خلال النصف الثانى من القرن العشرين، تنامى الاهتمام بالتراث الثقافى القبطى، والتركيز على مفردات هذه الثقافة، لغةً وتاريخًا وفلكلورًا ولاهوتًا، خصوصا مع تسارع وتيرة الاكتشافات الأثرية القبطية والتنقيب عن المخطوطات القديمة، التى عُثر على مجموعة شديدة الأهمية، منها مثلا، اكتشاف المكتبة الغنوصية بنجع حمادى، المعروفة باسم «مخطوطات نجع حمادى»، وهى التى كانت ملهما لعديد من الكتاب والروائيين لكتابة أعمال روائية تنطلق من تصورات واقعية أو تخيلية تدور حول محتوى هذه المخطوطات، ومنها رواية التشيلية جيوكندا بيلى «الكون فى راحة اليد»، و«إنجيل الابن» لنورمان ميلر.
كان اكتشاف مخطوطات نجع حمادى المكتوبة باللغة القبطية دافعا مهما وملهما فى تشجيع كثير من الباحثين على دراسة اللغة القبطية والأدب القبطى، وتزايد هذا الاهتمام بشكل كبير خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
فى هذا الإطار، يأتى صدور المجلد الأول من الترجمة العربية للكتاب المرجعى القيم «باباوات مصر»، عن المركز القومى للترجمة، وهو المجلد الذى يتناول تاريخ «البابوية القبطية المبكرة: الكنيسة المصرية وقياداتها فى العصور القديمة المتأخرة» لستيفين ديفيز أستاذ الدراسات الدينية بجامعة ييل الأمريكية، ومن ترجمة الباحث المتميز مجدى جرجس المدرس بقسم الحضارات العربية والإسلامية بالجامعة الأمريكية، وأحد الذين تعلموا وتخرجوا فى مدرسة المؤرخ الكبير الراحل رؤوف عباس، ومن بعده المؤرخة البارزة نللى حنا. الكتاب بمجلداته الثلاثة يتناول تفصيلا تاريخ «البابوية فى مصر»، من منظور نقدى، مستعرضا تاريخ الكنيسة القبطية وبطريركياتها بداية من سان مارك «القديس مرقس الرسول» حتى البابا الراحل شنودة الثالث، ويحاول الكتاب أن يجيب عن تساؤلات كثيرة حول تراث ومستقبل الكنيسة القبطية فى مصر.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!