كمال الدين حسين
تحت عنوان "أبو كمال الذى صنع الرجال"، كتب حلمى سالم، فى مجلة "الإذاعة"، مقالا عام 1955 يقول فيه:
صرخت إسرائيل من أعمال الفدائيين المصريين فى أراضيها صراخا، وصل إلى عنان السماء، وبقدر ما كان صراخ إسرائيل شديد كانت فرحة المصريين وفرحة العرب أشد.
وتحدثت صحف العالم، وإذاعاته عن هؤلاء الفدائيين، بعد أن كانت أعمالهم مفاجئة لإسرائيل وللعالم أجمع.
وقاد الفدائيين رجل صنع هؤلاء الرجال، أنه كمال الدين حسين، ذلك الرجل الذى يتحرك فى صمت ويعمل وينتصر فى صمت، عرفته يوم أن ترك كل شئ ورائه ، أهله وأبنائه وزوجته ومنصبه فى الجيش ليذهب مع أحمد عبد العزيز، فدائيا من الفدائيين، سلاحه إيمانه، وعدته يقينه، وزاده إخلاص امتلأ به قلبه.
لم يعد كمال الدين حسين من ميدان القتال فى فلسطين مزهوا، ولا مختالا، وإنما عاد منه حزينا، فقد خسر فى الميدان، قائده أحمد عبد العزيز، وخسر فيه صفوة زملائه، وظل كمال الدين حسين، منذ عام 1949 إلى أن قامت ثورة يوليو 1952، يحلم بشئ واحد، هو أن يبني قوة الفدائيين مرة أخرى، وأن يبنيها هذه المرة من أجل الإنجليز الجاثمين على صدر القنال، ومن أجل اليهود الجاثمين على صدر الوطن العربى كله.
نعم أبو كمال، يريد أن يثأر لزملائه الذين قتلتهم الخيانة فى حرب فلسطين، وللأرض التى أضاعتها الخيانة، وللأحلام التى ضيعتها الخيانة أيضا.
كان كمال الدين حسين، يريد أن يحرر وطنه الأول من الاحتلال البريطانى، ولم يكن يجهل أن ذلك يحتاج عملا، ويحتاج مجهودا وظل الرجل يعمل ويعمل فى جميع المجالات .
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!