بين المقاهي وأحياء القاهرة القديمة ذات الطابع الشرقي، التي يتحول فيها المكان إلى زمان، ومن جدعنة أولاد الحارات، لأدخنة البخور المتصاعدة حين تمتزج بالأصوات، وزيارات أضرحة أولياء الصالحين "الحسين" و"مار جرجس" تشكل وعي وإدراك نجيب محفوظ، لتصبح البوصلة التي وجهته ليكون "أديب نوبل العتيد".
وجد في "زقاق المدق" ضالته، وفي "قشتمر" روايته، وفي "الحسين" والأحياء العتيقة منجمه، فاتخذ من شخصيات بسيطة يملئون الحياة بصدقهم ونقائهم وفلسفتهم، أبطالًا لروايات عالمه السحري.
"مصر هي المولد والمنفى والمعاش، ليست مجرد وطن محدود بحدود، ولكنها تاريخ الإنسانية كلها، أحب الإقامة فيها وأرجوا ألا أتركها إلا مطرودًا أو منفيًا"، هكذا عبر محفوظ صوتيًا، عن حبه الشديد لـ"مصره" التي لم يستطع مغادرتها حتى ليستلم جائزة "نوبل"، ظل متمسكا بها حتى غابت شمسه ليكون انفصاله عنها جزئيا، فصعدت روحه للسماء ودفن جسده بتراب معشوقته الأولى، وظلت أفكاره تتردد في المقاهي، وزينت كلماته أغلفة الكتب وتراثه الإنساني.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!