الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةأدب وثقافة › وجوه وحكايات.. الشيخ محمد جاب الله.. نصيحة أبعدته عن منافسة «رفعت»

صورة الخبر: وجوه وحكايات.. الشيخ محمد جاب الله.. نصيحة أبعدته عن منافسة «رفعت»
وجوه وحكايات.. الشيخ محمد جاب الله.. نصيحة أبعدته عن منافسة «رفعت»

نصيحة قالها أحد الأصدقاء للشيخ محمد يوسف جاب الله، بعدما ذاعت شهرته، أدت إلى حرمان جمهور الإذاعة من صوت الشيخ على مدار عقود، حيث أكد له أنه ليس فى حاجة لقراءة القرآن فى الإذاعة المصرية، بعد أن أصبح مشهورا، وربما كان صوت شيخنا أكثر عذوبة من صوت الشيخ محمد رفعت، وكذلك فى تناغم مخارج الحروف، وطول النفَس الذى تحدث عنه الشيخ محمد الصيفى، شيخ القراء.
وُلد الشيخ «جاب الله»، عام 1892 بقرية كفر عشما، التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، وأتم حفظ القرآن فى كُتَّاب القرية، والتحق بمعهد العباسى الأزهرى بالإسكندرية، وذاع صيته فى دراسته الأزهرية التى تركها، للتفرغ للقراءة، ورحل عن عالمنا، عام 1964 إثر إصابته بمرض تصلب فى الشرايين، منعه من الحركة، بداية من عام 1961 حتى وفاته، بعدما انتابه حزن عميق على وفاة نجله الأكبر، «فتحى»، إثر إصابته بانسداد فى صمامات القلب، وما أحزنه أكثر أنه الابن الوحيد الذى ورث حلاوة صوته.
ذاع صيته، فى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى، فأصبح ملء السمع والبصر فى تلاوة القرآن، وحرص على تلاوته مجانا لأهل قريته، ورافق الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق، وانتمى لجيل أعلام القراء، بعد تتلمذه على يد الشيخ محمود الصباغ، إمام القراء، وعرف عنه أنه جميل الصوت، بديع الأداء، طويل النفَس، وقال عنه شيخ قراء الأزهر إنه يجمع بين أكثر من 50 كلمة فى نفَس واحد.

ارتبط بصلة وطيدة مع مصطفى النحاس باشا، زعيم حزب الوفد، الذى زاره فى منزله، بصحبة مكرم عبيد باشا، إبان حادثة 4 فبراير 1942، حيث قامت القوات البريطانية بمحاصرة قصر عابدين، وأجبر وقتها السفير البريطانى فى القاهرة، السير مايلز لامبسون، الملك فاروق «على التوقيع على قرار باستدعاء (النحاس)، لتشكيل الحكومة بمفرده، أو أن يتنازل عن العرش، فقوبل القرار بالرفض من قبل (النحاس)، لرغبة الملك فى تشكيل حكومة ائتلافية».
يقول عنه نجله، محمد الشافعى، إن والده أنجب 9 أبناء، ولم يرث منه عذوبة الصوت سوى شقيقه الأكبر، «فتحى»، فيما حرص على تسمية أولاده أسماء مركبة على أسماء الأئمة الأربعة، ويضيف: «لم نكن نراه، طيلة شهر، بسبب تجوله فى محافظات مصر، وكنا نقابله بحقيبة ملابسه، فى منتصف الطرق، تسهيلا عليه، وكان يعشق سماع القرآن من صديقيه الشيخ محمد رفعت، ومصطفى إسماعيل، الذى اكتشف موهبته، أثناء تلاوته فى مركز تلا». ويؤكد أنه حرص على ختم القرآن، ليلة كل جمعة، ويقول: «كان لا يراه أحد إلا وشفتاه تقرآن، وتراجع ما حفظ، فنادرا ما طلب المصحف للقراءة، وإنما من أجل المراجعة فقط، وترك دار مناسبات تحمل اسمه، ليتبادل أبناء قريته التعازى والأفراح».
ويستطرد نجله، الدكتور«محمود مالك»: «من سوء الحظ لم نعثرعلى تسجيل واحد له بالإذاعة، بعدما خاطبنا جموع مستمعى الوطن العربى، من خلال الإذاعات العربية، أن يمدونا بأى تسجيل له، والملك فاروق طلب منه أن يقرأ فى السودان، لكنه أبدى اعتذاره، لعدم رغبته فى مغادرة مصر، ورغبته فى أن يظل قريبا من بلدته».
وفى تألقه فى عالم القراءة حرص «النحاس» باشا على مراسلته تلغرافيا، والثناء على صوته، كما أرسل جمال عبدالناصر، الرئيس الراحل، ومجلس قيادة ثورة 23 يوليو، كل باسمه، تلغرافا بالتعازى، حيث كان فراقه صعبا على تلاميذه، خاصة المقرئين الذين تلوا آيات من الذكر الحكيم فى سرادق عزاء الشيخ، ومنهم: مصطفى إسماعيل ومحمود البنا وشعبان الصياد، ليكون وداع أهل القرآن بالقرآن.

المصدر: المصرى اليوم

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على وجوه وحكايات.. الشيخ محمد جاب الله.. نصيحة أبعدته عن منافسة «رفعت»

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
53872

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة