الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةأدب وثقافة › ‮"‬عين الحياة‮" .."‬ترسو‮" .."‬ملح الأرض‮" ‬و"كابتن روما‮"‬ أفلام التلاميذ تحرج سينما الأساتذة‮ ‬

صورة الخبر: أفلام التلاميذ تحرج سينما الأساتذة‮
أفلام التلاميذ تحرج سينما الأساتذة‮


‮"‬الصدمة‮" ‬هي الكلمة التي انتابتني وأنا أشاهد مجموعة من أفلام الفرقة الثالثة بمعهد السينما بأكاديمية الفنون‮.. ‬الصدمة ليس مرجعها إلي رداءة الأفلام أو ضحالة التجربة،‮ ‬بل علي العكس‮.. ‬الكثير من الأفلام التي شهدتها‮.. ‬صدمتني من الرؤية العميقة لهؤلاء الطلبة،‮ ‬سواء في اختيار الموضوعات أو في طرق المعالجة السينمائية‮.‬
بالتأكيد ليست كل الأفلام المقدمة علي مستوي واحد‮.. ‬فهناك أفلام تدخل في مستوي المتوسط فنياً،‮ ‬لكن في المقابل هناك البعض الآخر الذي‮ ‬يشعرك أنك أمام مخرجين متمكنين من أدواتهم بدرجة كبيرة‮.‬
أعود مرة أخري إلي فكرة الصدمة لاسأل إذا كان لدينا طلبة علي هذا القدر الكبير من الوعي بالقضايا التي حولهم،‮ ‬فلماذا لانجد تأثيراً‮ ‬واضحاً‮ ‬لهم في مسار السينما المصرية‮.. ‬فهناك أكثر من فيلم جديد بالعرض‮ ‬في المهرجانات الدولية وليست المصرية فقط‮.. ‬فهناك براعة في اختيار الموضوعات واقتحام المشكلات بجرأة‮.‬
عين الحياة
ففي الوقت الذي ربما‮ ‬يصمت الكثيرون حول عدم إلقاء الضوء علي إهدار آدمية بعض البشر الذين‮ ‬يعيشون بيننا،‮ ‬اقتحمت الطالبة المخرجة وفاء حسين بثقة وحرفية،‮ ‬موضوع في‮ ‬غاية الخطورة وهو عن مجموعة من البشر لايشعرون من هذه الحياة سوي بعذاباتها،‮ ‬إذ لم‮ ‬يروا الوجه الآخر،‮ ‬إلا عندما‮ ‬ينتزعونه هم بأنفسهم بإقامة فرح أو الاحتفال بمولد،‮ ‬فالموت‮ ‬يحاصرهم من كل إتجاه‮.. ‬إما‮ ‬غرقاً‮ ‬في البحر أو صعقاً‮ ‬بأسلاك كهرباء عارية،‮ ‬تنشط تماما في حصد الأرواح في الشتاء‮.‬
منذ سنوات ووفاء حسين تتطلع إلي منطقة‮ "‬عين الحياة‮" ‬الكائنة بالفسطاط،‮ ‬من شرفة منزلها،‮ ‬في إحدي الأبراج المواجهة للمتحف الجديد الذي‮ ‬يبني هناك،‮ ‬وكلما نظرت من شرفتها شعرت أن من‮ ‬يعيشون بالقرب من الماء،‮ ‬هؤلاء‮ ‬يعيشون في سعادة،‮ ‬لكنها طوال الوقت لم تقترب من المكان إلي أن سمعت بالصدفة بمشاكل القاطنين في‮ "‬عين الحياة‮" ‬فقررت الذهاب إليهم،‮ ‬ليست متفرجة،‮ ‬بل ناقلة لنبض الحياة هناك،‮ ‬من خلال اختيارها أن تكون هذه المنطقة مادة لفيلمها المقدم،‮ ‬في إطار مشروعات التخرج‮.. ‬وهنا قررت أن تدخل المنطقة‮.. ‬فصدمت مما رأته‮.. ‬فالبيوت‮ ‬غارقة في المياة والحياة هناك شبه بدائية،‮ ‬بالاضافة إلي انخفاض مستوي التعليم هناك‮.. ‬لانخفاض مستوي الدخل،‮ ‬وأن هناك‮ ‬غالبية لاتعرف القراءة والكتابة‮.. ‬حتي حياتهم داخل بيوتهم ليست فيها أي نوع من الرفاهية‮.. ‬لكن رغم ذلك عبرت ببراعة في فيلمها عن طيبة قلوبهم،‮ ‬التي دفعتهم عندما شعروا بجدية ما تقوم به وفاء إلي أن‮ ‬يقدموا لها العون وأن‮ ‬يعتبرونها واحدة منهم‮.. ‬فدخلت بيوتهم،‮ ‬وأطلعت علي أحوالهم،‮ ‬وحاولت أن تنقل ذلك‮ "‬صوتاً‮ ‬وصورة‮" ‬لعلها تجد من المسئولين من‮ ‬ينظر أو‮ ‬يسمع لهم‮.‬
الاستهتار من قبل المسئولين في هذه المنطقة لم‮ ‬ينل البشر فقط،‮ ‬بل‮ -‬أيضا‮- ‬نال الأثر،‮ ‬وهو ما ترويه لي وفاء فتقول‮:" ‬صدمت عندما أخبروني بوجود مسجد أثري من العصر الأخشيدي،‮ ‬حاصرته المياه من كل الاتجاهات حتي‮ ‬غرق وفي داخله سبع مقابر،‮ ‬ويطلق علي هذا المسجد‮ "‬جامع الـ‮ ‬7‮ ‬أطباء‮" ‬وعلي لسان أحد سكان‮ "‬عين الحياة‮" ‬يروي كيف أن الآثار جاءت ذات مرة منذ سنوات ورممت هذا المسجد وتم شفط المياه،‮ ‬ولكن الآن لا أحد‮ ‬يحاول إنقاذه وغرق بالفعل في المياه،‮ ‬كما بين بجلاء الفيلم‮.‬
سألت وفاء‮.. ‬الفيلم مليء بالحكايات سواء التي تخص البشر أو الحجر‮.. ‬هل وجدت صعوبة في اختيار مشاهد الفيلم وأياً‮ ‬من المشاهد التي ستبدأين بها وما هو مشهد الختام‮.‬
أجابت‮: ‬كل لقطة تصلح أن تكون هي مشهد البداية‮.. ‬لذا احترت هل أبدأ بالأم المكلومة التي سقط ابنها من البلكونة الهشة بفعل فاعل أم أبدأ بالأثر‮ ‬الذي‮ ‬يضيع والتاريخ الذي‮ ‬ينتهك‮.. ‬أم أبدأ بعم ابراهيم أحد سكان المنطقة الذي سألني عن حقوق الإنسان،‮ ‬بل الأهم سؤاله عن‮ "‬الرحمة‮" ‬أم أبدأ بمشهد الفرح‮.. ‬لكنني قررت أن أبدأ بالصدمة‮.. ‬صدمتي أن‮ ‬يكون هناك مكان‮ ‬يجمع بين كل المتناقضات‮.. ‬ساكني الأبراج‮.. ‬المتحف المنتظر‮.. ‬وأخيراً‮ ‬المنطقة العشوائية التي هي في الحقيقة لاتنفصل عنا‮. ‬
سألتها عندما تشاهدين الفيلم الآن‮.. ‬ما اكثر شيء استرعي انتباهك؟
أجابت لغة من تحدثوا وعبروا عن شكواهم من قسوة الحياة‮.. ‬لغة راقية ليس فيها تجاوز ولكنها مشحونة بالغضب المؤثر‮.‬
ترسو
إذا كانت وفاء نجحت في أن تسلط الضوء علي عشوائية الحياة وقسوتها في‮ "‬عين الحياة‮" ‬الا أن زميلها عمر عسل تمكن‮ ‬في فيلمه‮ "‬ترسو‮" ‬الذي لم تتجاوز مدته التسع دقائق أن‮ ‬يلقي الضوء بفلسفة عميقة علي خطورة استمرار الصمت علي‮ "‬تجريف‮" ‬دور السينما،‮ ‬التي كانت موجودة‮ - ‬تقريباً‮- ‬في كل حي أو منطقة،‮ ‬وتحولت الآن لأنشطة أخري‮.. ‬فعندما سألته عن رسالته الأساسية من‮ "‬ترسو‮" ‬أجاب في الحقيقة ليست رسالة واحدة،‮ ‬بل عدة رسائل،‮ ‬فرسالتي الأولي التي بدت واضحة منذ جلسات التحضير للفيلم مع زملائي هي التأكيد علي خطورة الاختفاء المفاجيء لدور العرض،‮ ‬فبعد أن كان الاقتصاد في مصر‮ ‬يتمركز حول ثلاثة أعمدة رئيسية هي‮: ‬القطن،‮ ‬السينما،‮ ‬وقناة‮ ‬السويس،‮ ‬تراجع هذا الأمر تماماً‮ ‬فيما‮ ‬يخص السينما وهذا من وجهة نظري‮ - ‬وهذه هي رسالتي الثانية‮ - ‬مرتبط بتراجع دور العرض وهو‮ -‬أيضاً‮- ‬ما أثر علي تراجع عدد الأفلام التي كانت تنتج سنويا،‮ ‬والأهم انعكاس هذا التراجع علي‮ "‬ثقافة‮" ‬المواطن،‮ ‬باعتبار أن السينما كانت علي مر الوقت تلعب دوراً‮ ‬هاما في التأثير علي الجمهور،‮ ‬لكن الرسالة الأخطر للفيلم هي انتهاء علاقة جيل كامل وربما أجيال بدور العرض وبالسحر الذي كانت تقدمه السينما‮.‬
سألته‮: ‬هل استطعت بالفعل أن تصل إلي دور سينمائية تم إغلاقها أو تغيير نشاطها؟
بالفعل واجهتني صعوبات في تحديد أماكن دور السينما التي أغلقت،‮ ‬وصعوبة أخري في أن أصل إلي الأصحاب الأصليين لهذه الدور،‮ ‬حتي أستطيع التصوير،‮ ‬ولكن بخبرات أساتذتي فقد تعرفت علي الكثير من هذه الدور،‮ ‬وبالبحث تمكنت من الالتقاء بأصحاب دور العرض وتمكنت من التصوير والتأريخ لهذه الدور التي تناقصت بشكل كبير ومؤثر علي تاريخ السينما المصرية‮.‬
سألته‮: ‬طرحت في فيلمك قضية لم‮ ‬يلتفت إليها كثيرون من قبل وهي خاصة بالفرق بين‮ "‬سينما الشارع"و‮ "‬سينما المول"؟
أجاب‮: ‬أكيد هناك فارق كبير‮.. ‬فسينما الشارع،‮ ‬يذهب إليها الجمهور وهو في ذهنه أمر وحيد أن‮ ‬يشاهد الفيلم السينمائي،‮ ‬أما سينما المول فهي سينما تجارية ولاهدف لها سوي الربح المبالغ‮ ‬فيه،‮ ‬نظراً‮ ‬لارتفاع سعر تأجير السينما،‮ ‬مما‮ ‬ينعكس علي سعر التذكرة الذي وصل لأرقام مبالغ‮ ‬فيها،‮ ‬بالإضافة إلي أن المتردد علي المول،‮ ‬يضع السينما في نهاية أولوياته،‮ ‬وضمن جولته التجارية،‮ ‬ومع الوقت سيتم تدريجياً‮ ‬اختفاء متعة الفرجة علي الفيلم،‮ ‬فالمول حول السينما إلي تجارة محضة،‮ ‬وغلو سعر التذكرة سوف‮ ‬يقضي تدريجياً‮ ‬علي الفئة المتوسطة من الشعب التي لاتستطيع تحمل‮ "‬رفاهية المشاهدة الحديثة‮".‬
كابتن روما
وإذا كان‮ " ‬ترسو‮" ‬يرصد لانهيار صناعة السينما في مصر،‮ ‬وهو نتيجة طبيعية لانهيار إحدي الأدوات الرئيسة لهذه الصناعة وهي ضياع دور العرض بهدمها أو تغيير نشاطها،‮ ‬نجد إسلام شامل في فيلمه‮ " ‬كابتن روما‮"‬،‮ ‬يلقي الضوء علي فن آخر،‮ ‬ينظر إليه البعض باعتباره فنا قائما بذاته،‮ ‬بينما‮ ‬يراه البعض الاخر،‮ ‬باعتباره مجرد ترفيه،‮ ‬وليس فيه شيء من مهارات وأسس الفن الأصيل،‮ ‬هذه الثنائية لم تغب طوال الفيلم في حديث بطله،‮ ‬الذي سمي الفيلم علي اسمه‮ " ‬كابتن روما‮".‬
كابتن روما هو ذلك الفتي الذي أحب بكل كيانه اللعب في السيرك،‮ ‬و بالفعل ألتحق بالسيرك القومي التابع لوزارة الثقافة،‮ ‬واستطاع أن‮ ‬يجذب الجمهور بمهارته الفائقة وإتقانه للعبة،‮ ‬لكن طموحه تعدي أن‮ ‬يكون مجرد بطل أو فرد من أفراد السيرك،‮ ‬وسعي بكل ما‮ ‬يملك من مال وجهد في أن‮ ‬يحقق حلم عمره،‮ ‬في ان‮ ‬يكون له سيرك‮ ‬يحمل إسمه،‮ ‬وتمكن من تنفيذ حلمه،‮ ‬وأصبح له سيركه الخاص،‮ ‬الذي‮ ‬يطوف به في المحافظات‮.‬
