دراسة جديدة لباحثة فرنسية عن أزمة الطبقة الوسطى فى المشرق العربى

فى دراسة هامة صدرت مؤخرا بعنوان :"أزمة الطبقات الوسطى فى المشرق العربى ..المهن العليا ودورها فى التغيير الاجتماعى" تناولت الباحثة الفرنسية إليزابيث لونجنيس تحولات شرائح الطبقة الوسطى فى مجتمعات عربية.



وأعادت إلباحثة للأذهان أنه منذ القرن التاسع عشر أسفر انتشار العلوم الأوروبية الحديثة فى المشرق العربى إلى اختراع مهن تستند شرعيتها إلى هذه العلوم، فيما تعتبر أن المهن باتت بنى اجتماعية ترتكز على نشاط عمل يقترن بمعرفة متخصصة.

وأضافت لونجنيس التى تعمل كمديرة المركز القومى للأبحاث العلمية فى فرنسا أن هذه المهن الجديدة فى المشرق العربى، والمعتمدة على العلوم الأوروبية الحديثة، أفرزت عددا من قادة الحركات القومية وخاصة من المحامين ثم الأطباء والمهندسين الذين تصدروا المشهد بعد حصول عدد من الدول العربية على استقلالها.



ولاجدال -كما تقول لونجنيس- أن أولئك المهنيين شكلوا عماد الطبقات الوسطى الجديدة فى المشرق العربى والتى وصفت بأنها عصرية وتحمل مشاريع تغيير لانتشال دولها من التخلف، فيما أضحت هذه الطبقات تشكل القاعدة الاجتماعية وعنصر الاستقرار لما عرف بالدولة الوطنية المستقلة فى حقبة ما بعد الاستعمار الغربى، وأنه إذا كان قادة الدول المستقلة حديثا فى المشرق العربى قد خرجوا من الطبقة الوسطى الجديدة فان الدولة المستقلة ذاتها لعبت دورا كبيرا فى تحولات البنية الطبقية عبر السياسات والتحيزات الاقتصادية.

وسعت الباحثة الفرنسية لتوظيف الخبرات السوسيولوجية لخدمة دراستها والإجابة على اسئلة مثل طبيعة الممسكين بمفاتيح السلطة ونمط الشرعية والمعرفة التى يستند لها المتنفذون فى مواقع السلطة وعلاقة النخب بتطور شرائح الطبقة الوسطى.



واللافت للنظر أن اليزابيث لونجنيس تنعي على الكثيرين من المثقفين العرب جنوحهم نحو تفسير الأوضاع المجتمعية بالبعد الاقتصادى وحده او تغليب هذا العامل بصورة كبيرة على عوامل أخرى من بينها العامل الثقافى.

المصدر: الشروق | أ ش أ