نور أحمد
فى مجلة الهلال، يناير 1950، وفى العدد الخاص الذى صدر حول شكل الحياة فى مصر بعد 50 عاما، كتب المستشار أنور أحمد مقالا عن السينما بعد 50 عاما يقول فيه:
خمسون عاما، إنه لعمر طويل فى حساب السينما، فإذا عرفنا أن عمرها فى مصر لايتجاوز 23 عاما أدركت أنه بعد خمسين عاما ستكون شيئا آخر.
إن السينما قد خضعت خلال عمرها الفنى لتطور سريع، فكان تطور صناعتها يشبه الانقلاب، فشاهدنا وسمعنا الأفلام الناطقة، ورأينا تجارب الأفلام المجسمة، كما رأينا الأفلام الملونة، ولاشك أن السينما، ستتأثر بكل تطور، وتغيير فى صناعة السينما العالمية.
أقفز بخاطرى 50 عاما، إلى الأمام لأجد استديوهات السينما، وقد تجمعت على جانبى الطريق المؤدى إلى الأهرامات تحيط بها المنازل الأنيقة التى أنشأها الفنانون والكواكب بعيدا عن زحمة المدينة.
هذه هى مدينة السينما، هذه هى هوليود الجديدة، هوليود الشرق، وفى أحد الاستديوهات سيصور فيلما تاريخيا ملونا وقعت أحداثه فى عهد محمد على الكبير، ناطقا باللغة العربية، ويعد نسخة إنجليزية منه للتوزيع العالمى، وتقوم ببطولته لبنة وزير، التى سبق أن عملت ممثلة، ويمثل دور البطولة أمامها عضو فى البرلمان، وذلك لأن الأفكار تغيرت .
أما جمهور دار العرض، فقد تغير وأصبح يرتدى الأزياء المدنية بدلا من الجلابية، ويعرض فيها فيلم قصير ملون من أفلام الرسوم المتحركة .
وهذه جريدة سينمائية مصرية، تقدم لنا أهم الأحداث التى وقعت فى العالم، كما أصبح الجمهور مثقفا، بعد انتشار التعليم وانحسار الأمية .
واعتقد أن أفلامنا عام 200، ستشق طريقها إلى العالمية فى أوروبا وأمريكا، وستجتذب هوليود فنانينا للعمل فى أفلامها لأن فى مصر نبوغا لو كشف عنه الحجاب لأتى بالعجب العجاب .
أما موضوعات الأفلام، فسنرى أفلاما عن الثورة العرابية وثورة 19، وسنشاهد على الشاشة سيرة مصطفى كامل، وسعد زغلول، المشكلة أن هذه الصورة لن يتاح لنا رؤيتها، وإنما يراها أولادنا وأحفادنا ومن قدر لهم أن يعيشوا حتى سنة 2000.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!