العودة تحمل معاني كثيرة إيجابية جديرة حقا بأن نحتفي بها.. ليس فقط من جانب الأوساط الفكرية والثقافية والإبداعية المصرية, وانما أيضا من جانب الأوساط الثقافية, في كل الأقطار العربية..
مجلة الفكر المعاصر التي نحتفل اليوم بعودة صدورها ثانية, مجلة رائدة, ظلت لسنوات طويلة( من يناير1965إلي أكتوبر1971) تشع نهضة ثقافية وفكرية في حياتنا, وتسهم في تشكيل وعي العديد من المبدعين والمثقفين, وكيف لا وقد رأس تحريرها الفيلسوف والمفكر الكبير زكي نجيب محمود ثم خلفه في رئاسة التحرير فيلسوف آخر عظيم هو الدكتور فؤاد زكريا ثم توقف صدورها في بداية سنوات السبعينيات شأن مجلات ثقافية كثيرة.
اليوم.. يعود إصدار الفكر المعاصر من جديد.. الشعلة تضيء بعد أن انطفأت فأهلا وسهلا.
(الدولة المدنية المفاهيم الأساسية والبناء القانوني) عنوان ملف العدد استهلال موفق.. وبداية طيبة.. فقضية الدولة المدنية هي قضية الساعة.. قضية ثورة25يناير.. السؤال الذي طالما رددناه بإلحاح في العامين الماضيين:
, كيف تقيم أساسا الدولة المدنية؟
, كيف نرسخ لمفهوم الحرية والديمقراطية والعدالة الإنسانية؟
فمن أجل هذه المبادئ هبت رياح ثورة25يناير أليس كذلك؟
لكن المشهد السياسي اختلف تماما عقب تغير مسار الثورة, واقتناص التيار الديني لمكاسبها وغنائمها, وفرض نفسه علي الساحة وإدارة بوصلتها لمصلحة مفاهيمه ومبادئه, لتتراجع مبادئ الدولة المدنية وسط أجواء من العنف والإرهاب لم تشهدها مصر من قبل.
ومرة أخري يصير موضوع الدين والدولة في الصدارة.
المشهد( الملتبس) الذي عاصرته بلادنا عقب ثورة25يناير بكل أحداثه وتطوراته, يقتضي منا دعما ومساندة بشكل مباشر وغير مباشر لمبادئ الدولة المدنية من قبل أهل الثقافة والفكر والفن.. لهذا السبب أقول مرة ثانية: استهلال طيب لـ(الفكر المعاصر).
مالا تستطيعه السياسة, يستطيعه الفكر والفن هكذا أحسب
وهي فرصة عظيمة ومجال واسع وحقل رحب للمفكرين والمبدعين لمساندة ودعم فكر مستنير وآراء تقدمية وتيار سياسي ينادي بالحرية والديمقراطية والعدالة تحية لأسرة تحرير( الفكر المعاصر).
تحية للدكتور سعيد توفيق رئيس التحرير, وفريق العمل المتميز الذي يكمل مسيرة مضيئة علي درب الفكر والثقافة.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!