حكومة الثورة تُكرم ابن الفران وكاتب المحكمة

حضر فتحي رضوان، وزير الإرشاد، إلى نقابة الصحفيين لتكريم اثنين من المناضلين، وقدم لوحتين للرجلين العظيمين هدية إلى النقابة التي علقتهما في مدخل النقابة، اعترافا لما بذلاه من تضحية في ميدان الكفاح الوطني، واعترافا من حكومة الثورة ووزيرها بجهاد المجاهدين الصادقين.

وكما نشرت مجلة الإذاعة ديسمبر عام 1957، أن الرجلين هما عبد الله النديم "ابن الفران"، وأحمد حلمي "الكاتب بمحكمة دمنهور، ووالد الفنان صلاح جاهين".

افتتح الوزير الحفل بإزاحة الستار عن اللوحتين، بكلمة قدم فيها النديم وأحمد حلمي كمثل أعلى لحملة الأقلام الحرة وأصحاب المبادئ السامية الجريئة فقال:

لا يستطيع المصري الذي يحرص على تاريخ بلاده لاسيما بعد الاحتلال البريطاني 1882، أن يعرف هذا التاريخ معرفة صحيحة، إلا إذا عرف عبد الله النديم وأحمد حلمي.. لكن مع الأسف أن صفحتي هذين الرجلين كانتا مجهولتين بالنسبة لكثير من عامة الناس.

الذي أذكره أن الإذاعة المصرية أخذت تذيع في الشهور الأخيرة، قصصا من حياة عبد الله النديم تحاول بها أن تشغل أذهان المواطنين.. لكن ما كادت الإذاعة تذيع مسلسلا عنه حتى استطاع الكثيرون أن يعرفوا الجناية التي جناها الاحتلال ووسائله في التلفيق على تاريخنا، وكيف استطاع أن يفصل أمتنا عن ماضية القريب والبعيد.

أخرج النديم مجلة "التبكيت والتنكيت" التي جعل منها مدرسة ومنبرا للخطابة، ولعل الصحافة لم تشهد مثل هذه المجلة.. ثم أصدر اللطائف وكان جزاؤه المطاردة حتى أنه اختفى عشر سنوات من بطش الإنجليز.

ثم تناول الوزير أحمد حلمي وقال إنه من هؤلاء الذين حابوا البغى والعدوان، وكلنا لا ننسى مقالة حلمي التي وصف فيها حكم الإعدام على ضحايا دنشواي فكانت الدافع لمصطفى كامل، ولا ننسى عام 1909 عندما أعيدت القوانين الاستثنائية وقف أحمد حلمي يخطب في الشوارع ضدها وكتب مقالات أوصلته إلى المحكمة، إضافة إلى أنه أول من اتهم بسب الخديو حين قال إن أسرة محمد علي هي سبب البلاء الذي أحيق بمصر، وكان جزاؤه السجن سنة وشهرين.وقال صبري أبو المجد، سكرتير عام نقابة الصحفيين، إن حلمي بدأ حياته كاتبا بمحكمة دمنهور ثم راسل جريدة اللواء واستدعاه مصطفى كامل للكتابة فيها كرجل عاش للمبدأ.

المصدر: فيتو