‮ ‬الفيلم ألقي الضوء علي الصعوبات التي تواجه أفراد السيرك سواء في جولاته المتعددة في المحافظات،‮ ‬والاضطرار للسفر أيام،‮ ‬حاملين أدوات السيرك ومصطحبين حيواناتهم،‮ ‬وفي كل مكان‮ ‬يذهبون إليه‮ ‬يبدأون من جديد في نصب السيرك،‮ ‬لكن السؤال الذي‮ ‬يصاحب‮ " ‬كابتن روما‮" ‬هو هل السيرك فن أو ترفيه،‮ ‬هو من وجهة نظره التي لا تقبل النقاش هو فن،‮ ‬وعندما سألت مخرج الفيلم إسلام شامل عن رأيه هو بصفته طالبا‮ ‬يدرس الفن في معهد السينما هل من وجهة نظره السيرك فن أم ترفيه،‮ ‬فوجئت بإجابة عميقة تستحق التأمل‮: " ‬لقد حاولت جاهدا ألا أفرض في الفيلم وجهة نظري الشخصية‮ ‬،‮ ‬لكني تركت الأبطال‮ ‬يتحدثون بحرية،‮ ‬ثم أترك الحكم للمشاهدين،‮ ‬ولكنني أعتقد أن الترفيه ركن أساسي في أي فن،‮ ‬و ما‮ ‬يجعل الناس تنظر لأي فن نظرة تقدير،‮ ‬وتعطيه حقه هو كم الأدباء والمنظرين الذين أعترفوا به،‮ ‬فالسينما في بداية أختراعها كانت مثل صندوق الدنيا،‮ ‬وكان الناس‮ ‬ينظرون إليها علي أنها أختراع جديد،‮ ‬وتحولت إلي فن‮ ‬يدرس،‮ ‬وذلك عندما خاض العديد من المنظرين والأدباء معارك فكرية في إثبات أن السينما فن‮.. ‬باختصار أجل أعتقد أن السيرك فن‮ ‬ينقصه منظرون وأدباء‮ ‬يعترفون به‮".‬
سألته من مشاهدتي للفيلم شعرت أنك ركزت كثيرا علي تنقلات السيرك ما الرسالة التي تريد إيصالها من هذه المشاهد المتلاحقة عن إنتقال السيرك من محافظة لأخري؟
أجاب‮: ‬أردت أن تدور أحداث الفيلم بشكل واقعي،‮ ‬يركز علي تنقل السيرك بين محافظات مصر،‮ ‬وفيه تشعر بقصة كفاح مؤسسه‮ " ‬كابتن روما‮" ‬وأسرته،‮ ‬ونشاهد تفاصيل حياتهم،‮ ‬وما‮ ‬يواجهونه من متاعب المهنة ونظرة المجتمع‮.‬
سألته هل أنت شخصيا وفريق العمل أنتقلت لكم هذه الصعوبات في سبيل إنجاز هذا الفيلم؟
اجاب‮: ‬بكل تأكيد‮.. ‬واجهتنا العديد من الصعوبات،‮ ‬فلقد تم تصوير الفيلم علي مرحلتين،‮ ‬الأولي هي مرحلة نصب السيرك،‮ ‬وفيها كنا مجبرين علي المبيت بجوار‮ " ‬خيمة السيرك‮" ‬لمدة أسبوع،‮ ‬حتي نتمكن من تغطية عملية التشييد بالكامل،‮ ‬وكنا في فصل الشتاء،‮ ‬اما المرحلة الثانية وهي تصوير العروض التي‮ ‬يقدمها السيرك،‮ ‬فلم‮ ‬يكن لدينا الكثير من الوقت والموارد،‮ ‬لذلك فقد كنا نعمل بمعدل‮ ‬17‮ ‬ساعة‮ ‬يوميا لمدة ثلاثة أيام متصلة،‮ ‬لكي نتمكن من إنجاز العمل،‮ ‬وقد بذل فريق العمل جهداً‮ ‬عظيما،‮ ‬لكي نستطيع أن نخرج بنتيجة مرضية،‮ ‬حتي لو كان في ذلك خطر‮ ‬يهدد السلامة الشخصية لنا،‮ ‬وأتذكر هنا زميلي المصور محمود عصمت الذي صمم أن‮ ‬يدخل إلي قفص الأسد أثناء العرض،‮ ‬حتي تسنح له فرصة للتصوير عن قرب دون أن تعوقه سياج القفص الحديدية‮.‬
ملح الأرض
وإذا كانت وفاء أرادت في فيلمها أن تجسد معاناة بشر في مكان معين،‮ ‬فإن بيشوي أشرف في فيلمه‮ " ‬ملح الأرض‮" ‬أراد ان‮ ‬يصور حياة بشر آخرين أختاروا أن‮ ‬يبتعدوا عن هذه الحياة ويعيشوا حياة الرهبنة،‮ ‬وأستطاع بيشوي وفريق العمل أن‮ ‬ينتجوا فيلما جديرا بحصد العديد من الجوائز،‮ ‬في حالة عرضه في أي مهرجان،‮ ‬فالتصوير‮ ‬يشعرك أنك أمام مصور محترف،‮ ‬كما أن شخصيات الفيلم من الرهبان تحدثوا عن هذا العالم‮ ‬غير المكتشف للكثيرين منا،‮ ‬وهذا ما دفع بيشوي إلي إختياره مادة لفيلمه‮: " ‬أخترت فكرة الفيلم أنطلاقا من رغبتي في أن أتعرف علي حياة الرهبان‮.. ‬كان عقلي لا‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يفسر أن هناك إنسانا‮ ‬يترك كل شيء في الدنيا،‮ ‬ويتجه إلي الصحراء،‮ ‬بهدف التقرب إلي الله،‮ ‬بالإضافة إلي خضوعه لاختبارات روحية لمدة ثلاث سنوات علي‮ ‬يد رهبان أقدم من أجل التأكد من مدي صلاحية هذا الإنسان لتحمل حياة الرهبنة،‮ ‬فكان عالم الرهبان بالنسبة لي‮ .. ‬ذلك العالم الغامض الذي أردت أكتشافه‮".‬
بيشوي لم‮ ‬يصور الفيلم مرة واحدة،‮ ‬كما مرت خطوات أختيار دير للتصوير بمراحل كثيرة‮: " ‬أعتمدت علي قراءاتي عن الأديرة لأختيار مكان التصوير،‮ ‬وهو ما تتطلب زيارة الكثير من هذه الأديرة والمبيت في بيوت تدعي‮ " ‬بيوت الخلوة‮" ‬فهناك الكثير من الأديرة‮ ‬يسمح بزيارتها والمبيت فيها لعدة أيام،‮ ‬وهو ما أتاح لي ولفريق العمل التحدث والتقرب من‮ " ‬الرهبان‮" ‬لمعرفة مادة أكثر عن حياتهم‮".‬
لكن رغم طزاجة وجرأة فكرته هل واجه بيشوي صعوبات،‮ ‬يجيب بنعم‮: " ‬حياة الرهبنة تبدو رتيبة ومملة لنا نحن سكان المدن،‮ ‬ولذلك تطلب تصوير الفيلم المكوث للتصوير لمدة‮ ‬24‮ ‬ساعة في الدير ثم العودة بعد أسبوع أو أكثر للتصوير لمدة‮ ‬24‮ ‬ساعة أخري،‮ ‬كي‮ ‬يحدث تغير درامي في حياة هؤلاء الرهبان،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يتطلب السفر إلي مكان الدير لمدة‮ ‬5‮ ‬ساعات،‮ ‬ثم التصوير والعودة في نفس اليوم،‮ ‬أي أن فريق العمل ممكن أن‮ ‬يبقي‮ ‬يعمل لمدة تتجاوز‮ ‬34‮ ‬ساعة متواصلين‮". ‬
بالتأكيد هذه الأفلام وغيرها،‮ ‬تجعلنا نؤكد أننا أمام كنز سينمائي،‮ ‬نتمني أن‮ ‬يري النور قريبا،‮ ‬ويعرض في محافل عامة‮.‬

المصدر: اخبار الادب

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على ‮"‬عين الحياة‮" .."‬ترسو‮" .."‬ملح الأرض‮" ‬و"كابتن روما‮"‬ أفلام التلاميذ تحرج سينما الأساتذة‮ ‬

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
27757

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة