السوري حسن بعيتي يُتوج أميراً للشعر

في ختام المرحلة الثالثة والأخيرة من برنامج مسابقة "أمير الشعراء" الذي تنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ، لقب الشاعر السوري حسن بعيتي أميراً للشعراء وذلك في الحلقة العاشرة والأخيرة من المسابقة التي بثها تلفزيون أبوظبي مساء أمس الأول من على مسرح شاطىء الراحة في أبوظبي.

وتميزت الحفلة الختامية للبرنامج الأكبر للشعر الفصيح باستضافة ثلاثة من أشهر الفنانين العرب هم كاظم الساهر وأسماء المنور وغادة رجب.

ووفق صحيفة "الدستور" الأردنية كان الشاعر السوري الفائز بلقب أمير الشعراء حسن بعيتي قد حصل على 56% من مجموع تصويت الجمهور ونقاط لجنة التحكيم وبذلك يحصل على اللقب وبردة الإمارة وخاتمها الذي يرمز للقب الإمارة، فيما جاء الشاعر العراقي بسام مهدي في المركز الثاني بنسبة 55% ليفوز بمبلغ 500 ألف درهم ووصل الشاعر الأردني تركي عبدالغني الى المركز الثالث بنسبة 53% وبذلك يحصل على 300 ألف درهم، وحل الشاعر العراقي وليد الصراف في المركز الرابع بنسبة 51% ويحصل على 200 ألف درهم، ثم اخيراً في المركز الخامس حلّ الشاعر السوري حسن جمعة ويحصل على 100 ألف درهم.

وستعمل إدارة المهرجان على إصدار دواوين شعرية مقروءة ومكتوبة لأصحاب المراكز الخمسة في المسابقة.
وكانت مفاجأة الحلقة التكريم الخاص من أعضاء لجنة التحكيم لبعض الشعراء المشاركين من خلال معايير خاصة يراها كل عضو من أعضاء لجنة التحكيم ، فمنح د.عبد الملك مرتاض جائزته للشاعر الشاذلي القراوشي (تونس) لكونه شاعراً متميزاً رصيناً يحسن اختيار الموضوعات ويبرع في تناولها، ومنح د. علي بن تميم جائزته للشاعر رجا القحطاني (الكويت)، لكونه شاعراً ملتزماً بقضايا ذاتية شديدة الحساسية، ومنح د. صلاح فضل جائزته للشاعرة قمر صبري جاسم (سوريا) لأنها كشفت عن أن الشواعر العربيات مقتدرات على اختراق جدار الصمت في المشاركة الأنثوية الشعرية العربية، ومنح الشاعر نايف رشدان جائزته للشاعر مالك سمارة (فلسطين)، ومنح الدكتور أحمد خريس جائزته للشاعر حسن شهاب الدين (مصر)، لكونه شاعراً متميزاً.

قال حسن بعيتي عقب فوزه باللقب كما نقلت عنه صحيفة "الخليج" الإماراتية: "كان لدي شعور داخلي واضح، لم أصرح لأحد به، بأن الإمارة بيني وبين الشاعر العراقي بسام صالح مهدي، وقد قوى من هذا الشعور بداخلي اذاعة اسم الوسيط، في حلقة الأمس ليكون بسام مهدي، وصرت منتظراً مع الزميل الشاعر تركي عبد الغني لنيل أحدنا لقب الإمارة والآخر للمركز الثالث، هنا ازدادت قوة ذلك الشعور في داخلي.

يذكر أن بعيتي فاز بجائزة الشارقة الشعرية في دورتها العاشرة، وكذلك حاز على جوائز عدة داخل بلده سوريا في مراكز مختلفة، وشارك في عدد من المهرجانات.

حروف بعيتي

ومن شعره نقرأ قصيدته " لو أن للأفكار نافذةٌ"الآن منتصفُ الطريق ..
أكاد ألمح في البعيد بريق مملكتي .. فأنهضُ ..
كلُّ مَنْ حفظوا نشيدي سابقوا أحلامهمْ
و أنا المُعـَذبُ بالفراشةِ
ربـّما ... بالغتُ في عدد الحقائب ِ
سوفَ أختارُ الأغاني .. ثمَّ أرمي ما
تبقـَّى منْ مَتاعي كي يخفَّ الدّربُ أكثرَ
كلـَّـما كذبَ السّرابُ على القصيدةِ
قلتُ لامرأةٍ تـُـلوِّحُ ..:
..... لمْ أ ُصدّقْ برقـَـك ِ الخدّاعَ لكني
أ ُفضـِّـلُ أنْ أراك ِ ...
لكي أؤجِّـلَ مرَّة ً أ ُخرى ..... سقوطي ....
لمْ أعدْ أقوى على سيرٍ و قد خفَّ البريق ..
الآنَ منتصفُ الطريق ....
جمَعتُ ما يكفي من الأزهار فجراً ..
كي أذكـّرَ نجمة ً خلفَ التلال ِ بـِعِطرها
و بنشوة الحبِّ البريئةِ عندما كنا صغاراً
واثقين من النهايات السعيدةِ
في حكايا جدّة ٍ نامتْ على عُكـّازها .....
سأقولُ للقمر المسافر:
أتعبتـْـني صُحبة ُ الكلمات
أتعبني المسيرُ على ترابٍ كان يوما ً شاعراً مثلي
.. تؤرّقهُ التفاصيلُ الصغيرةُ ..
منذ ُ عمر ٍ... لمْ أنمْ إلا على قلق الحروف ِ..
و لم أفقْ إلا على نزف الخيال ..
كأنني ما عشتُ إلا كي أغربـِلَ ماءَ حزني

ربما أمضي .. و بي ظمأ ٌ لتقبيل ِ الحياة ِ
بناظريَّ .. كأنني رجلٌ ضريرٌ
غيرَ أنـّي ....
سوف تطلـُعُ وردة ٌ خلفي
و يُكملُ صحبةَ الكلمات بَعدي شاعرٌ
سيقول للقمر المسافر- كلـّما انكسر المدى - :
- لو أنَّ للأفكار نافذة ً ..
لأغلقـْتُ القصيدةَ .. و انصرفتُ إلى الحياة ِ
كأيِّ شخص ٍ يعبُرُ الآنَ الطريقَ
فلا يؤرّقهُ مُرورُ سحابةٍ بيضـَاءَ
ترسُمُ في تقلـُّبِ شكلـِها امـْرأة ً
و لا يُحصي الفراشاتِ التي نقصتْ
منَ الحلـُم الأخير
و لا يُحمـِّـلُ نفسَهُ وزراً
لأنَّ الزنزلخْتَ اصْفرَّ قبلَ أوانهِ
و لأنَّ نرجِسة ً على طرف الطريق
تغيَّرتْ ألوانُها الأولى
و ما عادتْ تـُذكِّرُهُ بنجمتهِ الأثيرةِ
ربَّما .. لا يحتفي أيضاً
بأغنيةٍ تهُبّ ُمعَ النسيم خفيفة ً
فالخبزُ أ َوْلى .. باهتمام العاطلينَ عن الغناء
و عنْ ضياع العمر في فهْم المجرّات البعيْدة ْ ..
لو أنّ للأفكار نافذة ً..
لأغمضْتُ انتظاري دونما أسفٍ
...... و أغلقـْتُ القصيدة ْ

تجدر الإشارة إلى أن أمير الشعراء مسابقة ثقافية كبرى تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث يتنافس على مضمارها شعراء القصيدة الفصحى، بكل ألوانها وأطيافها، ويدعم برنامج أمير الشعراء هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب "أمير الشعراء" وجائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي، إضافة إلى جائزة بردة الإمارة والتي تمثل الإرث التاريخي للعرب، وخاتم الإمارة والذي يرمز للقب الإمارة.

المصدر: محيط