بعد الهجمات الإرهابية، حققت الترجمة الفرنسية لرواية »ذكريات باريس« لأرنست هيمنجواي أعلي مبيعات الكتب في فرنسا، مع إضافة عنوان فرنسي بعد ترجمتها » باريس متعة بالغة«، كتب هيمنجواي في روايته عن الفترة التي قضاها في تلك المدينة خلال العشرينات من القرن الماضي: »إذا كنت محظوظا بما فيه الكفاية، وعشت في باريس فترة أيام الشباب، أينما تذهب بقية حياتك، سيلازمك ذلك الإحساس بالاستمتاع بباريس«.
وبعد نصف قرن احتل الصدارة في مبيعات الكتب، وأصبح موقع »أمازون« يعتذر لزبائنه من القراء لنفاد الكمية مؤقتا بسبب ارتفاع مبيعات الرواية الذي كان يتراوح من عشر إلي خمس عشرة نسخة يوميا ليصل إلي خمسمائة نسخة يوميا، كما نشرت »الفيجارو« طبقا لتقارير دار نشر »فوليو« التي صرح رئيسها » ديفيد دوكروكس« قائلا: حدث ارتفاع شديد في الطلب علي الكتاب وصل إلي 1600 نسخة دفعة واحدة، بالإضافة إلي تلقينا طلبات عديدة من مكتبات مثل »أمازون« بلغت 8500 نسخة، بينما كنا نبيع ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف نسخة في السنة وأضاف »ديفيد« أن »فوليو« طبعت بالفعل عشرين ألف نسخة من »باريس متعة بالغة« مع وضع خطط لإعادة الطبع مرة أخري.
إثر الهجمات علي »باريس« تدفق الباريسيون علي المقاهي والمطاعم والحانات في جميع أنحاء المدينة رافعين علي مواقع التواصل الاجتماعي شعار »أنا في الشرفة«.
كتاب »باريس متعة بالغة« أو احتفال كتبه «هيمنجواي في نهاية حياته، ونشر بعد وفاته في سنة 1964 متتبعا إفلاسه خلال إقامته بباريس محاطا بشخصيات بارزة مثل »إل إف سكوت« و»زيلدا فيتزيجرالد« و»جيمس جويس«.
كتب »هيمنجواي« : باريس لن تنتهي أبدا، فذكريات كل من عاش فيها مختلف من شخص إلي آخر، نحن دائما نعود إليها بغض النظر عما كنا عليه أو كيف طرأ علي ذلك من تغير، أو الصعوبات وسهولة اجتيازها حاليا، كانت دائما تستحق هذا العناء، فقد حصلنا علي مقابل كل ما جئنا من أجله».
هذا الاحتياج أشعل شيئاً مشتركاً بينه وبين امرأة باريسية كتبت علي الإنترنت تحت اسم »دانيا«»: من المهم جدا تقديم الزهور لموتانا، ومن الهام جدا أن نقرأ عدة مرات، كتاب »هيمنجوا«، لأننا حضارة قديمة جدا، وسوف نرفع عاليا راية قيمنا، ونظهر مشاعر الأخوة للخمسة ملايين مسلم الذين يمارسون شعائرهم الدينية بحرية ولطف، وسوف نقاتل العشرة آلاف من البرابرة الذين يقتلون، كما يقولون، في سبيل الله«.
تلك ليست المرة الأولي التي يتجه فيها الباريسيون إلي المكتبات في أعقاب هجوم إرهابي، ففي يناير الماضي بعد مقتل 12 شخصاً بمجلة »شارل إبدو« تصدرت مبيعات الكتب بفرنسا رواية »فولتير« التي تعود للقرن الثامن عشر » رسالة التسامح«.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!