا بها طويلا، واصفا إياها بأنها تنطوي على مسار ملحمي، حيث الأحداث المتدفقة والعابرة للزمان والمكان والحضور الميثولوجي الذي يتدرج من الفرعوني إلى المسيحي إلى الإسلامي، والخلط الواضح بين الشفاهي والكتابي".

واعتبر الشحات أن "جبل الطير" ملحمة يقبض عليها راوي عليم، ويتخللها حس أنثربولوجي، وتبدو أمثولة تعيش بيننا، أو غرائبية تمشي على الأرض، وتقابل بين ثنائيات الأديان والأجناس والثقافات في صياغة راقية ورائقة.
وأضاف الشحات "هذه الرواية هي مروية عرفانية في أزمنة الفساد اللامتناهي، تتهادى لنا عبر سرد متتال ممتع سيال".

أوضح الروائي منير عتيبة أن "المؤلف يحفر في طبقات الوعي المصري، على مدار آلاف السنين، والذي يتمحور حول فكرة الدين، وفي القلب منها علاقته بالموت، ويقوم بتشريح هذه الطبقات المتراكمة لمعرفة المختلف والمتشابه، وهناك عرق ذهب يسري فيها جميعًا فيربطها معًا من عهد تعدد الآلهة الفرعونية، والمرحلة المسيحية، والمرحلة الإسلامية، بكل ما في هذه المراحل من تنوع وألوان طيف متعددة داخل كل منها".

وأضاف "يجيد الروائى استخدام التقنيات الروائية للإمساك بالقارئ من أول جملة ليكمل معه مشوار طويلا، وعدة آلاف من السنوات، وعشرات المصائر الإنسانية والتقلبات الروحانية، واستخدام تقنية الحلم بمستوياتها المتعددة، الحلم فى النوم، حلم اليقظة، والحياة فى عالم متواز".

من جانبه وصف الروائي صبحى موسى "جبل الطير" بأنها عمل كبير مهم يحتاج إلى الاحتفاء بصاحبه يكافئ النفس الملحمي الذي قدمه لنا، وأن النص مفتوح على تأويلات متعددة، وتأويله المفرط يحيلنا إلى سير النبوة، وتأويله المحدود يضعنا أمام تأريخ ثقافي للمكان".

وقال موسى "الأسئلة التي تشغل كاتب الرواية وجودية وقلقة، وطرحه ينطوي على نسج فاتن وجميل، وعبر معمار كبير".

أما الناقدة دينا نبيل فقدمت دراسة بعنوان "تحولات السرد في رواية ما بعد الحداثة" وصفت فيها الرواية بأنها استثنائية، وأنها تزيل الحواجز بين الثقافتين الشعبية والنخبوية، وبين الزمان والمكان، وتضرب في عمق التاريخ، وتبدو فصولها حبات عقد يربط بينها حبل متين".

وقارنت الروائية انتصار عبد المنعم في مداخلتها بين روايتي "شجرة العابد" و"جبل الطير" للكاتب حيث البناء الدائري والامتزاج بين العرفانية والمعرفية واستدعاء التاريخ والعجائبية في الروايتين وقالت "اخترع الكاتب زمنا خاصا به، لا يعترف بشيء له بداية ونهاية، إنما ينعقد في دائرية، واخترع شخصا يسافر في التاريخ البعيد لا ليتفرج عليه إنما ليشارك في صناعته".

وأكد الروائي رشاد بلال أن اللغة في الرواية بالغة العذوبة، وقال "اللغة والجاذبية والمضمون الصوفي والتاريخي والوصف الجيد للمكان ورسم ملامح الشخصيات جعل الرواية ممتعة رغم ضخامتها".

أما الناقد حسن اللمعي فاعتبر أن هذه رواية تستلزم احتشاد قارئها لها، وقال "هي رواية تبحث عن قارئ جاد، والجهد الذي بذل في كتابتها ظاهر".

ووصفت الكاتبة سامية أبو زيد الرواية بأنها "تتميز بالبذخ الشديد في السرد والمعلومات والجماليات، وهي إبحار في التاريخ والفلسفات والأديان والأساطير"، وقالت إن بطل الرواية يبدو دوره المباشر هو حراسة الآثار لكنه في الحقيقة يحرس الهوية.

وأكدت أن الرواية تنطوي على صنعة أو حرفة ظاهرة، وقالت "أغبط كاتبها على رواية تجذب قارئها من أول جملة".

وقال القاص أسامة ريان "هذه رواية لا بد من الاحتشاد لها" مشيرا إلى النزعة الصوفية الواضحة في الرواية، معتبرا أن بطلها يتجاوز عمره سبعة آلاف سنة.

وأضاف "إننا أمام حكاية عميقة تؤرخ للأساطير الدينية، وترصد الجذور الثقافية المشتركة بيننا، وتمزج في براعة بين الشفاهي والكتابي، وتسيح بنا في ما لا يحده مكان ولا زمان".

يذكر أن "جبل الطير" هي الرواية السابعة لعمار علي حسن بعد رواياته، "شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"السلفي" و"زهر الخريف" و"جدران المدى" و"حكاية شمردل"، إلى جانب أربع مجموعات قصصية هي "حكايات الحب الأول" و"أحلام منسية" و"عرب العطيات" و"التي هي أحزن"، وكتابان في النقد الأدبي "النص والسلطة والمجتمع" و"بهجة الحكايا"، إلى جانب ثمانية عشر كتابا في التصوف والاجتماع السياسي، وله قيد النشر رواية بعنوان "باب رزق" ومجموعة قصصية عنوانها "أخت روحي".

المصدر: الدستور

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على روائيون ونقاد: "جبل الطير" بطلها يحرس زمن الهوية.. ويزيل الحواجز

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
85374

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة