الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار
صورة الخبر: إسلام بلا خوف
إسلام بلا خوف

«إسلام بلا خوف: مصر والإسلاميون الجدد» لمؤلفه الدكتور ريموند بيكر، والذى ترجمته الدكتورة منار الشوربجى، يعتبر من الكتب الجادة التى تناولت أبرز المدارس الفكرية المعاصرة فى مصر، والتى تبنت تيار الوسطية الإسلامى، والذى يمتد تأثيره إلى خارج مصر.



ويتعامل الكتاب، الصادر عن المركز العلمى للدراسات السياسية فى الأردن، مع رموز مدرسة الإسلاميين الجدد من أمثال: محمد الغزالى، ويوسف القرضاوى، وأحمد كمال أبوالمجد، وفهمى هويدى، وطارق البشرى، ومحمد سليم العوا، باعتبارهم ينتمون لمدرسة فكرية واحدة، ومع مراعاة أن لهم خصائصهم وتوجهاتهم. ولذا فقد اهتم بيكر بإسهامهم الجماعى؛ لأنهم كما يرى يكملون بعضهم البعض؛ كل يقوم بجهده الخاص المتميز، ولكنه يستفيد من أعمال الآخرين، مع محافظة كل منهم على شخصيته الفكرية المستقلة.



وهذا التيار الوسطى، قد شهد حسب تأكيد المؤلف لنقلة نوعية، بظهور هذه المدرسة الفكرية؛ حيث صار له «مشروع فكرى متماسك لا مجرد أفكار تجديدية فى هذا المجال». يرصد بيكر، أستاذ العلوم السياسية بكلية ترينيتى الأمريكية، كل ما صدر عن أولئك المفكرين من كتابات، إضافة إلى تناوله لأحداث الحادى عشر من سبتمبر، وما تبعها من حملات «للتشهير» بالعرب والمسلمين، وما تم فى إطارها من استغلال رؤى أكثر التيارات الإسلامية تطرفا وتخلفا للقفز منها إلى تعميمات تطول العرب والمسلمين. لكن هناك من يعارض هذه الحملات، ويصدر كتابا يقدم رؤية مخالفة للإسلام، وفقا للمدرسة الوسطية، والتى تقدم، حسب المؤلف: إسلام آخر حضارى: إسلام متصالح مع العالم، ومتفاعل معه، إسلام لا يثير التوجس والقلق، فهو «إسلام بلا خوف». وتعليقا على كتاب بيكر، كتب الباحث حسام تمام عرضا وافيا له، قال فيه: «يحمل بيكر مودة لا تخطئها العين للإسلاميين الجدد وتعاطفا مع الإسلام ورغبة فى تغيير الصورة النمطية الشائعة فى الغرب، لكنه أبدا لا يغادر مقعد الباحث».



ويتضمن الكتاب ثلاثة أجزاء، كل جزء يتناول رؤية الإسلاميين الجدد للثقافة والمجتمع والسياسة.


بيكر يستعرض الجهود الكبيرة التى بذلها المفكرون الستة فى هذه المجالات، فينقل عن الغزالى رأيه حول من يدلى بآرائه من غير علم: «الخطورة تجىء من أنصاف المتعلمين، وأنصاف المتدينين». ويشير إلى الضجة التى أحدثها الغزالى بإصداره كتاب «السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث»، واتهام البعض له بأنه يخاصم السنة، بينما اعتبره المؤيدون ثورة فكرية قوضت الأساس الفكرى الذى يرتكز عليه المتشددون.



ويشير بيكر إلى نقطة مهمة، وهى الدفاع عن حقوق غير المسلمين، فينقل أمثلة لجهود هؤلاء المفكرين، لافتا النظر إلى كتاب القرضاوى «غير المسلمين فى المجتمع المسلم»، وكتاب هويدى «مواطنون لا ذميون»، وكتاب العوا «الأقباط والإسلام»، وغيرها من الكتب. ويخلص إلى أن الإسلاميين الجدد اتخذوا موقفا واضحا مؤداه أن صحيح الإسلام يدعو إلى المشاركة الكاملة لغير المسلمين فى المجتمع الإسلامى، ويقولون إن المصريين كشعب مكون من المسلمين والأقباط، وهم معا ورثة تاريخ وثقافة مشتركة فريدة، ويتحتم أن يكونوا متساوين كمواطنين. ومن خلال فصول الكتاب، يعرض المؤلف «معالم المشروع التجديدى للإسلاميين الجدد»، فيبدأ بمساهماتهم فى إصلاح التعليم، ويوضح أنهم أخذوا من أعمال الشيخ محمد عبده، الفكرة المحورية المتعلقة بأولوية الثقافة فى الكفاح من أجل الاستقلال، والالتزام بإصلاح التعليم كخطوة أولى نحو إعادة البناء الثقافى، والإيمان بأن كلا من الإسلام الصحيح والديمقراطية فى إطار إسلامى حضارى من شأنهما أن يقدما معا المحرك لعملية التغيير الاجتماعى والثقافى طويل الأجل. وكذلك يستعرض المؤلف إسهاماتهم فى الفن والسياسة والجماعة الوطنية، خاتما كتابه بقوله: «أعمال الإسلاميين الجدد تجسد أمل الوسطية الإسلامية، وهى تعبر عن القلب الإسلامى السمح الذى يمد يده لكل الوسطيين على اختلاف تياراتهم فى مصر وحول العالم من أجل مستقبل إنسانى أكثر عدلا».

المصدر: الشروق

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على إسلام بلا خوف

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
83762

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة