«رمضان خفاجى».. «محاسب» يكتب قصصا «وثائقية»

داخل أحد الفنادق البسيطة المنتشرة على الطريق بين طابا ونويبع، يجلس «رمضان إبراهيم خفاجى»، 33 عاما، خلف مكتب خشبى بسيط يتوسط أكواخا من «الخوص» تمثل غرف الإقامة. أسمر طويل هادئ الملامح يحتفظ إلى جواره بـ«كشكول 100 صفحة مسطر» مغلف بـ«جلاد» زاهى الألوان مثل الذى كان يستخدم قديما فى تغليف كراساتنا المدرسية فى بداية العام الدراسى الجديد ليضع فوقه «تيكت» يحمل اسم الطالب والمدرسة والفصل والمادة الدراسية.

«الكشكول المجلد» يضم مجموعة من القصص الصغيرة التى يكتبها «رمضان» من وقت لآخر فى أوقات فراغه منذ أن كان فى المدرسة الثانوية فى البحيرة، حيث ولد فى مركز المحمودية لأب يعمل موظفا مدنيا فى قسم شرطة، رزقه الله بأربع بنات وابن وحيد. الابن الوحيد أحبّ القراءة، وهو صغير، خاصة فى السياسة والتاريخ والجغرافيا قبل أن يقرأ لمحمد عبدالحليم عبدالله ويتأثر بأسلوبه فى الكتابة، خاصة فى روايتى «شجرة اللبلاب» و«الجن والعذراء»، كما أحبّ كتابات نجيب محفوظ، خاصة روايات «زقاق المدق» و«الشيطان يعظ» و«أولاد حارتنا».

والد «رمضان» لم يعترض على القراءة أو الكتابة الإبداعية، فقد كان «الولد الوحيد» وكان من الصعب على الوالد أن يرفض طلباته فى شراء الكتب، كما أن الابن كان «متفوقا» فى الدراسة ولم يكن هناك داع لمنعه من القراءة خارج الكتب المدرسية خاصة أثناء فترة الثانوية العامة التى غالبا ما يمنع الآباء فيها أبناءهم من التحرك خارج إطار الدراسة. التحق «رمضان» بكلية السياحة والفنادق جامعة الإسكندرية، وأنهى تعليمه بها ليبدأ العمل «جرسون» فى أحد المطاعم فى الإسكندرية، ومنها إلى الأقصر وأسوان، ثم جنوب سيناء.

القصص التى يكتبها «رمضان» غالبا ما توثق أحداثا حقيقية، حدثت له أو لأحد من معارفه أو وقعت أمامه، مضافا إليها بعض العناصر الخيالية من أجل «الحبكة». وعن نشر تلك الأعمال كمجموعة قصصية يقول إنه قام فى إحدى المرات بإرسال قصة لبرنامج «الأوراق» الذى يقدمه «سمير فرح» فى إذاعة لندن، ويقرأ فيه بعض الأعمال الأدبية للمستمعين ولكنه لا يعرف هل قرأها «فرح» أم لا لأنه أرسل القصة إليه بالبريد.

المصدر: المصرى اليوم | احمد الهوارى