"كيف تصبح صحفيًا ناجحًا" روشتة "سعيد شعيب" للصحفيين الشباب

كيف تصبح صحفيا ناجحا

"كيف نحصل على الأخبار؟" سؤال يؤرق الكثير من الصحفيين الشباب، وهو نفس السؤال الذي لازم الكاتب الصحفي سعيد شعيب خلال مشواره الصحفي في بداية حياته.
يعترف" شعيب" في كتابه المميز " كيف تصبح صحفيًا مميزًا" بأنه كان دائما ما كان يردد مثل الصحفيين هذا السؤال الفائت، فالصحافة تشبه الماكينة التي لا ترحم أصحابها وعلينا دائما تقديم الجديد، وهذا ما حرضه على تأليف كتابه ليعطي عددًا من النصائح للصحفيين الشباب لكيفية صناعة خبر ناجح أو صياغة فكرة تحقيق مميز أو البحث عن الانفرادات التي تميز صحفيين عن أقرانهم في الوسط.
ومن مقدمة الكتاب سوف نجد أن " شعيب" كان مخلصا لعرض تجربته أمام الشباب ليقديم لهم ما يشبه الروشته الناجحة، وهو ما جعله يعترف في مقدمة الكتاب:" هذه الحيرة اليومية واجهتني وواجهت تقريبا كل زملائي ونحن نبحث عن الآخبر، والحيرة تكون أكبر وأصعب عندما تتولى موقعًا قياديًا "رئيس قسم - مدير تحرير ".
ومن المقدمة ينطلق الكاتب الصحفي ليشرح لنا الفرق بين الصحفي والحمار في إشارة تهكمية للصحفيين اللذين يعتمدون على الفاكس والميلات دون أن تكون لهم مقدرة على التفكير أو تشغيل الخيال لصياغة فكرة تصنع مزيدا من الأخبار.
ويؤكد أن الصحفي الناجح هو من يقوم بصنع خبر وليس أن يكون مجرد شخص ناقل، وما بين الفنون المختلفة للصحافة والتي تشمل "الخبر والتقرير والحوار والقصة الخبرية ومقالة الرأي والتحليل الإخباري" يأخذنا " شعيب" في جولة مدهشة بين دفتي كتابه ليحذرنا من أخطاء قد نقع فيها تتعلق بحجب بعض الأخبار التي قد لا تتواءم بشكل كبير مع السياسية التحريرية للجهة التي يعمل لديها الصحفي.
منبها الصحفي إلى أن تكون جرعة أخباره متنوعة حتى ولو ركز على الأخبار السياسية التي تمثل ضخًا مهما للجهة التي يعمل بها، ولكن هذا ليس معناه مثلا ألا نقوم بحجب خبر يتعلق بمظاهرة للسلفيين لمجرد أن الصحفي لديه انتماءات شخصية ضدهم أو حذف خبر للناصريين لأنك لست ناصريًا، كما يحذرنا " شعيب" من الخلط بين الخبر والرأي لأن هناك تعاقد بينك وبين القارئ هو أنك تقدم له أخبار ومعلومات تبتعد فيها بقدر الإمكان عن رأيك الشخصي.
يسبح الكتاب في عدة مجالات من فنون الكتابة الصحفية، ولا ينسى أن يمر على التحقيق الصحفي ليقول "يبحث عن إجابات لسؤال كبير من الأطراف المباشرة وغير المباشرة" بل يضيف "التحقيق هو حوار حول السؤال الكبير الذي تخرج منه أسئلة فرعية، وأنت تبحث عن إجابة له مع الأطرف المعنية".
لا يكتفى "شعيب" بتلك الروشتة الصحفية، ولكنه يحرض عقولنا على القلق وعدم الاطمئنان للإجابات التي نحصل عليها لأننا لو فعلنا غير ذلك فلن يكون هناك تحقيقًا ولكن سنكون مجرد حاملين للإجابات مثل الفاكس والميل.
كما يحذرنا من مفسدات التحقيق الصحفي والتي تتعلق بتجاهل طرف من الأطراف المباشرة أو غير المباشرة، وكذلك سرعة البديهة وعدم الوقوع في خطأ عدم القدرة على تغيير خطة التحقيق إذا طرأ متغير أو مستند أو أي شيء، ففي هذه الحالة سيكون هناك ثبات في التصور لديك، وهذا يعني أنك ستلوى أو تزور حقائق على الأرض لصالح وجهة نظرك.
يجيد المؤلف عبر كتابه الانتقال بخفة مثل الفراشات ما بين الصحافة المطبوعة إلى الصحافة الإلكترونية ليعدد لنا مميزاتها والتي في مقدمتها أنها جامعة وتلبي سوق العمل، كما يلفت المؤلف نظرنًا إلى اختلاف طبيعة المواقع الإلكترونية عن المطبوعة لأن الأولى لا تركز على الحشو بقدر ما تركز على السرعة فيما يتعلق بالأخبار التي يجب أن يتضمن الواحد منها إجابة على عناصر أساسية مثل "أين / متى/ كيف/ لماذا/ من".

المصدر: البوابه نيوز