مؤرخ إسرائيلي يقر "الثنائية القومية" لحل القضية
أكد المؤرخ والباحث الإسرائيلي ميرون بينبينشتي في دراسة جديدة بعنوان "هكذا تحولت إسرائيل لدولة ثنائية القومية" أن تسوية الصراع العربي الإسرائيلي عبر حل الدولتين غير ممكن، واعتبر أن "الثنائية القومية" في كل فلسطين التاريخية باتت قضاء محتوما.
وحسبما نقلت فضائية " الجزيرة " القطرية ، يؤكد الباحث أن إسرائيل اليوم لا تحتل الضفة الغربية وغزة فحسب بل ضمتهما وأخضعتهما لسيطرة دائمة بواسطة الاستيطان ومشاريع بنى تحتية ضخمة ومكلفة جدا.
وتشير دراسة بينبينشتي الصادرة عن مركز دانئيل أبرهام للحوار الإستراتيجي التابع لكلية نتانيا للحقوق أن مصطلح "المناطق المحتلة" بلغة التخاطب الإسرائيلي يخلق صورة مضللة وكأننا أمام واقع مؤقت ينتهي مع مجيء السلام.
ويصف بينبينشتي النظام السائد فعليا بالبلاد اليوم بأنه ثنائي القومية وينبه إلى أن توصيفه هذا لا يشير لتساو بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل إنه على العكس يبرز الهيمنة المطلقة لليهود.
ويعتبر الباحث - بحسب " الجزيرة " - أن إسرائيل قامت بتفتيت الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 إلى خمسة مجتمعات منعزلة عن بعضها البعض يواجه كل منها بمفرده الحاكم الإسرائيلي وسياسات "العصا والجزرة" و"فرق تسد" وهذه المجتمعات الخمسة هي: فلسطينيو الداخل وغزة والضفة والقدس الشرقية والشتات.
كما يحذر من أن استمرار إسرائيل بالتدمير غير المعلن للهوية الموحدة للشعب الفلسطيني تخلق تدريجيا فوارق جدية بالثقافة السياسية وبنهج الحياة وحتى باللغة بين المجموعات الفلسطينية الخمس المنشغلة كل منها بمشاكلها وقضاياها المحلية.
كما يشير الباحث لنجاح الدعاية الإسرائيلية باستغلال التضامن مع اليهود وعقدة الذنب في العالم الغربي لإسكات كل انتقاد، إلى جانب استخدامها القوة المفرطة، ويؤكد أن غياب التساوي بتقاسم الموارد الطبيعية بين الشعبين هو بمثابة "قنبلة موقوتة".
ويضيف - بحسب المصدر نفسه - أن إسرائيل اصطدمت بالمخاطر الديمجرافية وتأكدت من عدم إمكانية هزيمة التطلعات القومية الفلسطينية عقب نشوب الانتفاضة الثانية فلجأت لبناء دويلة فلسطينية غير مستقلة ومنزوعة السيادة تمكنها من السيطرة على كل البلاد بشكل مباشر أو غير مباشر ودون اتفاق مع الفلسطينيين. ويتابع أن أوسلو "أنجبت سلطة فلسطينية بصلاحيات ثانوية فقط وهي في الواقع ليست سوى بلدية كبيرة".
وبرأي المؤرخ الإسرائيلي فإن حل المشكلة في تبني صيغة ثنائية القومية لتسوية الصراع على أساس تقاسم موارد البلاد والسلطة مع الاحتفاظ بوحدة فلسطين الانتدابية متبنيا نماذج مشابهة طبقت في أيرلندا والبوسنة وبلجيكا وسويسرا وكندا ومقدونيا وغيرها من الدول التي سويت صراعات إثنية فيها عبر احترام الكرامة القومية المتبادلة.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!