الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةإصدارات وكتب أدبية › الشباب يغزون مناصب المجلات الثقافية المصرية

صورة الخبر: المجلات الثقافية المصرية
المجلات الثقافية المصرية

تخوض المجلات الثقافية المصرية معركتها من أجل استعادة جمهورها المصري والعربي على السواء، وسط فارق كبير في التوزيع والإخراج والتسويق الخارجي. فمجلتان مثل «دبي الثقافية» الإماراتية و«العربي» الكويتية تصلان بأعداد كبيرة إلى مدن مصرية لا تصلها «عالم الكتاب» و«الثقافة الجديدة» و«الهلال».

وربما هذا ما دفع وزير الثقافة السابق جابر عصفور إلى أصدار قرار بتغيير هيئات تحرير بعض المجلات الصادرة عن الوزارة، فحل محمد شعير رئيساً لتحرير مجلة «عالم الكتاب» مكان أحمد مجاهد، وتولى محمد المنسي قنديل رئاسة تحرير مجلة «إبداع» بدلاً من أحمد عبد المعطي حجازي، وصارت المجلتان تصدران شهرياً وليس فصلياً، كما جرت العادة.

وتزامن الأمر مع تولّي صبحي موسى رئاسة تحرير «الثقافة الجديدة» التي تُعيّن سنوياً رؤساء التحرير، بالتناوب، عبر مجلس تحريرها. وشغل سيد محمود منصب رئيس تحرير جريدة «القاهرة» بدلاً من المخضرم صلاح عيسى، الذي احتفظ بمنصب رئيس مجلس الإدارة، وتولى سعد القرش رئاسة تحرير «الهلال» خلفاً لمحمد الشافعي. فيما بقي محمد بدوي رئيساً لتحرير «فصول»، وإن صار خيري دومة نائباً له، وبقي منصب مدير التحرير شاغراً.



نبض الشباب

اللافت في سلسلة التغييرات هذه، غلبة عنصر الشباب أولاً، وانتماؤهم إلى العمل الصحافي، ووجودهم إبداعياً ونقدياً. وعن تجربته بعد توليه المنصب الجديد يقول شعير: «إنّ نفاد العدد الأول من السوق ليس مقياساً نهائياً لإقبال القرّاء على شراء الأعداد الأولى من إي إصدار جديد»، وأكد أنه رفض إصدار طبعة ثانية من عدد كانون الثاني (يناير) الماضي لأنّ أكثر ما كان يهمه هو تقويم التجربة كل ستة أشهر.

لكنّ مجلة «إبداع» غامرت في ظل تولّي الروائي الشاب طارق إمام إدارة تحريرها، بأن تصدر شهرياً بعدما كانت مجلة فصلية، وأن تقلّص عدد الصفحات مع تخفيض ثمن النسخة إلى النصف، واتجاه موادها إلى الاعتناء بالكتابات الجديدة والترجمات والمواضيع المتعلقة باليومي والثقافي المعيشي. بينما طالب صبحي موسى بزيادة عدد النسخ المطبوعة من «الثقافة الجديدة»، علماً أنها تصدر حالياً في حدود 2500 نسخة. وقام موسى بعدد من التجديدات، على رأسها تصدير العدد بملف عن قضية ثقافية عامة، وتضمينه كتاباً مختاراً، مع ملف مصور عن بعض المحافظات. فيما يهتم سعد القرش في «الهلال» بملفات متخصصة عن القضايا الأدبية وأجناسها.
ويرى الشاعر رفعت سلام، وهو يتولى رئاسة تحرير سلسلة «آفاق عالمية» التي تصدر كتباً أدبية مترجمة من لغات عدة، أن التجربة تبدو مبشرة، بما تنطوي عليه من روح جديدة ورؤية مغايرة للتكلّس الذي هيمن على المجلات طويلاً. لكنّ الوقت مازال مُبكراً لقياس مدى فاعليتها في الواقع الثقافي المصري، وما إذا كانت ستصبح طرفاً إيجابياً في هذا الواقع. ووفق القاص شريف صالح، فإن المجلات صناعة مثل السينما، ومصر تملك بالتأكيد ذخيرة هائلة من مطابع وأرشيف وعقول وقاعدة قراء، «لكنّ حدثاً ما يشبه التدمير المنهجي لها، في ظل مشكلات تتعلق بمنظومة بيروقراطية تعيسة. نحن في حاجة إلى مؤسسات إعلامية وليس مجرد مجلات». ويرى الشاعر والمترجم ياسر شعبان بقاء معضلتين؛ هما غياب المعايير، وتوريط الجُدد في تركة سابقيهم.



الحياة الثقافية

ويرى الشاعر جمال القصّاص أنّ ابتعاد هيئات تحرير هذه المجلات عن نبض الحياة الثقافية التي تعاني من التشرذم والإحباط، سببه سياسات المؤسسة الثقافية الرسمية نفسها، إضافة إلى افتقار هذه المجلات إلى إستراتيجية واضحة للتعامل مع الثقافة المصرية، في سياقاتها وتقاطعاتها المتنافرة، والتي تصل إلى حدّ المرض المزمن، نتيجة غياب المعالجين المهرة، «ومن ثم لا ترقى تلك المجلات بتعديلاتها إلى عنصر الضرورة، وأقصى ما تفعله هو تغطية جسد مهلهل بثوب فضفاض، بدلاً من إعادة بنائه من جديد في شكل علمي، وحتى تكون لسان حال الثقافة والمثقفين في شكل حرّ، بعيداً من سياسة مسك العصا من الوسط، ومراعاة التوازن مع أيديولوجية المؤسسات التي تصدرها ومصالحها».



حلم الستينات

أما الشاعر رفعت سلاّم فيعلّق قائلاً: «نحن نُحمّل المجلات هذه والقائمين عليها ما لا طاقة لهم به. فمجلات الستينات كان يصدرها نظام معني بالثقافة في شكل كبير، ويعرف أقدار المثقفين. أما الآن، فالنظام جاهل، لا يريد من المثقفين سوى استخدامهم كديكور، لا أكثر ولا أقل. فلتتواضع تقديراتنا كثيراً عن ذلك، ولنطلب من المجلات الحالية أن تتفاعل بإيجابية مع الواقع الثقافي المصري والعربي، في الحدود المتاحة وأن تصل إلى القارئ المصري أولاً وتحقق وجودها لديه، قبل أن نطمح إلى ما هو أبعد». ويرى شريف صالح من نافذة أخرى أن ذلك يتطلب انفتاحاً في ظل حركة إبداعية وقرائية نشطة حولنا، ولكن الأهم من ذلك هو الانفتاح على القارئ المصري أولاً. فيما يرى جمال القصاص أن مصر حالياً ليس فيها مجلة ثقافية ثقيلة، وآخر عهدنا بهذا النوع الخاص من المجلات كان إبان تولّي الراحلين، عبد القادر القط، وغالي شكري رئاستي مجلتي «إبداع»، و«القاهرة»، حين استطاعت هاتان المجلتان تغطية هموم الثقافة المصرية بكـل تنـوعها، على مستوى الإبداع والفـن والنـقـد والرؤى والأفكار. وشكلتا أرضـية خصبة لحوار ثقافي وفكري حقيقي، يعتدّ بالتنوّع وحريّة السؤال.

ويعتقد ياسر شعبان أن أول المعوّقات يتمثل في غياب الرؤية الثقافية التكاملية الجادة، وثانيها هو التمويل، لأنه من غير المنطقي أن تعمل في مقال أو ترجمة لأيام ولا تحصل سوى على جنيهات معدودة، فيما يبقى الخطر الكبير متمثلاً في افتقاد هذه المجلات الموقع الإلكتروني التفاعلي لفتح الباب أمام مشاركة واسعة لا تتاح للنسخ الورقية.

هل يتمكن الجيل الجديد من رؤساء ومدراء التحرير من تجديد معالم الصحافة الثقافية المصرية ومن إحداث ثورة في المضمون كما في الشكل أم أن هذا الجيل سيواجه عقبات تحول دون تحقيق أحلامه؟

المصدر: دار الحياة

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على الشباب يغزون مناصب المجلات الثقافية المصرية

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
36101

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة