محمود الوردانى
«لم يتوقف عن النشاط السياسى والمشاركة فى المظاهرات حتى يومنا هذا»، بهذه الكلمات وصف الناقد والكاتب شعبان يوسف الروائى محمود الوردانى، مضيفًا أن الوردانى مهموم دائمًا بمشكلات الوطن، ويطرح القضايا السياسية من خلال رواياته ومجموعاته القصصية كرواية «نوبة رجوع».
يوسف أضاف خلال الاحتفالية بالروائى محمود الوردانى، التى نظمتها ورشة الزيتون أن الكاتب يعتمد على أسلوب بسيط وشيّق فى كل أعماله، ومنها رواية «موسيقى المول»، التى استطاع فيها أن يخرج عن ثوبه وطريقته المتعارف عليها فى الكتابة، مشيرًا إلى أن «الوردانى بأسلوبه المميز أثر فى كثير من كتاب الجيل الحالى، وتتلمذ على يده الكثير من صحفيى جريدة أخبار الأدب».
الاحتفالية بالروائى محمود الوردانى بورشة الزيتون شارك فيها عدد من الكتاب والمثقفين منهم سامية أبو زيد، ومحمد إبراهيم طه، وشعبان يوسف، ونائل الطوخى، وعبد العظيم الوردانى، وعادل أسعد الميرى، وأدارت الندوة الكاتبة حنان الناصورى.
وقال الكاتب محمد إبراهيم طه إن الوردانى كان السبب فى نشر أول قصة قصيرة له بجريدة أخبار الأدب، ثم روايته الأولى «عابرون» فى البستان، كما أنه تأثر كثيرًا بكتابات الوردانى، مضيفًا أن إدوارد الخراط فى كتاب له اختار عشرة كتّاب، من بينهم محمود الوردانى، إلا أنه يرى أن الوردانى هو أفضلهم.
طه أضاف أن رواية «بيت النار» يعتبرها سيرة ذاتية لبطلها مصطفى، وهو الاسم الأخير للوردانى، وتتعرض الرواية لعدد من الوظائف التى يشغلها البطل، منها مكوجى، ثم العمل فى مؤسسة صحفية تعتمد على الإعلانات، وتبتز الهيئات الحكومية، مشيرًا إلى أن الرواية تأريخ للمجتمع المصرى فى فترة الستينيات والسبعينيات، وما حدث فى أكتوبر، وانتفاضة 77، كما أنه تعرض للتعذيب والقمع اللذين عانى منهما المجتمع فى هذه الفترة.
الكاتبة سامية أبو زيد قالت خلال كلمتها بالندوة إنها قاطعت قراءة الروايات أكثر من عشرين عامًا لتأثرها بالآلام والأوجاع التى تحتويها الروايات، إلا أنها عادت إلى قراءة الروايات بفضل الوردانى حتى لا تحرم نفسها من متعة القراءة له، مضيفة أن الكاتب فى رواية «بيت النار» تمكن من كسر القوالب الثابتة للشكل الروائى، فاستخدم الشمس كأداة كآبة، وليست سعادة كما هو معتاد، كما أن الروائى يتسم بالشجاعة، حيث ذكر العديد من وقائع التعذيب المسكوت عنها فى مصر.
الروائى نائل الطوخى أوضح أن ما يميز الوردانى عن غيره من الكتّاب زهده فى الحياة، وروحه الطيبة التى تجعل كل من يعرفه يعتقد أنه ولى من أولياء الله الصالحين، مضيفًا أن رواية الوردانى الأخيرة «بيت النار» من أفضل ما قرأته من بعد قيام الثورة.
الروائى محمود الوردانى اختتم الندوة بكلمته، قائلًا «أحيانًا أشعر أنى أستحق حبًا أكثر من القراء، لكنى فى النهاية أكتب لأعبر عما بداخلى»، مضيفًا أنه فى مرحلة من عمره كان عليه أن يختار بين قناعاته، وبين ركوب الموجة، والتحول إلى شخص آخر. الوردانى أضاف «جائزتى الحقيقية هى اهتمام القراء بأعمالى، وتنظيمهم احتفالية لى مثل هذه التى أحضرها معكم الآن»، مشيرًا إلى أنه تأثر بعبد الفتاح الجمل بشكل كبير، وكان السبب فى نشر قصته الأولى بجريدة المساء، وكانت باسم «كرنفال»، وهو من أهدى إلى روحه كل أعمالى الأدبية، كما أن الجمل أثر فى كثير من الكتاب على رأسهم جمال الغيطانى، وإبراهيم أصلان، ومحمد البساطى.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!